شؤون عربية في السياسة والأدب – بقلم : بكر السباتين

منوعات …
بقلم : بكر السباتين – الاردن …
1
تضارب الحقوق في إضراب المعلمين بالأردن
مبدئياً أنا مع حقوق المواطنين الأردنيين دون مواربة وعلى رأسهم فئة المعلمين..
ولكن في مواجهة تخلو من البراغماتية، بحيث لا يريد أي طرف فيها الخضوع للحل المرضي ترى من سيدفع الثمن! الطلاب الذين ينتظرهم مصير أسود إذا ما استمر الإضراب دون حل ما قد يؤدي إلى ضياع الفصل الدراسي مع عدم توفر الوقت الكافي لتعويضه وهذه في نظري كارثة لا سابقة لها، مثلاً! أم الأهالي الذين ضاعت بوصلتهم في أتون هذه الأزمة المتفاقمة، ومنهم مدرسون يشاركون في الإضراب! أم هيبة المدرس التي لو ضاعت حقوقه المشروعة لفشلت العملية التربوية برمتها وخاصة أن استمرار الإضراب في نظر نقابة المعلمين قانوني وأخلاقي خلافاً لقرار المحكمة الإدارية! أم الحكومة التي يناط بها رفع مستوى المعيشة للمعلم والمهندس والطبيب والمحامي وموظف الحكومة على درجة سواء! رغم ادعاء حكومة الرزاز باستحالة ذلك لمحدودية الميزانية.. فضلاً عن توليها مسؤولية تنفيذ قرار المحكمة الإدارية القاضي بوقف الإضراب فوراً والتحاق الطلاب والمعلمين إلى مدارسهم تحت طائلة المسؤولية القانونية على اعتبار أن هذا اليوم هو دوام رسمي! وهو قرار لا يمنع من استمرارية الإضراب وفق تصريحات محامي نقابة المعلمين، وما أكد عليها مؤخراً النائب المحامي العرموطي.
من فضلكم أغيثونا بجواب مع توخي الموضوعية ولن أعلق على ما تكتبونه..
صباحكم أمل جميل وحقوق ممنوحة لمستحقيها في وطن يضمنا ونخاف عليه..
***
جماعات إسرائيلية متطرفة تقتحم المسجد الأقصى بينما ينشغل العرب ببعضهم، من خلال ضرب اليمن وتخريب سوريا وليبيا من قبل الجماعات الإرهابية المدعومة من أقطاب صفقة القرن، ناهيك عن محاصرة المقاومة في غزة وزج الأبرياء في سجون مصر..
كتب البعض على تويتر : ” للأقصى رب يحميه”!! أليس هذا أسوأ توظيف للدين الإسلامي الحنيف من قبل بعض المنافقين الذين يحملون البنادق في كل مكان إلا فلسطين! ..
لك الله يا أقصى وسواعد المرابطين في رحابك من المؤمنين الحقيقيين الذي يأنفون خطاب التزلف والإرهاب.. ولا يمتلكون صفحات وهمية توظف كذباب إلكتروني موجه لصالح الإرهابيين المتصهينين الذين أساءوا للدين السمح الحنيف. عجبي!
أرجو التعليق في سياق النص وعدم تخريب الفكرة بالخروج عن سياقها..
2
وانقلب السحر على الساحر في الأزمة اليمنية
أعلن العميد يحيى السريع الناطق باسم القوات المسلحة اليمنيّة، اليوم، أنّ هذه القوّات أسرت فصيلًا كاملًا من الجيش السعودي واغتنمت مئات الآليّات والمدرعات، وحرّرت مئات الكيلومترات طولًا وعرضًا في هجوم نوعيّ شامل استمر منذ ثلاثة أشهر، حمل اسم “نصر من الله” شنّته هذه القوات في محور نجران الذي يعد الأضخم منذ بِدء العدوان السعوديّ على اليمن.
وهذا الخبر يتوافق من التّسريبات السعوديّة غير الرسميّة التي نشرتها وكالة أنباء بلومبرغ الأمريكيّة وتحدثت عن احتِمال قبول السلطات الرسميّة في الرياض بوقف جزئي لإطلاق النّار.. وهو يؤكد أيضاً أنّ هناك قناعة سعودية تتبلور بقوّة بحتميّة إنهاء الحرب اليمنية تقليصًا للخسائر التي تكبدها السعوديون في الجبهات والعمق وخاصة استراتيجية الطائرات الحوثية المسيرة التي يصعب الكشف عنها من قبل الرادارات ومشاغلتها بصواريخ بتريوت الأمريكية الصنع، وخاصة أنها وصلت إلى أرامكو شرق السعودية على بعد 1500 كم انطلاقاً من صعدة في اليمن، وأثرت على انتاج السعودية من النفط بنسب عالية.
