شيء في صدري : وهذه الأمسية وذاكرة المكان!!

 
التصنيف : فن وثقافة (:::)

بقلم : بكر السباتين * (::::)

أقامت جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين مساء السبت الموافق 12/4/2014 أمسية شعرية ببيت الشعر الأردني (جبل الجوفة) بعمان لعدد من الشعراء الأردنيين والعرب ” لؤي احمد، محمد عبد الباري من السودان، عارف عواد الهلال، تركي عبد الغني ، كمال عباسي، وصفي الصبرات ) وتألقت الإعلامية بريهان قمق في إدارة الأمسية وبحضور رئيس الجمعية وجمهور غفير من محبي الشعر.

كانت الأمسية تمطر شعراً حقيقياً.. وأحسسنا بتيار الشعر ونسائم الروح تحركنا إلى مناطق الوجد والإلهام.. تقود المركب سيدة المنصة بريهان قمق وهي تعرفنا على الشعراء من خلال نصوصهم.. وكانت الإعلامية الكاتبة زهرية صعوب تتلقى التهاني على نجاح الأمسية التي نظمتها بالتعاون مع زملائها في جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين.. وقد اختار المنظمون بيت الشعر للبوح والتحليق.. ذلك المبنى الذي يمتلك الإطلالة الحقيقية الساحرة على عمان الماضي والحاضر والمستقبل. وبيت الشعر بيت عريق تشرف على إدارته أمانة عمان. وهو حاضرة ثقافية وتحفة معمارية شيدت بحجر من نوع الطبزة.. ومليء بالأروقة المبلطة بلوحات مزخرفة ومنمنمة.. حيث تتقاسم الساحة الخارجية لهذا الصرح التراثي عدة مباني أقيمت على مساطب متباينة الارتفاعات.. وتحيطها الحدائق المنحدرة حتى السياج المطل على قاع المدينة وبوسع الزائر من هناك الاحتفاء بالمدينة وجمال روحها الآسر.

إنه تمازج بين التراث العماني المعماري بكتله ذات المستطيلات والمنحنيات التي تستقر في فضاء أزرق يهبط على حدائق الساحات الغناءة.. يقابله عبق التاريخ وشموخ الحضارات المتسامي فوق جبل القلعة.. بأعمدته الرومانية السامقة بكبرياء.. فيما تنحدر إطلالة هذا الصرح الثقافي ما بعد السياج مع المدرج الروماني الذي يمتد نزولاً حتى حدائق الساحة الهاشمية.. وهي حدائق مرسومة بدقة وتتآلف فيها الأشكال الهندسية المكونة من تشكيلات البلاط الحجري وأحواض الزهور والنجيل الأخضر. والتي بدورها تأخذ المدرج الروماني المتصدر للمدينة باتجاهات المتلقين أينما كانوا في الساحة الهاشمية الممتدة.. ومسرح الموسيقى الروماني.. والشارع الرئيس الذي يشق عمان مكتظاً بمظاهر المدنية والحياة..حيث يربط بدوره الساحة الهاشمية بمدرجها الروماني الذي يعلوه مباشرة القصر التراثي العماني القديم ( بيت الشعر) في سفح جبل التاج؛ مع جبل القلعة من الجهة المقابلة. إنه احتفاء الماضي بالحاضر.. سومفنية التلاقي الثقافي بين الألوان والتراث وسمو الشعر المحلق في بيت الشعر الهاتف برفعة الجمال وسحر البيان وحرية البوح وغيوم تتلبد فيها الأسئلة فيسقط المطر..

*فلسطيني من(الأردن)

رابط المؤلف:

http://www.bakeralsabatean.com/cms/component/option,com_frontpage/Itemid,1/