الفلم الكوردي مواجهة الموت في سميل – بقلم : عصمت شاهين دوسكي

فن وثقافة …..
بقلم : عصمت دوسكي – كردستان العراق …
* حصد  ( 16) جائزة عالمية .
* لقب أفضل فلم قصير في آسيا لعام (2018) بأندونيسيا.
* لقب أفضل فلم وثائقي في الشرق ، الأول لعام (2019) بلبنان.
*  التریلیك الذهبي بلندن .
تمر الأزمات على الدول ومنها توثق ومنها تمر مرور الكرام وأرض كوردستان العراق من الأراضي التي  ما زالت تعاني من الويلات والحروب عبر أزمنة قديمة ومعاصرة ، دعيت من قبل الأستاذ صباح إبراهيم  لمشاهدة الفلم الوثائقي الكوردي ” مواجهة الموت ” من إخراج الفنان سرور عبد الله الذي عرض في قاعة مديرية الثقافة والفنون سميل ، ويعتبر مبادرة فنية عالمية فهو مترجم للغة الإنكليزية ، يتكوّن الفيلم الوثائقي من مجموعةٍ من الصور المتحركة، والتي تعمل على تفسير أحداثٍ واقعيّةٍ لأغراض الترفيه، أو التعليم، وقد استخدم المدرس الإسكتلندي جون جريرسون، والذي درس الاتصالات الجماهيريّة في الولايات المتحدة، مصطلح الأفلام الوثائقيّة (بالإنجليزية: Documentary film) في منتصف العشرينيات من القرن العشرين، والتي استمدها من الكلمة الفرنسيّة (بالإنجليزية: documentaire)، وأسهمت الأفلام الوثائقية إسهاماً كبيراً في تطوّر الواقعية في الأفلام، ومن الأمثلة على أولى أشكال الأفلام الوثائقية تصوير أحداث وصول البلشفية إلى السلطة في روسيا في 1818-1917، والتي تمّ استخدام الصور فيها كدعاية، كما قدّم المخرج الأمريكي روبرت فلاهرتي عام 1922 الفيلم الوثائقي نانوك من الشمال (بالإنجليزية: Nanook of the North)، والذي كان عبارةً عن سجلٍ لحياة الإسكيمو، والذي بُني على أساس الملاحظة الشخصية، وكان بمثابة النموذج الأولي للعديد من الأفلام الوثائقية الأخرى، وأعاد المخرج البريطاني بروس وولف تمثيل معارك الحرب العالمية الأولى في سلسلةٍ من الأفلام، وهو نوع من الأفلام الوثائقية التي تقوم على تفسير التاريخ بناءً على المواد الإخبارية الواقعية.
أما الفلم الوثائقي الكوردي : (مواجهة الموت بقاطع الأسلاك !)، هو من إخراج الفنان : سرور عبد الله علي دیرگژنیکی، بدأ بتصویر وتسجیل لقطاته الحیة الحقیقیة في أشد المواقف وأحرجها فی جبهات المواجهة والحرب من سنجار إلى كركوك عندما واجهت قوات البيشمركه البواسل القتال مع مسلحي تنظیم داعش الإرهابي فی عام (٢٠١٤) ولمدة ثلاث سنوات حتى عام (2017) حيث أنتج كفلم سينمائي عالمي (الكلام في الفلم مترجم إلى اللغة الإنكليزية)، وهناك (٤) متحدثین من قوات الپیشمرگه الأبطال داخل الفلم (هم الأبطال: رائد مهدی حسن، نقیب إدریس محمد، ملازم جنید شنگالی، وپێشمەرگه عدنان حسین، إضافة إلى حديث الشهید رائد بیشکفت في الفلم قبل استشهاده ..)، حیث تقوم كتيبة  الهندسة الخاصة بالمتفجرات ورفعها من تشكيلات – قیادة الإسناد الأول- ضمن الجیش الثوري الکوردستاني (الپیشمرگه) بإبطال مفعول متفجرات العدو (داعش) في ظروف قاسية وشديدة الخطورة على حياتهم وحياة المواطنين… لكنهم – بسبب إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم الوطنية والإنسانية- أصروا وثبتوا على الحق ومواجهة متفجرات الدواعش وصناعتهم (الموت) بقواطعهم (الكترات) وضحوا بأنفسهم وأرواحهم الطاهرة من أجل حماية الوطن وسلامة الشعب وقدموا على هذا الدرب شهداء كراما… (حیث استشهد أثناء تصویر الفلم فی الجبهات المشتعلة الأبطال الخالدون: الشهید الرائد پیشکفت زهیر، الشهید النقیب دیدار السورجی، الشهید النقیب شڤان سیتو، الشهید النقیب ممیال موسی أحمد).. وفي النتيجة حموا حدود الوطن وأرواح المواطنين وممتلكاتهم من شر الإرهابيين وبذلك انتصرت إرادة الحق والمبادئ الإنسانية على الباطل والأفكار الإرهابیة و الممارسات الإجرامية لأنظمة الاحتلال و قوى الظلام… والفلم عموما يعبر عن شجاعة البيشمركه الأبطال وبسالتهم ومواجهتهم للموت برباطة جأش وثبات وإقدام ، وبعد انتهاء الفلم الذي ألهب المشاعر دوى تصفيق حار في القاعة وبعد إلقاء الكلمات من مخرج الفلم والأبطال الذين شاركوا في الفلم تم تكريمهم الرمزي والمعنوي من قبل مدير الثقافة والفنون في قضاء سميل الأستاذ إسماعيل سلمان والدكتور حميد بافي  وجرت بعض اللقاءات الشخصية حول الفلم ، واشتهر الفلم بسرعة فائقة وذاع صیته في العالم وتمكن الفلم من المشاركة في (38) مهرجان ومسابقات عالمية للأفلام القصيرة وحصد حتى اليوم على (1٦) جائزة، إضافة إلى حصوله على ألقاب فنية مهمة منها: لقب أفضل فلم قصير في آسيا لعام (2018) بأندونيسيا، ، و لقب أفضل فلم وثائقي في الشرق الأول لعام (2019) بلبنان، وجائزة الخنجر الذهبي في سلطنة عمان، وجائزة النهج الذهبي في كربلاء، و التریلیك الذهبي بلندن، كما حصل الفلم في كوردستان على تكريم وهدايا من قبل: قيادة الإسناد الأول في قوات البيشمركه، والمديرية العامة للثقافة والفنون في محافظة دهوك، والمديرية العامة للبلديات في محافظة دهوك، ومديرية الثقافة والفنون في قضاء سيميل، والآن يشارك الفلم في عدة مهرجانات ومسابقات عالمية للحصول على جوائز وهدايا وألقاب فنية راقية ومرموقة.