التطوع لتحقيق ماهية الإنسان – بقلم : وئام البدعيش

دراسات ….
بقلم : وئام البدعيش – سوريا ….
المقدمة, ومن البداية ….
-الإنسان يبذل جهد ليكون إنسان .. على عكس الحيوان الذي لا يبذل جهد ليكون حيوان …
فالإنسان يبذل جهداً ليحقق ماهيته, أي ليحقق إنسانيته ومضمونه الداخلي , فالإنسان ليس بالشكل ولا بالتركيب الجسماني فقط, وإنما بالمعنى, والإنسانية تتحقق بالمضمون. فهو ” أي الإنسان ”  يبذل جهداً ليتعلم الكلام ويتعلم المشي ويتعلم التفكير ويتعلم ويتعلم .. ولا يكون إنسان إلا إذا تعلم … إذاً فهو يبذل جهداً ليعقلن الغرائز, وينمي المواهب, ويقضى على الوحش في داخله.  وإذا أراد أن يبقى الإنسان إنساناً يجب أن يستمر ببذل المجهود…

من توقف عن التفكير, توقف إنسانيته.. ” عنوان سريع ”
في اللحظة التي يتوقف فيها الإنسان عن بذل المجهود, يتوقف الإنسان في داخله, وليس يتوقف فقط, وإنما يبدأ بالتهدم السريع والفوري, ليتحول إلى الوحش الداخلي وإنسان مع مبررات….
سوف اشرح ما معنى وحش من الداخل وإنسان مع مبررات .. ولكني سوف اضبط في البداية  دلالة البناء الإنساني, وما هي الإنسانية بالمعنى, بداية من البناء الطويل, وكيفية البناء الصحيح للإنسان الداخلي, والطرق للحفاظ على ذاك الإنسان, نهاية بالهدم والهدم السريع جداً ..  وسوف أربط الموضوعين ببعض …

أولاً …..البناء الإنساني  ” عنوان وبالخط العريض ”
الإنسان منذ بداية التفكير, ومنذ مرحلة العيش في الكهوف وما سبقها من مراحل توحش, ومع تطور التفكير العام لديه, بدأ يؤطر إنسانيته ويوجهها, وهذا التطور الذي استمر على مر مئات بل آلاف السنين, كان فقط, لترتفع سوية الإنسان الأخلاقية والحقوق والواجبات وذوقه الثقافي والأدبي .. وفي هذا الصعود البطيء نوعاً ما, كان يختنق ويختفي ذاك الوحش الداخلي القديم, وتختنق العدائية .. واحتاج الوصول لما وصلنا إليه الآن ” في حال كنا وصلنا بالفعل ”  وقت طويل جداً..
ولكن صحيح أن البناء احتاج الكثير من السنين, ليصير به الإنسان إنساناً, ولكن الهدم لا يحتاج إلا للحظة, ويخرج ذاك الوحش القابع في نفوسنا ويتضخم عدة مرات فينا . ” لحظة ليست أكثر.” . ففي اللحظة و التي يتوقف العقل فيها عن التفكير بشكل منطقي عام (استقراء .. استنباط .. قياس ).. سيظهر الوحش الداخلي فينا, وإذا كان  التفكير الخاص بك, وفق مفهومك ومنطقك الخاص أو يخص جماعتك, فأنت لست وحدك وحش, وإنما ستبدأ بتفريخ الوحوش….
فاصل  ونعود للمقال ” المشكلة أننا نكتب لأناس لا يقرأون, لو قرأوا في ما مضى لما كتبت الآن, ولأصبح المقال من دون فائدة  تذكر “.