نرجوا أن يتغلب صوت العقل في هذه الحرب القذرة التي يكمن الشيطان في تفاصيلها.. لتعود الحقوق إلى الشعب اليمني المغبون وهو صاحب الحق الأقوى، كي يتفرغ لبناء وطنه المطعون في الظهر. هذه رسالة لقادة التحالف العربي وحلفائه من المرتزقة ومن يساندهم من خبراء صهاينة وأمريكيين..
3
مفكرون أم أنصاف آلهة!
بعض المفكرين يبحثون في تفاصيل الحياة بعمق؛ لتأسيس مدرسة فلسفية شمولية مثالية، ذات بصمة خاصة، يكون من شأنها، وفق ما يرى أصحابها، تقديم حلول فكرية لكل مشاكل الدنيا، وكأن هؤلاء المفكرين أشباه آلهة.
ربما كان هذا الأمر ممكناً في زمن أورسطو وإفلاطون وسقراط؛ لأن المعرفة حينئذ كانت مشغولة ببناء قاعدة الهرم الفكري الإنساني والتخصصات محدودة ومتداخلة، وليس كما هو حالها اليوم، حيث اكتمل الهرم وانخرط العقل في معالجة التفاصيل النانوفكرية- لو أجيز لنا بتسميتها كذلك- فالعموميات في عصرنا الحاضر تقدم العناوين العريضة في سياقها المعرفي، أما التفاصيل فتناط بالمتخصصين من المفكرين المبدعين الذين يقدمون أفكاراً مثالية ثم يبرمجونها عملياً كي تتحرك على سكتها المخرجات بتقنياتها العملية المؤثرة البناءة، لتولد ضمن مخرجاتها أفكار عملية لها مسننات ودواليب وأقشطة وطاقة واتجاه ثم هدف.. أفكار مستقبلية ستأخذنا بدورها إلى الأمام.. وتشمل كل السياقات الفكرية.
وهذا بدوره لا يمنع أن يقدم المفكر من خلال مشروعه التفاعلي الخاص نقداً فكرياً تحليلياً بناءً للنظريات الفكرية المتكاملة والمناطة بمجموعة من المفكرين المتخصصين قياساً إلى النتائج.
إن النظرية الشمولية التي يتكفل بها مفكر واحد، هي شبه مستحيلة، فقط توجد من باب الترف الفكري وإن جاء بها صاحبها للبناء..لأن مثل هذه المشاريع الفكرية العملاقة لا بد أن يتضافر على بنائها مجموعة من المفكرين المتخصصين بحيث يعالج كل واحد منهم ما يتناسب وخبراته.. فهذا زمن التخصص وموت أشباه الآلهة ..
4
انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين
انتهت يوم أمس الجمعة الموافق 13 سبتمبر 2019 انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين لعضوية الهيئة الإدارية الجديدة التي جرت في مجمع النقابات المهنية بالشميساني، بفوز تسعة مرشحين من قائمة تحالف التيارين القومي والثقافي الديمقراطي وفوز اثنين من تيار القدس الثقافي، وكان محمد خضير من قائمة التحالف قد ثبتت نتيجة فوزه بالقرعة نظراً لحصوله على نفس النتيجة مع حليمة الدرباشي مرشحة تيار القدس. أما الفائزون من التحالف فهم: سعد الدين شاهين، أحمد الطراونة، أكرم الزعبي، ريا الدباس، الدكتور عمر ربيحات، الدكتور مخلد بركات، محمد المشايخ، مريم الصيفي، محمد خضير. ومن قائمة القدس الدكتور محمد عبيد الله، جلال برجس.
ونقول للفائزين مبارك عسى أن يقدموا للرابطة أقصى ما يستطيعوا للنهوض بها على قاعدة القبول بالآخر وفتح النوافذ على الجميع بعيداً عن الشللية المقيتة خدمة للكاتب الأردني وتحقيق شعار العدالة والحرية وعدم التبعية والتفاعل الإيجابي مع القضايا العربية.. بتبني المواقف المبدئية وخاصة تجاه القضية الفلسطينية وتحديداً خيار المقاومة ومن يدعمها لوجستياً، ورفض صفقة القرن وما يتبعها من تطبيع مهين، وتعزيز الموقف الأردني الرسمي في ذات الاتجاه. أعانهم الله على ما أنيط بهم من واجبات حتى تحقق الطموحات المنشودة.
5
(مقاطع شعرية)
يغتنم من قطرة الماء
سلافة الحب..
