آراء حرة …..
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك ….
قد تكون كلمات مقال الأسبوع الماضي لا تزال قريبة من الأذهان والذي فيه تعاير القردة الإنسان بأخلاقياته وسلوكياته التي انحدرت إلى الحضيض في جميع الاتجاهات ، وقد يكون ما قرأته هذه الأيام كعنواين في بعض الصحف المصرية مثيرا للضحك أو الهزء أو الدهشة ، وقد يكون تأكيداً لكي نوقع للقرود بأنهم الأفضل أخلاقاً عن جدارة . ثلاث زوجات وكأنهم على موعد مع التفاهة واحدة تطلب الخلع لأن زوجها رفض أن يشتري لها ” كاتشب ” والثانية طلبت الطلاق لأن زوجها لم يحضر لها في عيد ميلادها ” تورته ” والثالثة طلبت الخلع لأن زوجها وعلى حد قولها ” مش بيفسحها ” ، هذه العناوين أصبحت تتكرر في الصحف بصفة مستمرة وشبه يومية وقد تكون لأسباب أوهى وأتفه . دعوني أتحدث وكلمحة سريعة عن الطلاق في الإسلام والمسيحية ، ففي الإسلام ” أبغض الحلال عند الله الطلاق ” ، وفي المسيحية ” لا يطلق الرجل إمرأته إلا لعلة الزنا ” . قصص حياتيه حقيقية من الخلع والطلاق تقابنا كل ، تؤكد ما وصلنا إليه من استهتار بالحياة الزوجية التي قُدست في الأديان . أرقام مفزعة عن الخلع والطلاق أو طلب الطلاق تقف خلفها من وجهة نظري انحطاط الأخلاقيات والسلوكيات وعدم احترام الحياة الإجتماعية ، محاكم الأسرة دائماً مشغولة بهذه القضايا وقوائم طويلة في أيدي رجال الدين المسيحي لطلب الطلاق أوقعتهم في حيرة بين تنفيذ ما جاء بالدين أنه لا طلاق إلا لعلة الزنا أو الخروج عليها وهذا يعتبر من المستحيلات بالنسبة لهم ، إن ما ما يثير العجب أن طلبات الخلع والطلاق سواء عند المسيحيين أو المسلمين أصبحت معظمها خارجة عن العقل يحكمها ما يتقارب مع الكاتشب وتورتة عيد الميلاد ولأنه ” مش بيفسحها ” ، شئ محزن أن أقول وهو الملفت للانتباه بشدة أن معظم حالات الخلع والطلاق تقع بين فئات الشباب ، لعدم قدرتهم على تحمل المسئولية ، واستمتاعهم بثقافة العند ، والعزوف عن ” المرونة ” والتسامح في الحياة الزوجية . ” سنة أولى جواز ” هي الأكثر تعرضاً للطلاق والانفصال ، خاصة بعدما تنكشف حقائق وطباع كل طرف أمام الآخر ، في صورة مغايرة تماماً لفترة الخطوبة ، ليقع الصدام ، ويلجأ الكثير فيه للطلاق بدلاً من تقريب وجهات النظر ، وتقبل الآخر ، والعمل على أصلاح أخطائه وتعظيم إيجابياته . للأسف ، تحولت بعض المنازل الهادئة البسيطة الآمنة لحلبة صراع وعراك لا ينتهي من أجل أسباب لا يعتد بها كمشاكل ، وتحولت سيدات في مقتبل العمر لمطلقات ، وأطفال مشردين يعانون الأمرين ، ويحصدون ثمار الخلاف والعند بين الأبوين . لن أستنجد برجال الدين أمام هذه المشاكل ، وأنما أطالب الدولة بنشر ثقافة الأدب والأخلاق في المعاهد الدراسية ووسائل توعية الشباب من الطرفين بمعنى الحياة الزوجية ، التي أصبحت عبارة عن مجرد بيت كل واحد فيه مشغول مع تليفونه أو ” تشات ” على الفيس بوك ، الذي أصبح يجمع بين طبقات من البشر مختلفة ومتباينة ، البعض منهم الأخلاق بالنسبة له لا تساوي ورقة في صندوق القمامة ، اقترح على الدولة أن تنظم رحلات للمقبلين على الزواج إلى حديقة الحيوان ليروا كيف يتوسد ذكر القردة فخذ أنثاة لتنقي له شعره من الحشرات بكل محبة وسماحة.
edwardgirges@yahoo.com