عــدنـــــا……
إذاً.. الإنسان أصبح إنسان ” بالمعنى الحقيقي للكلمة ”  ببطء شديد جداً..ويصبح وحش بلحظة واحدة ليس أكثر .. فلدى أي شخص انجراف شديد للعدائية  للشخص المقابل ” لأنها أخذت الحيز الأكبر خلال مسيرة تطوره, ولأنها ما تزال وستبقى فينا للأبد, أما مقدار وحجم هذه العدائية فيحدده عدة أمور ” . فهذا التدهور سهل جداً وغير متوقع, وخصوصاً عند أثارة أمور تتعلق بالمسلّمات, والتي هي بطبيعة الحال أمور غير قابلة للنقاش…و يكون الانجراف أكبر بكثير. وإذا اُعتبرت الشخص المقابل لكَ, وليس فقط الشخص المقابل, وإنما الأشخاص الذين ليسوا معك ولكنهم ليسوا ضدك, إذا اعتبرتهم ” قشة لفة ” أناس  أدنى إنسانية منكَ. (من غير طائفتك, أو من غير دينك أو حتى من غير حزبك السياسي) هنا تصبح العدائية لهذا الطرف المقابل واجبة عليك .. ( الموضوع طويل يحتاج مقالات وأبحاث أخرى .. أقرأ حيونة الإنسان, للممدوح عدوان ) …

ملاحظة من خارج المقال ( لا يوجد فاصل هنا, وسوف نكمل في المقال )

” دخلك بتعرف ” أنو لا يوجد إنسان على خطأ أبداً….
ع فكرة …لا يوجد إنسان على خطأ أبداً, وحتى إن كان على خطأ وفق المفهوم العام ” الذي تحدده بالضرورة الحقوق والواجبات المتفق عليها ” . فهو لا يَعتبر نفسه على خطأ أبداً…. ” فالشخص المخطئ ” يقدم لنفسه المبررات ليبرر ما قام به أو ما سيقوم به في المستقبل,  وهذه المبررات في الأغلب مبررات مقنعة وهي متعارف عليها, مأخوذة من العادات والتقاليد المتوارثة, أو مبررات يفرضها الدين ضد دين أخر, او حتى ضد طائفة أخرى, أو ضد حزب آخر. ( وأول ما تلغيه هذه المبررات هي ” أن الإنسان أخو الإنسان ” ). وهذه المبررات تستطيع أن تجعل من الشخص سفاح بكل ما تعنيه الكلمة من دون حتى تأنيب ضمير, بل على العكس يشعر بالفخر لما يقوم به. أو ما يقدمه لدينه أو طائفته أو حتى حزبه .. وفي مقال سابق لي ( شرح نفسي للازمات الإنسانية بطريقة رياضية.. ومقال ثان تدني الإنسانية ) توسعت في شرح الموضوع بشكل أدق مع طرح الأمثلة …
إذاً يوجد شخص سيئ في المفهوم العام ..ولكن لديه المبررات الكافية والكاملة والمقنعة بشكل كامل لما يقوم به أو ما سيقوم به . على الأقل من وجهة نظره الشخصية, وخصوصاً في غياب التفكير المنطقي الصحيح العام أو تردي التفكير الجمعي  ….

تعال لقلك شو حكينا بالمختصر ….
بناء طويل جداُ للإنسان والإنسانية  على مر التاريخ, لكي يظهرها على هذا الشكل والمضمون, وفي لحظة التي تتوقف بها عن بذل مجهود ويتوقف العقل عن التفكير المنطقي, وخصوصاً في الأمور الدينية, وفي المسلمات المتوارثة, وحتى في المسلّمات السياسية. وأيضاً نتيجة وصول إجابات جاهزة لتساؤلات قديمة. وبسبب القدرة الاقناعية لدى كل دين أو سياسة ( باستخدام وسائل الترغيب والترهيب والإقناع من طرف واحد ).. هنا يبدأ الهدم والهدم السريع جداً, ويبدأ التحزب والطائفية والإقليمية, ويبدأ التفكير  يختصر على فئوية, ” أنا صح والباقي خطأ ..” وينظرون على الفئة التي يعتبروها خطأ على أنهم اقل إنسانية ( وحتى يطلقون صفات حيوانية على الفئة الأخرى .. مثلا ” تفريخ الكبير للمسلحين في منطقة كذا . فطيسة المسلح كذا… ” .هذه الصفات بالمضمون  تقلل من إنسانية الطرف المقابل, وتجعل من الواجب على الطرف الأول قتال الطرف الثاني, والعكس صحيح طبعاً ) وبالتالي الطرف المقابل لا يستحق الحياة, وهنا يبدأ الوحش الداخلي مع الإنسان الخارجي مع المبررات الكافية,  ومثال بسيط على ذلك هي  داعش ( شكل على هيئة إنسان .وحش من الداخل .. مبررات قادرة تقنعك نتيجة استنادها على أسس دينية .. ولو أنها على خطأ بالمنظور العام  ) …

