يـــــــا وحدنــــــا

فلسطين (:::)
بقلم :وليد رباح – نيوجرسي (:::)
يا وحدنا ايها الوطن التعس .. يا وحدنا نحن ابناء فلسطين .. قد بحت اصواتنا ونحن نستنجد العرب لا لضعف يعترينا ولا لنداء معدة تستغيث بنا لملئها لأن الدور علينا اليوم وغدا سوف يكون عليهم .. وواجبنا ان نموت اليوم لكى يسفيق (الاموات) من غفواتهم فيدركوا ان اطفالهم سوف يتعرضون لما يتعرض له اطفالنا اليوم ..
يا وحدنا ايها الوطن العربى الجريح الذى نام ابناؤه دهرا ولن يستفيقوا قبل ان تدق الدبابات بيوتهم لتدمرها فوق رؤوسهم .. يا وحدنا ونحن نرى ابناء العرب يشيحون بوجوههم عنا مع اننا ندافع عن ابواب بيوتهم .. وندافع عن اطفالهم وعن نسائهم وعن شيوخهم وعن ضعفائهم وعن كل ما يمتلكون .. يا وحدنا فلا تبتئسوا .. سوف لن نجعل العدو يستفرد بكم كما استفرد بنا واشحتم بوجوهكم عنا .. سوف تجدون ابطالا غرا يحملون الحجر ايضا لاخراجهم من ابواب بيوتكم وردهم من حيث اتوا ..
يا وحدنا عندما يدخل العدو قصوركم فيهرب حكامكم كالفئران الى حيث الامان فى طائراتهم التى تنتظرهم قرب بيوتهم .. عندما لن تجدوا من يعينكم سوى شعب فلسطين .. ذلك الشعب الذى تمرس فى صنع الحجر منذ ان كان الحجر صنما وحتى غدا امثولة فى القتال والنضال والدفاع عن النفس امام قوى الشر العاتية .
يا وحدنا  ايتها البدلات المنمقه وربطات العنق الحريريه وشنط السامسونايت الباريسيه .. يا وحدنا ايتها الامهات اللواتى سوف تبكين على ابنائكن ثمنا لتخاذل ازواجكن وابنائكن واقاربكن عن نجدة الشعب الذى يدافع عن شرف العربيه اينما كانت على امتداد هذا الوطم التعس .
يا وحدنا ونحن نرى اطفال الوطن العربى يرتعون فى بحر من الطفولة وقد كبر اطفالنا رغما عنهم فانتزعوا الحجر سلاحا للدفاع عن اطفال هذا الوطن الكبير حتى لا تفجؤهم رشاشات العدو الصهيونى وهم يحلمون ببزوغ فجر جديد .
يا وحدنا ايها النائمون فوق احلامكم ويا وحدنا عندما تملاؤن بطونكم ويا وحدنا عندما تمارسون حياتكم فى شغف ومحبه .. ويا وحدنا عندما تفقد الام طفلها عندما يذهب فى رحله الى المدرسه ثم يعود اليها محمولا على محفة لكى تودعه بزغروده .
يا وحدنا والقائمون على اموركم يرفدون فى اجسادكم الابره تلو الاخرى حتى يأتيكم اليقين والخوذات العسكرية تضرب اقفيتكم برعونه ..
يا وحدنا .. ايتها الامة المذعورة .. يا وحدنا ايها المنسجمون مع انفسكم بالراحه واستجلاب ملذات الحياة .. يا وحدنا وانتم تظنون انكم بعيدون عن مرمى رصاص العدو وقذائفه وقصف طائراته وشلخ صواريخه .
يا وحدنا .. يا وحدنا .. والعتمة تلفنا من قمة رؤوسنا الى اخمص اقدامنا وانتم ترتعون فى بحر من النور الباهر الذى يعمى الابصار .. يا وحدنا ونحن نخوض سجف الظلام فلا نمتلك ما نضئ به ايامنا سوى حلمنا الواسع بتحقيق الانتصار وبناء الوطن ..
يا وحدنا .. ايتها الامه الهرمه .. ايتها الامة الضائعة بين سندان الحلم ومطرقة التفاؤل .. وانتم تروننا وقد عبأنا جلودنا اكياسا لخدمة بضائعكم المكدسه ولا نمتلك منها سوى ان ننظر اليها من خلال الصوت والصوره ..
يا وحدنا ونحن نعرف اننا سوى نجوع ونعرى .. نتألم ونقاسى .. ننام على الطوى ونصحو عليه كذلك .. ويا وحدنا وانتم لا ترون فينا سوى دما ينزف ولكنكم تأبون ان تعطونا رباطا او شاشا نسد به جروحنا حتى يتوقف النزيف ..
يا وحدنا .. يا ثأرنا ونحن نعلم على اليقين اننا نصرخ فى واد عميق ليس له من قرار .. ويا وحدنا ونحن نتألم ونموت ونتوجع ونصرخ ونبكى ويأكلون لحومنا بمتعه وانتم لا تحركون ساكنا ولا تبثون استنكارا او نداء يعيد الينا روحنا ويعيد الينا بعض الحياه ..
يا وحدنا ايها الشيوخ والامراء والرؤساء والملوك والاطفال والشعب والجنود والكهنة والتائهون على دروب الحياه ..
أأنتم منا ام نحن منكم ؟؟ اننا نشك فى ذلك .. فالوطن الذى يمتد من مغيب الشمس حتى مطلعها يأبى الا ان يكون نائما .. ونائما حتى سكرات الموت ..
نحن اليوم وانتم غدا .. وعندما يخترق الرصاص رؤوسكم عندما تستفيقون سوف تجدون ان الفرصه قد ذهبت والى الابد .. فاكتبوا شهادات موتكم منذ اليوم .. وضعوا على ابواب بيوتكم شارات الهزيمة .. وتخلصوا من موروثاتكم الجينية حتى لا تستجلبوا لهذا العالم اطفالا جبناء يركعون عندما يكبرون ويصرخون دون ان يتألموا ..
الله .. الله .. يا وحدنا ايها الناس .. صدقونى .. سوف تجدون فى هذا العدو الذى يقاتله اطفالنا اليوم دواء لنومكم الابدى .. ولسوف تعلمون .. اى منقلب سوف تنقلبون ..
يا وحدنا .