التصنيف : القصة (:::)
بكر السباتين * (:::)
“1”
“الكلبة المدللة”
أطلق العنان لزامور سيارته أمام المستشفى، غير آبهٍ بالمرضى، ولا بالمارين في الطريق المزدحم بعباد الله من كل حدب وصوب.
لكنه الآن صار قريباً من حي (البشوات) أصحاب السلطة والجاه.
فماذا يفعل!!
الموقف بالنسبة إليه جلل!!
فما كان عليه إلا أن تسلل عبر الشارع يقود سيارته بهدوء شديد حتى لا يوقظ أحد البشوات المتنفذين، فيضطر لتقبيل حذائه من أجل الصفح عنه إذا ما أزعجه ضجيج سيارته المتهالكة ( التي لم يسدد أقساطها بعد) أو أثار خوف كلبته المدللة.
“2”
“لو كنت نملة!!”
ما هذه الفوضى!!
قالها في وجهه آخر المفصولين من عملهم لديه والذي تأسف على نفسه لمجرد أنه صمد في البقاء لأجل هذا المستهتر :
“أنت السبب أيها المهمل الوحيد في شركة ورثتها على طبق من ذهب!”..
” أخرج يا معفن”..
” لن أمد يدي عليك؛ ولكنني أيضاً لن أحزن وقرقعة سقوطك تدوي في أذني”..
“أخرج أيها المتواطئ!! وإلا ندهت لك الحرس!! ألا تفهم” ..
“بقي أن أذكرك فقط تقديراً لإنسانية المرحوم والدك بأن هذا الحرث الذي تبذره سيؤول لغيرك.. صدقني هو ليس لك”.
كان لوقع هذه الكلمات أثراً عظيماً في نفسه وخاصة أن قائلها رجل نال من فضل والده الكثير.. وكان محل ثقته.. لماذا صرفه إذاً!! هل لأن الميزانية باتت مكشوفة للقاصي والداني!! والمديونية باتت لا تحتمل في شركة أمست مخلوعة الأبواب في وجه الطوفات!!.
“سأدفن رأسي في التراب لو ضاعت هذه المصلحة التي فرطت بمقومات بقائها”.
دخلت عليه السكرتيرة وهو يضحك من خيبته.. قال يوجه الحديث إلى نفسه:
” ربما أيها الخائب لو دفنت رأسي بالتراب أن ألتقي مع النمل في مملكته التي يسودها الأمان وتخضع لصرامة النظام!!.. فأموت غيظاً من هذه الحشرة التي تحسن إدارتها لعالمها المذهل تحت الثرى.
ثم انتبه إلى السكرتيرة التي تبلمت مذهولة من الموقف، ثم أعلمته بأن الكتاب الذي طلبه صار جاهزاً، تناوله منها، قرأ العنوان بصوت عالٍ كأنه وجد ضالته:
” التراجع عن قرار فصل التالية أسمائهم”
وراح بعد ذلك يتمتم في سره:
” يا لله!! كيف أحمل ذنبي وأخطائي التي اقترفتها بحق الشركة لمن كانوا الأشد إخلاصاً لوالدي مؤسس هذه الشركة.
وراح يبحث عن هواتفهم كي يعتذر منهم قبل أن يجف عرقهم وهم في عناق مع الخيبة والذهول.
وكان يتمتم في سره وغمامة سوداء قد انقشعت من أمامه”
لو كنت نملة لاتخذت هذا الإجراء.. !!
ثم تنفس الصعداء منبسط الأسارير رغم فداحة الظروف التي يعانيها!.
_________________
*فلسطيني من(الأردن)
رابط المؤلف:
http://www.bakeralsabatean.com/cms/component/option,com_frontpage/Itemid,1/