وتشرق فيه زهرة النور..
***
يقعده الحنين
ينادي عليها
فيستجيب السحاب..
***
يرتشف الأمل
من فحيح عرافة
تلون المعطوب..
***
يسدل الليل ستائره
وعلى ضفاف الحلم
يشعل الفانوس للسمّار
***
6
قصة قصيرة
صاحبة المقام وابن الخادمة
بحثت عنه في الزقاقِ المجاورِ لبيتها الآيل للسقوط. وجدته في غمرةٍ من الفرح كأن الدنيا لا تتسع لشقاوته.. باغتته فجأة فارتعدت فرائصُه من الفزع.. ثم ارتطم بمؤخرته بشدةٍ على الأرضِ الرطبة المتسخة.. سحبته إليها مشدوهةً، صرخت في وجههِ المكفهرِ المربدِ؛ كأنه الفقرُ الذي ستسحقه بيديها، أوجعته وهي تصبُّ جامَ غضبِها عليه. كان قلبُها يتفطر ألماً على حالِها وصغيرُها يُجَرَّدُ من أرديةِ الفرح غيلةً، بينما كانت أناملها المرتجفةِ تخلعُ عنْه طقم العيدِ بحذر شديد! حتى لا يمسّه ضرر:
” ماذا جنيت يا ولد، سنُطرَدُ معاً من جرّاء فعلتِكَ المشينةِ هذه! قالتْ سيدتي للبائع بأنك تتمتع بنفس حجمِ سيِّدِك الصغير فقاسَتْ عليكَ ملابسَه الجديدة! فتهربْ بها يا مقصوفَ العمرِ!؟كيف أواجه السيدةَ التي نعتاش من خيرها بعدما هربْتَ بهذه الملابس يا شقي! اخلعها”.
فما كان منها إلا أن انتزعتها بحرقة، من أشداق الفرح البريء الذي يطوق الصغير بهالة من البراءة؛ كأنه لم يفهم شيئاً مما قالت؛ وصار طقم العيدِ في كيسِه الأنيق.. ثمَّ لثمت قبلةً مهزومةً على جبين ابنها الذي بللَ وجهَهَا المكفهرِّ بدموعِهِ السخيةِ مستعطفاً قلبَها الشفوق، لكن! دون جدوى، إذ لمست في بكائِهِ بحةً كأنها صرخةُ مَوْجوعِ في ليلة كئيبة. أغمضتْ عينَيْها حتى لا ترى ابنها الذي غشته نوبةُ صراخٍ وهو يُعَفِّرُ نفسَه بالتراب.. ثم سارَعَتْ بالمسير طاويةً المشهدَ بقلبها المفزوع.. لكنَّ الموقفَ عند سيدتِها تبدَّلَ فجأةً وهي تردُّ الطقم إليها بحياء، كمن اقترف جريمةً لا تغتفر.
علقت سيدتها على الموقف كمن تردّ جيفةً عنها، ساخرة كأنها مجروحة الكبرياء:
“سأخصم ثمنه من راتبك؛ ابني رفض الطقم من أصلِه.. الولدُ معذورٌ إذْ لا يلبس شيئاً من وراءِ الخدمِ حتى ولو كان الأمر من قبيلِ أخذِ المقاس.. صار الطقم منذ اللحظةِ لإبنك! مبروك عليكما “.
وشعرت الأم بالمهانةِ تغمرها من رأسها حتى أخمص قدمها.. ثم عادت تجرُّ أذيالَ الخيبة كأنها عارية تماماً، متفطرةُ القلبِ مهزومة! لتجد ابنها المُتعَبُ غافياً في الزقاق لا يأبه بوجوده أحد:
“من قال أن الأطفالَ لا يشعرون بالكرامة!”
حينما قلبت ابنها كي يصحوَ على قبلاتها؛ أخذته بالأحضان وبشرته بالطقم الجديد! لكن الطفل هبَّ غاضباً وهو يصرخ في وجهها:
“مزقيها! أنا لا ألبس طقمَ ذلك الولد المدلل، أنا لا أحبه”..
ثم غفا على ذراعيها من جديد، فاستشعرت لأول مرة بأنها تمتلك الدنيا ! بل هي سيدة مثل ولية نعمتها .
7
خواطر سياسية
جندي إسرائيلي يقتل سيدة فلسطينية على حاجز عسكري في الضفة الغربية فارتقت روحها إلى باريها، فأين السلطة الفلسطينية من ذلك!؟
***
اللغة الإقصائية المتعالية التي يتبناها بعض المثقفين من اليمين واليسار وكأنهم مركز الكون ليست تنويرية؛ بل داعشية ظلامية منفرة!
***