شعراء في نواكشوط يطلقون خيولهم في مروج ذاكرة الغيم – بقلم : حمود ولد سليمان

فن وثقافة …..
بقلم : حمود ولد سليمان “غيم الصحراء”
شنقيط مجد توالي عبر القرون وطالا
والشعر ينبت فيها بداهة وارتجالا
كانت لروض القوافي مثابة ومجالا
وان فيها لشعرا عذبا وسحرا حلالا
المرحوم كابرهاشم /
تتواصل لليوم الثاني فعاليات مهرجان الشعر العربي في نواكشوط في دورته السادسة .خمسة شعراء ثلاثة من موريتانيا وشاعران من مالي والسينغال .شنفوا آذان الحضور بإبداعهم .
بدأت القراءات الشعرية بقصائد مختارة للأستاذ الخليل النحوي
قرأها عنه بالنيابة محمد المختار النحوي .
منها
سألوا عامرا إلي أين تمضي
قال يا قوم هذه الأرض أرضي
انظروا هل ترون وجها غريبا
واسمعوا لهجتي وايقاع نبضي
وقوله:
ليس بيني فيما تحب وبينك
غير شبرفاقرب به واقض دينك
ان تكن لاتطيق بيني فاني
لو تأملت لم اطق قط بينك
واستمع الحضور للشاعر عبد الله درامي (من جمهورية مالي .الجارة الشقيقة ) في قصيدتيه “مابين ضلعيك ”
عيناك موت جماعي ومعترك
إلا انا كل من كانوا هنا هلكوا
قتلي الأقاحي وقتل الياسمين هوي
هوي وللبخور ضحيا في الدجي تركوا
مابين ضلعيك اني كنت
مختبئا إلا حناياك مأوي لست أمتلك
بعضا من الوقت اني صرت مرتبكا
لايستقيم كلام قاله مرتبك
الي ان يقول
نيابة عن عكاظات البلاد ومن
بعروة اللغة الفصحي قد امتسكوا
كهدهد مطمئنا جاء من سبإ
قد جئت احمل عبء الشعر من “بمكو”
ثم انشد قصيدة “المنديل الجريح ”
من مقلتيك سهام قد مزقت رئتي
وشعلة احرقتني منك قد أتت
…….
قد حدثتني باماكو وهي آسفة
عن ازمن ليتها لم تمض قد أتت
عن سكر في فمي عن خبزة بيدي
عن موزة لأختي الصغري لها بكت
وعن جنون الصبا عن نرجسيته
عن جرينا تحت أمطار تهاطلت
عن سبحة في يد الحنون وعن
سجادة من مصلي الحي مددت
بعدها ألقي الشاعر محمدن اسلم ثلاث منتخبات من شعره
منها “كأهله الدهر” يقول فيها:
كأهله الدهر فلا عجبا
ان أخلف الوعداو ان احدث الكذبا
وما دنا من طباع الناس في شبه
حتي غدا مثلهم حالاومنقلبا
تمضي حوادثه سرعي فأتبعها
طرقي لأقرأمن آثارها كتبا
الشاعر النيجري آمادو علي ابراهيم قدم قصيدتين قرأهما عنه بالنيابة داود أحمد التيجاني
قصيدة “أحاديث العروج والمنفي ”
يقول فيها:
ارفعت اشرعة الأماني في المدي
وزرعت دربك في المساء ممددا
ثملاوراء الريح تخترق الغيوم
وتستحث الي الثريا موعدا
دوما يطاردك المنون فتستهل
علي الأهلة بعد موتك موعدا
وقصيدة “ذاكرة الرؤيا ” يقول فيها :
يشدو وقافلة العشاق تزدلف
فيك المعاني وفيك الوصف يختلف
يا شاعرا مد باسم الله قافية
حتي تعانق فيها الجذع والسعف
الشاعر شيخنا عمر قرأقصيدته “غواية الرحيل ”
يقول فيها :
نُقُوشِي عَلَى خَدَّيْ رَحِيلِكِ فِي المَسْرَى
حُروفُ مَتاهاتِ الأُفُولِ إذَا اسْتَشْرَى
وَشُرْفَةُ أحْلَامِي تَوَلُّهُ مُرْعَوٍ
تَقُدُّ قَمِيصَ الأمْسِ قُبْلَتُه اليُسْرَى
جِنَانُكِ -ذَاتَ الشّمْلِ- كانَتْ مَجَابَةً
يَتِيهُ بِهَا الغَاوُونَ فِي الشُّرْفَةِ الأَخْرَى
وكُنتُ عَلَى نَوْءِ المَسَاءِ مُبَعثَرًا..
وكلُّ فَمٍ فِي التِّيهِ يَحْسَبُنِي قَطْرا
تَعَرَّى ذُهُولِي كالنُّقُوشِ..وسَامَرَتْ
كواكِبُ أحْلَامِي مَجَرَّتَكِ السَّكْرَى
حَرَامٌ عَلَى زَهْوِ البَخُورِ بِمِِعْطَفٍ
يُزَمِّلُ حُلْمِي أَنْ تُضَاجِعَهُ الذِّكْرَى
وَلَكِنّ عُرْيَ القَلْبِ فِي سَكْرَةِ الهَوَى
أَبَاحَ لأعْطَافِ الْمَجَرَّةِ أَنْ تَعْرَى
جُرُوحِي تَوَارَتْ خَلْفٍ نَايٍ وسَكْرَةٍ
يَدُورَانِ -مِثْلَ الْقَلْبِ- فِي فَلَكِ المَجْرَى
أُهَدْهِدُ طِفْلَ الرُّوحِ فِي مَهْدِ حُلْمِهِ
وَأَعْصِرُ مِنْ كَرْمِ المَجَازِ لَهُ خَمْرا
لِأَحْمِلَ لِلتِّيهِ المُسَافِرِ فِي دَمِي
طِرِيقًا مِنَ الْمَنْفَى أَقَمْتُ بِهَا عُمْرا..
فَسُبْحَانَ مَنْ أَسْرَى بِعَرْشِ صَبَابَتِي..
وَعَرَّفَهُ عِطْرًا وَنَكَّرَهُ شِعْرا
لِأَخْصِفَ مَا أَزْرَى بِآخِرِ بَسْمَةٍ
عَلَى شَفَةِ الْإِمْعَانِ مِنْ وِرَقِ الْإِسْرْا
الجدير بالذكر ان هذه الدورة يشارك فيها عشرين شاعرا من بينهم شعراء من جنوب الصحراء تمشيا مع الدور الريادي لموريتانيا في مجموعة دول الساحل .
وقد تم تكريم بعض الشعراء منهم الاستاذ الخليل النحوي والقاضي والمختارالسالم .كما اقيمت علي هامش المهرجان محاضرة عن الشعرية العربية ونقد الشعر شارك فيها كل من: د. مباركة بنت البراء، ود. محمد الرباني، ود. عبد الودود أبقش، وأ. الحسن محمد محمود الشيخ الحسن. وتم كذالك
عرض اصدارات الشارقة ودواوين حديثة لشعراء موريتانين
بيت الشعر تأسس منذ سنوات بمبادرة من الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة للنهوض باللغة والشعر العربي ويرأسه البروفسير الدكتور عبد الله ولد السيد .