…..
-” أي وشو دخل التطوع بهيك قصص هات فهمني  …….. ”
-رح فهمك ( كل ما سبق في المقال ليس إلا مقدمة بالضرورة لنعرف أين نحن, ولنفهم ما هو الإنسان بالمعنى .. وكيف يحقق معناه )
اللب في الموضوع ” التطوع والإنسان ”
بعض التعريفات السريعة عن التطوع ….
التطوع: هو عمل اجتماعي إرادي غير ربحي، دون مقابل أو أجر مادي، يقوم به الأفراد أو الجماعات من أجل تحقيق مصالح مشتركة أو مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة.
وهو حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر ( بدون إكراه أو إجبار ) في سبيل سعادة الآخرين .

لماذا أنتَ متطوع ؟؟؟
-متطوع من أجل مساعدة الآخرين ..
-متطوع من أجل إسعاد الآخرين…
-متطوع من أجل نفسي وتحقيق ذاتي…
كثيرة هي الإجابات التي سمعتها عندما سألت هذا السؤال, وهي في الحقيقة جميعها صحيحة, ولكن لنضبط الإجابات في مفهوم معين واضح…
أنت متطوع في البداية والنهاية لتحقق ماهيتك, ولتكون أنساناً. والتطوع واجب إنساني بالضرورة لتكون إنساناً, فما فائدتك إذا لم تساعد أخيك الإنسان.
هنا سنصنف الناس وفق المعايير السالفة الذكر :
-فمن ساعد إنساناً آخر. يكون قد حقق بشكل أو بآخر ماهيته أو إنسانيته على الأقل… وهناك من يقدم المساعدة لكل الناس… مثل العلماء الذي كان لهم الفضل على البشرية كلها, وكان همهم تطوير الإنسان.  فهؤلاء يجب أن يقام لهم أضرحة ومقامات خير للبشرية  …
-الشخص الذي لا يساعد أحداً, ولكنه على الأقل لا يضر أي شخص, فهو أيضا إنسان, ولكنه ليس فعّالاً وهذا يمثل السواد الأعظم من الناس ..

-الشخص الأسوأ هو من يوقف العقل, ويهدم الإنسان, ويصنف البشر ويضعهم في أقفاص, ويسمي كل قفص وفق ما يريد أو وفق أفكاره المتوارثة, هذا هو الوحش الحقيقي, وليس وحشاً فقط, ولكنه يفرخ الوحوش ويجذب بوسائل اقناعية ” ليس لديك القدرة على النقاش فيها ” السواد الأعظم من الناس ليصبحوا وحوشاً من الداخل مع مبررات كافية وهنا تكمن المصيبة….

” نعود للموضوع ”
” المفهوم البسيط للتطوع, أعطي من وقتك القليل, لتحقق ماهيتك  ”
فأنت بالنهاية لست آلة لتأكل وتشرب وتعمل .. ولا يجب أن تكون وحشاً لتقتل وتقمع .. أنت في النهاية إنسان, ويجب أن تصيغ إنسانيتك بالشكل الأمثل, أو ما استطعت إليه سبيلا,  فالتطوع هو جانب من كونك إنسان تحقق إنسانيتك وتمثلها بالشكل الأمثل, وتنمي مهارتك, وتهذب روحك مثلها مثل الموسيقى الشعر والأدب وباقي الفنون وتجعلك بعيد كل البعد عن الوحش الداخلي ….

