غزل ومطر عند الاصيل – شعر : المبدع علاء الدين صادق الاعرجي

الشعر ….
شعر :علاء الدين صادق الأعرجي كاتب وشاعر واديب عراقي – يقيم في نيويورك
عـند الأصيل:
غزل ٌ بريءْ،
ومـطر ٌ جريءْ
حين تأوي ذ ُكاء إلى خِدْرِها

في جزيرة ماوي، من جزر الهوايي، شهد الشاعر منظرا نادراً وباهراً:
فقد كان قرصُ الشمس ِ يميل نحو الغروب، بينما انــتشرتْ في السماء نـُتـَفٌ من السحب المتفرِّقة، نــثرَتْ على الشواطئِ الزرقاء والحقول الخضراء، رَذاذاً ناعماً، في مساءٍ َ رَقَّ نسيمُه ، وامتزجت ألوانُ تلك الغيمات السمراء ِ والثلجية، بلون أشعة شمسٍ ذهبية، لوَّنت القـُبة َ السماوية، بألوان بنـفسجية ووردية، متنوعةٍ ٍ، تــتغير بين لحظةٍ وأخرى. وما كادَ قُرْصُ الشمس ِ الذهبي يدنو نحو جُرفِ ّ الأفق ِ الغربيّ، حتى ظهر في الأفق الشرقيّ، هلالٌ شاحبٌ في يومه الأول أو الثاني، تـتبعه نجمة ٌ مُتألـِّـقة.
في هذا الجو الرائع والجامع، وُلـِدَتْ هذه اللوحة ُ الشعريّة :
**
تـَــعَرَّتْ ذ ُكاءْ
وأحنتْ على لـُجّةٍ من ضياءْ
وغطّت ْ بـبحر لُـجـينٍ عميقْ
وراحتْ تـُغردُ لحنَ المساءْ
**
تـهاد تْ ذُكاءْ،
وماستْ على بحر طيبْ
وصلَّتْ بمحراب كون ٍ خضيـبْ
سَـقـتهُ الملائكُ خمرا ً وماءْ
وسَبّحَتِ الله َ في عرشهِ
وغـنّتْ له أُغنيات ِ الوفاءْ
فألقى على فرعِـها نظرة ً
علتْ وجـهَـهَـا حـُمرة ٌ من حياءْ
**
تَعرّت ْ ذ ُكاءْ
وفكتْ ذوائِـبـَها في الفضاءْ
فهامَ السحابُ على وجههِ
وأدمى جفونا ً بِحَرّ ِ البكاءْ
فحنت ْ ذ ُكاءْ ،
وأهدت له حُـلة ً من ضياءْ
ورقتْ لـحبٍ ذوى واكتوى
فجادتْ عليه بوعد ٍ الوفاءْ
**
تعَرَّتْ ذ ُكاءْ
وماجتْ على موجةِ الأرجوانْ
وغاصت ْببحرِ النـُضار العميقْ
وأغفتْ على زورق ٍ من جُمان ْ
فشعَّ صباها على كوكبٍ
يعانقه الليلُ عـَبر َ الزمانْ
**
تـَعًرَّتْ ذ ُكَاءْ
وأرخت جدائلـَها بازدهاءْ
وغطّتْ جوانبَها بالعقيقْ
لأن عُـيونَ الهلال الصفيقْ
رَ نــَت نحوها تحت جُـنح المساءْ
فألقتْ شُعاعا ً على فرعهِ
تُداعـِـبـُه بلظى من بهاءْ
**
نــَعَرّتْ ذ ُكاءْ
وراحتْ تصفـ ِّف ُ شَعرا ً ذهبْ
طويلا ً يداعبُ ربواتها في سَغَبْ
أطلّتْ على ر َبــعـها غيمة ٌ
وذَ رّتْ رَذاذاً بلون اللهب ْ
فصار َ الرَذاذ ُ على شَعْرِها
نـُـثارَ جَواهرَ ؛ يا عَجَب ْ !
**
تَسَامتْ ذ ُكاءْ
وماستْ على بحرِ طِـيـبْ
فنادى عليها هِلالُ المغيبْ:
” حناييكِ ، إنــّي أموتُ جَوىً
فسِحْـرُكِ باتَ غِـذاءَ دميْ،
تعاليْ فحُـبـُـــّكِ مِـلْءُ فميْ ”
فحطتْ على نـَهدِهَا كَوْكَبا ً
وألقت له حفنة ً من ضياء ْ
وغاصَتْ بـــِبـَحْر ٍ من الكبرياءْ
وصار َ ضياها سَنَا ً رائِـعا ً
وآوت إلى خِدْرِها في إِ بــاءْ.