لك الله يا قدس !!!

 

التصنيف : اراء حرة [(:::)

بكر السباتين.. كاتب فلسطيني يقيم في الأردن (::::)

لك الله يا قدس! وأكثر من سؤال

قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها، إن نائب وزير الأديان “الإسرائيلي” سيعرض مقترح قانون تقسيم الأقصى لتحديد مواقع وأزمنة لتأدية صلوات يهودية فردية وجماعية في المسجد، مشيرةً إلى أن الدعوة وجهت لجهات عديدة للمشاركة، منها ممثلين عن وزارات في حكومة نتنياهو وممثلين عن منظمات “الهيكل” المزعوم. وقد كشفت مؤسسة الأقصى فى يوم 22 أكتوبر الماضي عبر وثيقةٍ تتضمن خارطة تفصيلية دقيقة وخطيرة لمقترح مشروع، يتبنى وضع قوانين ولوائح تنظيمية، من أجل تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين اليهود زمانياً ومكانياً، قام بإعداده نشطاءٌ من حزب الليكود يطلقون على أنفسهم اسم “منهيجوت يهوديت” (قيادة يهودية)، والذين يتزعمهم نائب رئيس الكنيست “موشيه فيجلين”، حيث وضعوا هذا المقترح الجاهز على طاولة وزير الأديان، تحت اسم “مشروع “قانون ونُظم ” للمحافظة على جبل الهيكل- كمكان مقدس”، وأعلنوا أنهم سيعملون على إقراره في الكنيست الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية قريباً بالتعاون والتنسيق مع لجنة الداخلية التابعة للكنيست.

وبالفعل عرض المشروع على اللجنة في اجتماع خاص عقد فى مبنى الكنيست يوم الاثنين الماضي.من جانبهم انسحب النواب “العرب” من جلسة الكنيست التي تناقش مشروع قانون تقسيم الأقصى، الإثنين الماضي بعد احتدام النقاش بينهم وبين نواب إسرائيليين. وكتب النائب أحمد الطيبي على حسابه الرسمي على فيس بوك أنه جرى إبعاده عن “الجلسة الداخلية التي تبحث صلاة اليهود بعد وصفه رئيسة الجلسة والوزير بالوقحين”.  لكن الأخطر هو ما تشير إليه التداعيات في التوجه الإسرائيلي الجاد نحو تقسيم المسجد في إطار خطة تهويد المدينة المقدسة مما يعني السطو الإسرائيلي الكامل على الحقوق الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة؛ التي أخرجها القانون الإسرائيلي الجديد من ملف المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين. وكانت حكومة الكيان الإسرائيلي أقرت مؤخراً قانوناً جديداً يمنع التفاوض حول تقسيم القدس أو تسليم أجزاء منها دون موافقة مسبقة من غالبية أعضاء البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” بواقع 80 عضواً. ناهيك عن الظروف الجيوسياسية التي تعاني منها المدينة سواء بتهويدها قانونياً وسياسياً أو بفرض الأمر الواقع عليها من خلال تطويقها بنحو 14 مستوطنة، واختراق الطرق الالتفافية لأحيائها الواقعة تحت السيادة والسيطرة الإسرائيلية المباشرة. بينما تقطع أوصال البلدة القديمة؛ أربع كتل استيطانية، تضم 6 آلاف مستوطن،مع ما يرافق ذلك من إجراءات إسرائيلية يومية تسعى لتفريغ المدينة من العرب؛ على نحو الاستيلاء الإسرائيلي على 56 منزلاً ومحالاً تجارياً فلسطينياً، وتصدّع 22 منزلاً بفعل الحفريات الجارية تحتها، في حين يرزح مواطنو البلدة القديمة تحت طائلة مساعي الاحتلال المبرمجة لإفسادهم وتدمير شخصياتهم وإفقارهم وسدّ منافذ عملهم، ضمن سياسة “التهجير الطوعي”.

إضافة إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من “مشاريع بناء الكنس اليهودية واقتحامات المستوطنين والمتطرفين المتكررة وانتهاك حرمته بجولاتهم الاستفزازية في باحاته، وإقامة بعض شعائرهم الدينية، لولا تصدي الفلسطينيين لهم”.

وندرك جميعاً إزاء ما يجري في القدس المحتلة ذلك الدور العظيم الذي يقوم به المقدسيون بالتصدي للعدوان الإسرائيلي التهويدي على مدينتهم؛ لكن هذا لا يكفي بل يحتاج المقدسيون إلى وقفة عربية إسلامية جادة لدعمهم ونصرة صمودهم وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات”وهي دعوة موصولة للقادة الفلسطينيين بالتحرك وفق منظومة ضغط عربية إسلامية لطرح قضية القدس أمام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والجامعة العربية وتوحيد المرجعيات الفلسطينية في اللجنة الوطنية العليا لشؤون القدس. كذلك وقف المفاوضات العبثية الفلسطينية مع الكيان الإسرائيلي ووضع راعيها الأمريكي في صورة الموقف لتحمل مسؤولياته. وعلى الحكومة الأردنية بما يناط على عاتقها من مسؤوليات حول الأماكن المقدسة في القدس المحتلة بأن تتميز بدور أكثر فاعلية تجاه الكيان الإسرائيلي الذي ترتبط معه بمعاهدة وادي عربة؛ ولعل قرار تجميد المعاهدة سيكون أجدى لو بادر الأردن إلى اتخاذه. وليبتعد العرب والمسلمون عن مواقف الشجب والتحذير فيما يتعلق بقضية القدس التي وضعتنا جميعاً على المحك. إلى مواقف مشرفة حقيقية من شانها تحرير قبلة المسلمين الأولى من نير الاحتلال؛ موصولة برسالة أوجهها إلى منظمة التعاون الإسلامي المجتمعة في جدة(CNN ) التي حذرت إسرائيل، من مغبة “إشعال صراع ديني وتحميلها كامل المسؤولية عنه،” فهل هذا هو الرد المناسب من منظمة تعتبر نفسها الراعي للمقدسات الإسلامية في بقاع الأرض!! ولكِ الله يا قدس في هذا الزمن المتردي الذي لا يمتلك العرب فيه قرارهم المستقل.. زمن الشجب والتحذيرات الجوفاء لعدو ارعن لا يأبه بهم.. ويدير ظهره بكل رعونة للعالم.