فتاوي في ساحة ( جهاد الشهوات )

الرابط : اراء حرة :
تميم منصور – فلسطين المحتله :
اعتاد الفقهاء المؤهلون والى جانبهم أهل العلم والمعرفة إصدار الفتاوى عند الضروريات المناسبة ، بهدف تفكيك وحل الإشكاليات الدينية أو الاجتماعية أو الإنسانية ،  المرجعية الأولى التي أعتمد عليها هؤلاء هي ظاهر النص ، لأن هذه الفتاوى بمثابة أحكاماً شرعية يجب الأخذ بها .
لكن إذا كان الاعتماد على ظاهر النص مستحيلاً يلجأون إلى الاجتهاد ، على أن يكون منضبطاً منطقياً مدروساً ليس بعيداً عن روح المذاهب الأربعة ، لأن غاية كل اجتهاد والفتاوى الصادرة عنه توفير الإصلاح والعدالة ، لقد تحولت الكثير من هذه الفتاوى إلى قوانين دائمة ومرجعية للقضاة ولكل من يرغب الاستعانة بها .
استمدت هذه الفتاوى مصداقيتها الدينية والخلقية لأنها غالبا ما كانت بعيدة عن الدوافع الشخصية والحزبية والطائفية ، أو حتى السياسية ، كان هدفها حماية الفرد من ظلم الحاكم ، أو لنصرة الضعيف من تسلط وبطش القوي ، جاءت كي تؤكد بأن باب التوبة مفتوح دائماً .
الفتاوى جاءت للضروريات وليس جزاءاً أو عطاءاً أو مبرراً أو سيفاً يستخدمه قادة الأنظمة العربية ضد شعوبهم .
لقد كثر الاستعانة بحالات الاجتهاد أو استصدار الفتاوى باسم الدين في عصر الانحطاط العربي الإسلامي خلال العصور الوسطى ، واليوم التاريخ يعيد نفسه ، فان عصر الانحطاط الإسلامي الحالي يشهد مثل هذه الظاهرة ، ، ظاهرة إصدار الفتاوى الرخيصة ، يصدرها بكل أسف من يعتبرون أنفسهم علماء ومصلحين ويصدقهم الجهلة ، فتتحول إلى فتن يتصدع بسببها المجتمع .
بعض هذه الفتاوى معبرة وصادقة ، تتمشى مع روح الإسلام وظروف العصر والبيئة والمجتمع والتطور العلمي والحياتي ،  لكن البعض الآخر يعبر عن المواقف والرغبات الشخصية لإصحابها ، خاصة تلك التي لها علاقة بالمرأة والجنس .
لقد أصبح عالمنا العربي عبارة عن سوق يعج بمثل هؤلاء الشيوخ المتخصصين في فتاوى الجنس والمرأة لا غير ، كأن المجتمعات تحولت إلى جسد أنثوي علينا محاصرته ،  والجنس هو الهاجس الوحيد الذي يشغل عقولهم  ، إنهم لا يجرؤون على توجيه الانتقاد وإصدار الفتاوى بحق رؤوس الفساد من القادة والزعماء والشيوخ والأمراء في العواصم العربية ، بل نجد العكس حيث يباركون القادة والزعماء و الشيوخ ودوائر الفساد التي يسكنون في جوفها ، يصدرون الفتاوى التي تبرر انحرافهم ، ويصمتون على أفعالهم ويخبئون خلف أقنعتهم المتراكمة (الساكت عن الحق شيطان أخرس ) .
ان الكثير من الفتاوى المريضة مصابة بانيميا الواقع حيث تقع على الأذن حين نسمعها بعدم التصديق ، بل نخجل ونشعر بالعار لأنها تخلق الفتن وتساهم في تصدع المجتمع وتجعله ينشغل في قضايا تحول دون تطوره ورفع مستواه الاقتصادي والفكري واللحاق بركب الحضارة والعلم .
القاموس الفقهي الخاص بهذه الفتاوى يئن من ثقل هذه الفتاوى الغريبة المدهشة ، التي تشدنا إلى الحضيض ، وتضع الفقه الإسلامي المتميز بالتنور  تحت واقع جديد أطلق عليه بعض العلماء ( جهاد الشهوات )  ، ولا نعرف سبب صمت الكثير من العلماء المسلمين على فتاوى هؤلاء ..
