فن وثقافة ……
إبراهيم يوسف – لبنان ….
خَواطِرْ بِوَحْيٍ
“من الحداثة؟ وسيادةِ العقلْ”
**
حينما تحترمُ عقلَك..؟
فلا تقتلْ روحَك بقلّةِ الاحترامْ
**
هل يتحققُ العدلُ ويختفي الجوعْ
أو يزولُ الألم وأثرُ الحرب والوباءِ
بفعلِ العقلِ.. دون القلبْ !؟
**
لِمَ لا نتركُ متّسعاً للقلبِ، والرجاءْ
ما دامَ الحبُّ يُقيمُ في القلبِ والعقلْ
جنباً إلى جنبْ؟
**
لئن لم يقُدْنا العقلُ إلى الأمان
والتسليمِ بأمرِ الله ؟
سَيَرمِنا في أحضانِ العذاب
والجنون والعدمْ
**
“ولي بينَ الضُّلوعِ دَمٌ ولَحْمٌ
هُمَا الواهي الذي ثَكِلَ الشّبابا
**
تَسَرَّبَ في الدُّموعِ فقلتُ ولّى
وَصَفَّقَ في الضُّلوعِ فقلتُ ثابا
**
ولو خُلِقَتْ قلوبٌ مِنْ حَديدٍ
لما حَمَلتْ كما حَمَلَ العَذابا”
**
لطَالما سألتُ نفسي
أيمكنُ أن ينقضي المساءُ
بلا سحرِ الغروبْ؟
**
ولِمَ أوْدَع اللهُ فيه سرَّ الجمالْ؟
**
أهوَ التّماهي مع سحرِ الكائناتْ
ووداع في صباحٍ أو مساءْ
**
أم مَرَجُ الْبَحْرَيْنِ متعانقَيْنْ
وشَوْقُ اللقاءِ بين الخافقَينْ
**
وبرزخٌ بين لونٍ.. ولونْ
من شروقٍ وغروبْ
وقلوب تتوهّجُ بالدّعاءْ
**
وخميلةُ نجومٍ تضيءُ الليالي
تشعشعُ في صَدْرِ السّماءْ
**
الجمالُ هِبَةٌ ربّانيّة
للمؤمنينَ والكافرينَ على السّواءْ
**
” والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ؟”
“لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلا”
**
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا
وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
**
**
الشّمسُ كالقَلبْ لا ترتاحُ ولا تهدأْ
تتوالى مواسمُها في شتاءٍ وربيعْ
وفي صيفٍ وخريفْ
وهذه صورةٌ من جمالِ الخَلقْ
وكونٍ لا يتعبُ ولا يتوقّفُ عن الاتِّساعْ
**
***********
**
إسراءْ
***
يا ابنةَ البلدِ الطيِّبْ
والنّاس.. الخيِّرينْ
**
كم أسَرَني سِحرُ المساءِ
وبَوْحُهْ..!؟
يُوقدُ شعلةَ القلبْ
**
اللهُ سرُّ الجمالِ في الخَلقْ
وأنتِ المرأةُ.. يا صديقتي
أهمُّ هذه الأسرارْ
**
دنيا خاليةٌ من الجَمالْ
لا يحكمُها.. ربٌ رحيمْ
بل تديرُها الأنانيةُ
والحربُ.. والبغضاءْ
**
ويستبدُّ بها الشيطانْ
لتُوغلَ في الدّناءةِ
والخِسّةِ والحرامْ
**
والمُنادونَ بسلطةِ العَقلْ
دونَ سِواهْ
كالمتطرِّفينَ.. في التّعصُبِ لله
أو داعش الشيطانْ.. سواءٌ بسواءْ
**
يُشَوِّهونَ جمالَ الوجودْ
ويقتلونَ اللهَ في القلبْ
فيستبيحونَ عِطرَ الزّنابقِ
والدِّماءْ
ويُسبِبونَ في الكونِ الفظاعاتْ
**
الكونُ بلا أله.؟ إنّما هُوَ خِلوٌ
مِنَ الشِّعرِ والموسيقى والغِناءْ
ومن صفاءِ البنفسجْ
وتَقْوى المحبّةِ والسّلامْ
**
كَقِيامةٍ بلا أعراسٍ
أو كَمَوْتٍ بلا دمعةٍ في العينْ
ولا شَهْقةٍ في الفؤادْ
**
كونٌ جافٌ ويابسٌ ومُخيفْ
يفتقرُ إلى الرّحمةِ والرّجاءْ
ويخلو مِنَ الحُبْ
جدوى؛ وعنوان الحياةْ
**
اللهُ هُوَ الحّبْ
“لو لم نجدْهُ عليها؟ لاْخْتَرَعْناهُ”
بتعبيرْ نِزارْ
**
وبتعبيرْ مُظَفّرْ؟
“تعالَ لبُستانِ السِرِّ
أريكَ الرَّبَ
على أصغر برعمِ وردٍ
يتضوَّعُ من قدميه الطِّيبُ
**
قَدَماهُ ملوَّثتانِ
بشوقِ ركوبِ الخيلِ
وتاءُ التأنيثِ
على خفّيهِ تذوبُ”
**
لأنتِ واللهِ التّاءُ.. يا إسراءْ
مثلُ الحبّ
وبرعُمِ الوردِ… ومثلُ مُظَفَّرْ… ونِزارْ
*(*
هو الحُبّ توأمُ اللهْ
فَلْيَتَمَسَّكِ البشرُ بفكرةِ الإلهْ
وروافِدِ الحياةِ مِنْ وإِلى القلبْ
فلا تغيبُ عن ذواتِهِمْ
نَشْوَةُ الرُّوحْ وأنوارُ الكائِناتْ
**
“اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ
فِيهَا مِصْبَاحٌ
الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
**
الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ
يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ
زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ
**
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ
وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ
نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ
**
صباحُ المَوَدّةِ يا إسْراءْ
يا ابنةَ البلدِ الطيّبْ
والناسِ الخيِّرين
صباحُ الخيرِ.. والحُبّ
ونورُ اللهِ في القلبِ والعينْ