“حكايات ما قبل النكبة”: سلسلة روائية لبكر السباتين

فن وثقافة (:::)
بقلم بكر السباتين – (::::)*
قاتل المدينة “الوقواق”.. “(سافاو ) يلتهم عكا”.. “حيفا تشرب البحر”!
وعناوين أخرى..!!
من قال بأن ذاكرتنا ضحلة ولا تحتفي بتفاصيل الوجع الفلسطيني على هامش كل المؤامرات التي تعصف بها.. وكيف يصدق كثير من مثقفينا بأن الزمن لا يدور، والماضي الذي يتوارى وراء الهزائم لن تصافحه العيون في الأجيال القادمة.
الذاكرة عالمٌ غني بمعطيات الانتصار حينما يتحرر العقل العربي من سباته.. والكرامة من تبلدها.. فتنفض الكرامة عن نفسها مظاهر الانحطاط.. وتحلق الحرية عالياً في سماء لبست لنا..
منذ أشهر وأنا معتكف على دراسة واقع المدن الفلسطينية والحياة فيها قبل النكبة وصولاً إلى زمن التماس مع النكبة.. في إطار مشروعي الروائي الجديد سلسلة “حكايات ما قبل النكبة”  الذي أنجزت منه حتى الآن، روايتين..
الرواية(1): تحت عنوان:” قاتل المدينة (الوقواق) ” (في عهدة وزارة الثقافة الأردنية لتلقي الدعم الممكن) حيث تدور أحداثها في يافا ما بين عامي 1936- 1948.. وقد أشادت بمسودتها الشاعرة الكبيرة مريم الصيفي.. وهناك دراسة أخرى أعدتها حول مسودة الرواية الدكتورة دينا صليبا من لبنان، ستنشر ملحقة بالرواية.. وأخرى في عهدة الدكتور حكمت النوايسة..
قاتلُ المدينةِ”الوقواق”(220 ص): روايةٌ تحتفي بالحياةِ في يافا قبلَ نكبةِ عام 1948، من خلال ثلاثِ جرائم متشابكة.. يقوم بها الوقواق.. ويُتَّهَمُ بها شحًاذُ السكاكين (سعد الخبايا) الذي اعتاد الطوافَ بآلتهِ الخشبيةِ في أحياءِ وأزقةِ المدينة..
تبدأ الحكايةُ حينما تتمنعُ طفلةٌ مجهولةٌ عن دفع أجرةِ شحذِ السكينِ للشحاذِ (سعد الخبايا) .. لكنّها أيضاً تنبههُ إلى أنَّ أباها سيقترفُ بهذا السكين الحادِّ جريمةً ما في بيتهم!!” سيقتلنا!”.
من هنا تأخذنا التداعياتُ إلى أسبابِ الهزيمةِ!! وتفتشُ عن كلِّ الأسئلةِ المبهمةِ التي أطعمتِ المدينةَ لطائرِ الوقواق الرهيب!! في إطار صراعاتٍ محكمة الإغلاقِ؛ ستؤدي إلى تورُّطِ سعدِ الخبايا بشكلٍ أو بآخر، مع طائرٍ، كأنه قادمٌ من الأساطير.
أما من أين أتى هذا الكائن العجيب!؟ وكيف التهمَ الأمانَ في شوارعِ مدينةٍ عالميةٍ كيافا، مليئة بكل متع الحياة.. وتجأرُ في شوارعِها الرغباتِ بكلِّ أنواعها!! سيتساءل المتلقي أثناءَ الغوصِ في غياهب الرواية عن المحققين ماذا وجدوا! والمحبين كيف عانوا، ومصائر المقاتلين ومواقف رجال الدين والباشاوات ومعاناة المسحوقين والمهمَّشين وكيف تحولت المواخير إلى ملاذ إ! في مدينة يأنفها الغياب! الأمر متروك للراوي حينما يطرق الأبواب كي يسمعَ العالم صوتَ سعدِ الخبايا الذي غطَّى على ضجيج الوقواق” واق.. واق.. واق”..
الرواية(2): اخترت لها عنواناً أولياً:
“الأبله والأوغاد (سافو يلتهم عكا)”..
تتحدث عن أسطورة كنعانية تتحرر من الغياب.. تخرج على المدينة من تحت أنقاض الآثار الرومانية؛ لتتفاعلَ مع حياة الناس في مدينة عكا التي اشتهرت بصمودها في وجه الغزاة..
و(سافو) هي نملة إفريقية قاتلة تتكاثر بالملايين.. وتتغلغل في أحداث الرواية كي تعصف بخيوطها، وينبري الناس في التصدي لخطرها الداهم.. الخوف هو الذي يغذي المارد ( العملاق)  الذي يهدد أسوار المدينة ويفتح أبوابها للغزاة.. هذا الخوفُ الذي ما أنْ يتبدد حتى يعيدَ لعكا جموحَها.. فتصهل خيولها.. ويتأجج غضب فرسانها..  لكن نملة (سافو) التي تخرج من تحت أرض عكا ستعيد الغزاة من جديد إلى قلب المدينة بمساعدة المتواطئين!! كيف!!؟ هذا ما ستجيب عنه الرواية في إطار ملحمة إنسانية نابضة بطعم الحياة.. رواية مليئة بالمغبونين والبلهاء والأوغاد ( قيد المراجعة)..
الرواية(3) حيفا تشرب البحر.. (قيد الكتابة)
الخيال في هذا المشروع يعربد دون أن يلغي ملامح الواقع التاريخي لمدن عصيت على الأفول والنسيان.

*فلسطيني من(الأردن)
رابط المؤلف:
http://www.bakeralsabatean.com/cms/component/option,com_frontpage/Itemid,1/