– نشر الداعية الإسلامي المصري خالد عبد الله على صفحته على التويتر مؤكداً استعداده لعقد قرانه على امرأتين سوريتين ، وذلك بهدف نصرة الثورة السورية ، ويقول بأنه اتخذ قراره هذا بعد أن استشار عدداً من الشيوخ الأفاضل ، اصدر هذا الداعية فتواه بعد أن تأكد بأن الذئاب المسعورة التي تآمرت على سوريا ، لم تكتف بما تم تدميره ، بل قرروا هو وغيره أن ينهشوا من لحم ومن عفاف ومن كرامة النساء السوريات مستغلين مأساتهن ومآسي أسرهن ، لإشباع غرائزهم .
لقد سبق كلام هذا الداعية فتاوى في الاردن والسعودية ودول الخليج ومصر والجزائر ونشطت مكاتب الزواج التي تتاجر في النساء السوريات اللواتي وقعن ضحية الحرب والمضحك شعار هذه المكاتب ( اللي يتزوج من شامية يعيش عيشه هنية ) أو ( اللي ما يتجوز من شامية يبقى اعزباً ) .
هذه المكاتب مزودة بفتاوى الفقهاء الذين استغلواا لمساجد للإدلاء بها ، واعتبروها أيضاً واجباً وطنياً ، وهذا في الحقيقة تطاولاً على الدين والوطنية والإنسانية ، وهو ليس أكثر من زنى سياسي وزنا مأساوي استغله السماسرة وأسيادهم من تجار الحريم في أكثر من قطر عربي واحد ، لم يجد هؤلاء العلوج شيئاً لدعم الشعب السوري سوى المتاجرة بشرف نسائه ، ولقد رأينا هؤلاء في ساحة –جهاد الشهوات – سابقاً يتاجرون بنساء العراق ونساء البوسنه ، لكن لم نسمع عن الجهاد  لصالح نساء الصومال او نساء دارفور – الظاهر أنهم يحبون اللحم الأبيض فقط – .
– أما الشيخ على الربيعي فقد أبى الا أن يدلي بدلائه كي يملأها بفتاوى تعتبر بالنسبة له قاطعة ، من هذه الفتاوى أن خلع المرأة لملابسها أثناء ممارسة العلاقات الجنسية مع زوجها يبطل عقد زواجهما ، هذا هو  عصر الانحطاط الحقيقي ، بموجب هذه الفتوى من وجهة نظره ، كل امرأة فعلت ذلك هي طالق  وعلى زوجها تجديد عقد القرآن من جديد ، ويرى هذا الشيخ أن زيارة الأهرامات في مصر حرام وتعتبر بدعة شركية وتشبه المرتدين عن الإسلام !!!
كما أصدر فتوى يندى لها جبين كل مسلم حيث يطالب كل موظفة تعمل في مكتب أو مؤسسة أو شركة القيام بإرضاع مديرها ثلاث مرات في اليوم بحضور زوجها كي تصبح أمه في الرضاعة ، كما أفتى أن من اكبر الكبائر نزول المرأة إلى البحر حتى لو كانت محجبة ، لأن البحر ذكر وبدخول الماء إلى مكان حشمة المرأة تكون قد زنت ويقع عليها الحد ، أن فكر هذا الشيخ الضيق جداً  لا يرى في المرأة سوى الجانب الجنسي، وأن البحر فقط للرجل وعظمته وسحره مقصوراً على المشاعر الذكورية ، اذا كان البحر ذكراً فان النهر ذكراً والمحيط ذكراً ..وهل حرم هذا الشيخ المضلل والضال على نفسه وعلى غيره من الرجال دخول البحيرة أو البركة لأنهما مؤنثتان !!
أما الشيخ عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث فقد اصدر عدة فتاوى عبر من خلالها عن مفهومه وثقافته الإسلامية المشوهة ،  لقد أفتى بان الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس مع الجثث بشرط وجوب عقد قران مع الطرفين قبل الموت ، إذا أجاز هذا الشيخ لنفسه التصرف الحيواني هذا لماذا يريد فرضه على الآخرين ..الم يكن أولى لهذا الشيخ أن يصدر فتوى تحرم على المواطنين في المغرب السجود وتقبيل أيادي طاغيتهم الملك محمد السادس ، وتحرم على جنرالاته تقبيل أيادي ولي عهد الملك البالغ من العمر 12 عاما  .
أنضم إلى هؤلاء الشيخ عبد المحسن العبيكان صاحب فتوى إرضاع الكبير كما حرم دخول المرأة للإنترنيت إلا مع محرم .
إذا استمر هذا التسيب والانفلات وإغراق السوق بمثل هذه الفتاوى المخالفة للعصر والمعادية للحضارة فإننا سوف نرى المزيد من الرسوم والأفلام المعادية للعرب والإسلام لان الكثير من هذه الرسوم تستمد وحيها من هذه الفتاوى .