بلال متطوع في منظمة عمل مدني….
بلال يعمل على توعية المجتمع, وتثقيف الفكر المجتمعي, وتفعيل المنطق العام …
بلال يعمل على رفع الذائقة الفنية والأدبية…..
بلال يساعد أخيه الإنسان….
بلال لا يطلب مقابل لما يفعله …..
كن متطوع مثل بلال ….

يوم الأرض: الجمهور غائب عن قرار الإضراب!!
*الإضراب سلاح إستراتيجي يحتاج إلى تعبئة الجماهير
وليس إلـى قرارات فوقيـة بـدون قناعـة جماهيريـة*
نبيل عودة
أربعون عاما مضت على يوم الأرض. لا أحد يقلل من أهمية ذكرى يوم الأرض وضرورة تحويل هذا اليوم إلى يوم نضالي من أجل حقوق الأقلية العربية في إسرائيل. لكن، موضوع الإضراب، يحتاج إلى وضع خاص مميز، بينما ما الاحظه منذ سنوات هي عملية مزايدة لا علاقة لها بالواقع والظروف السياسية وبجاهزية الجماهير للإضراب. أنا على ثقة ان أكثرية جماهيرنا ليست جاهزة نفسيا لإضراب سياسي في هذا الوقت بالذات.
هل عدنا، كما في كل سنة من السنوات الأخيرة إلى المزايدة السياسية الجوفاء؟ هل يظن رئيس لجنة المتابعة ان إعلان إضراب لا يحتاج إلى تحضير الشارع ورفع الجاهزية السياسية للجماهير؟ إلى توعية بظروف خاصة تقود إلى إضراب عام ؟
هل هي لعبة لتحقيق مكاسب شخصية تخدم شخصا أو أشخاص محددين حتى على حساب إلحاق الضرر بواقع الجماهير العربية عبر إعلان إضراب لا ضرورة له، لأن الأرضية الجماهيرية غير جاهزة لمثل هذه المعركة وسيكون إضرابا هزيلا خجولا يضر أكثر مما يفيد.
أمامنا مهمة لا تقلق قادة هذه الجماهير، أصلا قيادتهم هي اكبر ضرر للجماهير العربية في إسرائيل. كتبت مرة واكرر ذلك اليوم: إذا لم نبن مجتمعنا قوياً، مثقفاً، عقلانياً، متنوراً، أخلاقياً، مليئاً بالجماليات، ثري بالفكر الإنساني، بالاستعداد للتعاضد والتكامل الاجتماعي، بجاهزية كاملة للتجند وراء مطالبه الحيوية، ولا أستثني السياسة من هذه المطالب، ستبقى كل ممارساتنا الثقافية والسياسية  تعاني من قصور في الرؤية، من العجز في فهم دور الثقافة الاجتماعي والحضاري،  وكيفية توجيه ودعم وتطوير حياتنا الثقافية وبناء نهجنا السياسي ، تطوير خطابنا السياسي العقلاني ، وهو الخطاب القوى والأكثر تأثيرا.. ولكنه الغائب الكبير من ثرثرتنا السياسية!!
هل تكرم معلني الإضراب بجس نبض الشارع ومدى استعداده لإضراب سياسي؟   هل من شعارات مميزة لإعلان إضراب من هذا النوع، أم باتت قرارات الهيئات القيادية مجرد نوايا ضررها كبير وعظيم لأنها تنطلق من نوايا انتهازية شخصانية لا قاعدة فكرية أو سياسية واضحة لها.
من المهم معرفة مدى جاهزية الجماهير لتنفيذ إضراب تحت شعارات واضحة محددة.. وليس إضرابا خجولا مترددا بلا قناعة من المضربين. أرى أن القرار اتخذ في الغرف المغلقة ولا يمثل الروح السائدة في الشارع اليوم.
لا تنقصنا المطالب، ولا الشعارات ولا الغضب على سياسة السلطة العنصرية. لكن هل هذا لوحده يشكل معياراً صحيحاً لطرح موضوع تنفيذ إضراب؟!
