اللغة العربية: هويتنا في مواجهة تخلف الأحوال المدنية – بقلم د . وجيه الجوهري

آراء حرة …..
د. وجيه الجوهري- كاتب مصري يقيم في فلوريدا:
تعجبت كثيرا عندما رأيت اسم “حمزة ” مكتوب في أوراق ثبوتية حكومية في دولة عربية هكذا “حمزه”.. قلت ربما إدارة الأحوال المدنية في حالة تقشف وهي لا تريد وضع نقطتين حتى لا نصاب ب “النقطة” أو في حالة تقشف أخرى فإذا وفر الموظف المحترم أمثال محمد أفندي أو عم إبراهيم”العرضحالجي” كل النقاط فلا شك فيه أنه سيوفر مليوني أو ثلاثة ملايين نقطة سنوية !الأمر الذي سيوفر الكثير لخزينة الدولة من ناحية الحبر وأقلام BIC!
على جانب الآخر تذكرت أن العربية قديمًا كانت غير منقوطة، فاستبشرت خيرًا أننا سنعود الى عهد النبوية والخلافة وسنرجع الى المصحف العثماني أي عثمان بن عفان وليس عثمان طه!
إلا أن الفاجعة عندما ذكرت إدارة الأحوال المدنية عن ماهية قلب التاء المربوطة إلى هاء وكذلك إلغاء الشدة والهمزة الا وهو تجنب الالتباس والخطأ والنسيان. أضف إلى ذلك رفض الاسماء المركبة وغير المألوفة مثل محمد نجيب، صدام حسين، جمال عبد الناصر أو حتى سعد زغلول . لا يجوز أن يكون الاسم الأول محمد وجيه أو كرم رمضان أو هتلر.
في حين تجد أسماء مثل الجحش والبغل والحيوان وذاكر نايك! إضافة إلى تغير جنس المولود من ذكر إلى أنثى أو العكس كما حدث ل فتحية التي أصبحت فتحى وبذلك يحكم عليها بالسجن فيما بعد لهروبها من خدمة العلم الإلزامية.
إختيار الأسماء بما يتلاءم مع الذوق العام لا يقل أهمية عن إضافة التاء المربوطة وموضع الهمزة والشدة وكذلك نقاط الياء مثل اسم “علي” وحذفها إذا كانت الف مكسورة مثل ” سلمى” و ” هدى” وغيرها.
موظفو الأحوال المدنية في دولنا العربية غالبا يعانون من الناحية التعليمية والثقافية لأن غالبيتهم من خريجي الدبلومات المتوسطة التي يكثر بين حامليها الجهل بالوراثة أو كما يقال لا يعرفون الألف من كوز الذرة!!
أخيرا.. من أجل تعلم لغة ثانية وثالثة أو حتى رابعة يجب أن تبدأ بتقوية واتقان اللغة الأولى أي اللغة الأم. رحم الله أمهاتنا وأمهاتكم من أجل نصرة لغة الضاد التي تقلب من حين لآخر بين الدال والتاء!