قاتل المسلمين في نيوزيلندا بطل يستحق التكريم – بقلم : عدنان الروسان

ابداعات عربية …..
بقلم : عدنان الروسان – الاردن …
مع مجزرة اليوم الجمعة في نيوزيلندا و التي ذهب ضحيتها مائة من المسلمين الذين يصلون في مسجد ، يتعبدون لله ، أبرياء لا يحملون سلاحا و لا يريدون قتل أحد و يقيمون إقامة شرعية في البلاد و في لحظة واحدة يموت كل أولئك ، يقوم  متعصب يكره الإسلام و المسلمين و يطلق النار من بنادق أوتوماتيكية و يردي الجميع أمواتا و يفتخر بفعلته …
إلى حد هنا لا حول و لا قوة إلا بالله ، متعصب مجنون ، سيقولون عنه مجنون ،  و قام بفعل فاحش ، لكن أن تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالتأييد من مواطنين مسيحيين في أوروبا و استراليا و نيوزيلندا لما فعله الإرهابي الصليبي و أن يتجرأ سيناتورا نيوزيلنديا على أن يصدر بيانا رسميا يقول فيه أن الحق على الضحايا و أنهم هم الذين علموا القاتل الكراهية فهذا شيء مقرف و يبعث على الغثيان و التقيؤ هذا فكر حاقد واضح على كل ما هو مسلم و إسلامي.
سؤال يحتاج إلى إجابة ….
حينما قتل بضعة أشخاص استهزؤوا بالرسول صلى الله عليه و سلم في صحيفة  في فرنسا ألم يهب كل رؤساء العالم بمن فيهم رؤساء عرب للذهاب إلى باريس و السير في مظاهرة ضد الإرهاب الإسلامي ، و تراكض نتنياهو و غيره ليبتسموا في التظاهرة و يمدوا ألسنتهم للعرب و المسلمين و القتلى في باريس كانوا عشرة أو اقل ، اليوم بمائة قتيل و جريح من النساء و الرجال و الشيوخ و الأطفال هل سيتراكض أحد من زعماء العالم ليقوموا بمسيرة ضد الإرهاب الصليبي في الرياض أو اسطنبول أو نيوزيلندا يا سيدي لا باس …
هل سيتحدث الإعلام الغربي بل و العربي أيضا عن إرهاب صليبي ، أم أنهم سيقولون حادث عرضي و مجنون مارق و تنتهي القصة عند ذلك ، هل سيحمر وجه أحد الزعماء  العرب أو المسلمين يتمعر غضبا على قتلى المسلمين ، أم أن الوحيد الذي سيغضب اردوغان و لا أحد غيره  كما جرت العادة ، لو قام أحد من المسلمين اليوم و فار دمه و قتل مائة من المواطنين الأبرياء في أوروبا ماذا سيقول العالم و كيف سيكون ردة فعل الناس .
نحن ضد كل أشكال العنف ، سواء كان ضد المسلمين أو المسيحيين ، و نحن نعلم أن الشعوب الأوروبية و في أمريكا في غالبيتهم لا يكنون عداء ضد المسلمين غير أن ماكنات الدعاية الصهيونية عبأت شرائح كثيرة من المجتمعات ضد الإسلام و المسلمين ، الموقف اليوم صار كبير الخطورة ، و هذا النوع من اللامبالاة من قبل الزعماء العرب و الأوروبيين سوف يدفع بكثير من الشباب المسلمين لأن يجدوا فيما حصل في نيوزيلندا دافعا قويا لهم و مبررا كي يقوموا بعمليات يقتل فيها أبرياء في أماكن كثيرة في العالم .
أليس من الحكمة أن يعيد الزعماء العرب أولا النظر في علاقاتهم مع الغرب فيما يتعلق في قضايا الإرهاب و قضايا التأشيرات و قضايا الاقتصاد ، الغرب ” المسيحي حسب المفهوم الشائع عند الغالبية الساحقة من المسلمين و الذي رسخ هذا الاعتقاد هو الغرب نفسه ” يستولي على النفط و الغاز و الثروات العربية و الإسلامية بثمن بخس جدا ، و الغرب نفسه يقيم القواعد العسكرية على أراضي المسلمين ، و الغرب نفسه أيضا يدخل مواطنوه  إلى العالم العربي بدفش الباب بأرجلهم بينما المواطن العربي لا يدخل جنة الغرب إلا بشق الأنفس و أحيانا بقوارب الموت ، و الغرب يقتل المسلمين و يحتل أفغانستان و العراق و فلسطين و يقوي ديكتاتورا على رئيس منتخب و يصف المسلمين بالإرهاب و يفقر الدول بواسطة صندوق النقد الدولي ، و زعماؤنا يقبلون كل هذا بنفس راضية مرضية .
أليس من الحكمة أن يعقل الزعماء العرب الذين تراكضوا إلى باريس للمشاركة في مسيرة ضد الإرهاب الإسلامي أن يقوموا بمسيرة ضد الإرهاب المسيحي المتطرف أليس من الحكمة أن نسترجع بعضا من كرامتنا التي دعس عليها الغرب بأحذيته الصليبية ، أليس من الحكمة أن نستعيد بعض رجولتنا ، و نقف موقفا بطوليا من الغرب بدل الإستقواء على شعوبنا و فقراء بلادنا.
سيناتور نيوزيلندي يقول أن قاتل المسلمين بطل يستحق التكريم ، هل يستطيع نائبا برلمانيا واحدا عربيا او مسلما أن يقول أن البغدادي بطل يستحق التكريم …
سؤال لمن يريد الإجابة عنه …