تهب الرياح من كل اتجاه : هكذا افكر أنا – بقلم : إدوارد جرجس

اراء حرة ….
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك
أكرر كثيراً بأننا نعيش هنا ومن الأمانة أن نكون أمناء في كل خطوة من خطواتنا ، حقوقنا التي نأخذها كاملة يجب أن نقدم أمامها واجبتنا أيضاً كاملة ، لكن أيضاً نحن نعيش مع الوطن بقلوبنا ومن الأمانة أن نكون أمناء نحو الأرض التي ولدنا عليها وقيدنا بأسمها  ، هذه الأمانة تمتد من القلب إلى العمل ، بمعنى تقديم المساعدة على قدر الإمكان بأي صورة من الصور ، وأن يكون القلم في يدنا وسيلة أمينة لا ينحاز كما تنحاز الأقلام الموجودة داخله انحيازاً قد تتطلبه المصلحة أو كنوع من التصفيق الذي يدوي ثم يذهب مع الريح دون أن يحرك قشة ، أو كالأقلام المغرضة التي تهاجم وتلدغ وتذهب إلى أبعد مدى في ميدان الخيانة دون عقل يفكر بين خطوات الخطأ والصواب . موقف القلم بالنسبة لي لا يختلف وضوحه عن وضوح الشمس فليس هناك المصلحة التي تحتم النفاق وأنا أعيش بعيداً عنه أو حتى عندما كنت بداخله وليس هناك الحقد الأسود الذي يدفع الإنسان إلى كره كل من وما حوله ، وقد يكون الأهم هو أنني لا أعيش الأحلام الواهمة وتمجيد الشخصيات كما يفعل البعض حتى لو كانت قد سارت أو تسير على الخطأ ، كم كتبنا عن مصر وفترات حكمها منذ عام 1952 أي منذ ثورة يوليو وعن الحكام الذين توالوا عليها وبالرغم من وطنيتهم لم يستطيعوا أن يضعوها على الطريق الصحيح لأنه كانت دائماً الرؤية الغير واضحة كشبورة الفجر الكثيفة التي تؤدي إلى الحوادث المميتة بسبب انعدام الرؤية ورعونة القيادة فتأتي المصائب وينتهي الموضوع إلى إلصاق التهمة بالقدر . كم كنت أتمنى أن تظل ثورة 1952 على نفس النهج الطيب الذي بدأت به وتنتقل مصر للأفضل دائماً تحت رعاية فترات من الحكم تُميز بين الوضوح والشبورة ، وأقول ” حُكم “بالجمع  وليس بالمفرد ، فالحُكم مجموعة ، رئيس وحلقة من حوله توضح له خارطة الطريق التي فيها مصلحة الوطن بكل أمانة ، وكم كانت التعقيدات في هذه الحلقة وكم أتت المصائب من خلفها وكم سار الوطن في الطرق الملتوية والمتعرجة والموحلة حتى وصلنا إلى حال لا يخفى على أحد داخله كمعيشة وأمن وخارجه كتربص وتشفي ومحاولة إلحاقه بحفرة هوت فيها الكثير من البلاد العربية . القلم يكتب هذه الكلمات الآن بكل مشاعر الخوف والدعاء إلى الله بأن لايسمح بأن تتردى مصر الوطن إلى أسوأ مما كنا عليه سابقاً بعد أن كان الأمل يملأ القلوب في أن تزدهر أحواله ويعيش بعد موت أو شبهه طوال الفترات الماضية ، إن القرارات الأخيرة المفاجئة جَمَعت أمام القلم كل علامات الاستفهام والتعجب منذ ثورة 30 يونيو التي كانت تظهر مفردة والأمل يدفعه إلى النظر إليها  كعارضة سرعان ما تتلاشى بإجابة صحيحة عن الموقف ، هل سنعود إلى القرارات التي تتخذ بصورة عشوائية ، هل سنظل دائماً نبحث عن صانع القرار المضبوط في ظروفه ووقته ، هل ما أراه أمامي الآن هو بداية لسلسة من المتاعب تأخذه إلى نفس المتعرجات والطرق الموحلة ، كنت أود أن يكون التأني فريضة يجب أن نكون قد تعلمناها حتى لا نقع في أخطاء أضل سبيلاً ، دعاء من القلب أن تأتي الإجابة الصحيحة التي تنقشع أمامها كل علامات الاستفهام والتعجب . حفظ الله الوطن .
edwardgirges@yahoo.com