سبق وأن كتبت حول نفس الموضوع في السنة الماضية وما قبلها  وها أنا اكرر موقفي. قرار الإضراب يحتاج إلى جو سياسي نضالي لا أراه قائما، لا أرى أن القيادات العربية، أعدت جماهيرها لمعركة سياسية، تتصاعد حتى الوصول إلى تنفيذ إضراب، بحيث يكون له رد فعل سياسي في الدولة كلها، وليس مجرد إضراب تلبية لمواقف فئات اشك بصلاحيتها لقيادة نضال جماهيرنا العربية.
ان أخطر ما في القرارات الفوقية، عدم الحذر بأن لا يتحول الإضراب إلى مجرد كليشيه في صدر صفحة إعلانات. يؤسفني ان هذا شعوري من قرار الإضراب في 30 آذار هذا العام.
لا أجد الشارع جاهزا ، وإذا نفذ ، كما في السنوات الماضية، فهو نصف إضراب أو ما دون ذلك، نصف التزام ما ان تدق الساعة الحادية عشرة  حتى تفتح جميع المحال، عدا الكثير من المحلات التي لن تغلق أبوابها وأكثرية العمال يتوجهون إلى أعمالهم. ليس لأنهم فقدوا حسهم الوطني، بل لأن الإضراب تقرر بشكل عشوائي صبياني لا قاعدة سياسية إعلامية  لتجنيد الجماهير وراء هدف معلن وقادر على تثوير الجماهير. قيادات لا تملك أي فكر سياسي واضح، بل خليط من المواقف المتناقضة، ليست مؤهلة لقيادة مجتمعنا.
الإضراب هو سلاح إستراتيجي، يجب عدم التفريط بأهميته. عندما يُقرر الإضراب يجب أن يكون الشارع العربي جاهزاً ليهز أركان السلطة في الدولة كلها. بينما هذا الإضراب ، بهذا الأسلوب وهذه العشوائية، لا يؤثر إلا على المجتمع العربي وبالتأكيد يلحق به الضرر السياسي والوجودي.
أن لجنة المتابعة العربية غائبة عن الجماهير، تذكرنا الآن بنفسها.. مثل عارضة فورنو… ويبدو ان الضرورة لوجودها تتقلص وتذوى نتيجة تحولها إلى لجنة منفعية تخدم شخصيات ولا تخدم قضايا مجتمعية ملحة.
لا استهتر بأهمية لجنة متابعة. السؤال كيف تتحول إلى لجنة تقود وتوجه مجمل النضال الوطني للعرب في إسرائيل، عبر رؤية سياسية إستراتيجية وليس مجرد نزوات وقرارات فوقية!!
ما اطرحه ليس جديدا، لكنه بات ملحا في السنوات الأخيرة مع تنامي الفاشية في إسرائيل.. خاصة ظاهرة قانون الإقصاء العنصري.
لجنة المتابعة لم تقم من أجل يوم الأرض فقط، قضايا المجتمع العربي في إسرائيل كثيرة وملحة جداً، وفي مجالات حيوية تحتاج إلى ملاحقة يومية، وليس إلى لجنة “حاضرة اسما وغائبة فعلا”.
ما أراه أن لجنة المتابعة باتت لجنة تشريفات أكثر مما هي لجنة لتوجيه النضال، وطرح الأهداف السياسية وملاحقتها، والإعداد لمواجهة العنصرية المتفشية في مؤسسات السلطة، وفضح التشريعات العنصرية على مستوى الدولة والمستوى الدولي، وخوض معركة شعبية وبرلمانية وقانونية متواصلة لفضح الممارسات والتشريعات العنصرية المعادية للأقلية العربية.
هل سيقنعونني الآن بأن الدعوة للإضراب، ستلقى حماساً جماهيرياً، وكأنها المطر بعد الانقطاع الطويل؟!
سيكون الإضراب بلا معنى وبلا فائدة ( حتى لو نجح جزئيا) وأشبه بنزهة في الطبيعة.  لست ضد الإضراب، لكني ضد قرارات لا قعر لها، ضد قرارات لا يجري تجهيز جماهيري مسبق لتنفيذها لجعلها معلما بارزا في مواجهتنا للسلطة العنصرية!!
nabbiloudeh@gmail.com