آراء حرة …..
بقلم : خالد واكد – مصر …..
عن أي حقوق تتحدثون؟ أنتم تقصدون حق الإنسان الفرد، فأين هي حقوق الشعوب التي ينكل بها وتشرد وتجوع ويتم إفقارها؟ لا نريد حق الإنسان الفرد، نريد حق الشعب الذي يدمر ويقتل، ويتم تصفيته من على أرضه، وينهب ثرواته لحساب مسئولي عديم الضمير، الذين أُتخموا بالمليارات المودعة في شتى بنوك العالم، والشعب غير قادر على سد رمق عيشه، ولا يملك إمكانية استرجاع بعض ثرواته، العالم ومنظماته وهيئاته التي تفتعل الأكاذيب والأباطيل ضد بعض دول العالم الثالث، وتنسى حقوق الشعوب، نعم الشعوب! ما الفائدة المرجوة لتقوم هذه المنظمات بتهييج العالم على شخص مدان في السجن، أو مواطن تعرض للتعذيب؟
كفى كذبًا وتدليسًا للحقائق، كفى ضحكًا على ذقون البشر، أنتم لستم إلا آلة جديدة للابتزاز، ومزيدًا من الابتزاز المادي الرخيص جدًّا، أتحدى هذه المنظمات والهيئات والدول الكبرى أن تنشئ منظمة دولية لحقوق الشعوب، التي يتم تسريحها من وطنها، وتُشرّد وتُقتل وتُلقى في البحار؛ هربًا من آلة الدمار، وهربًا من بطش أنظمة مستبدة، وهربًا من مسئولين خانوا الأمانة، ونهبوا ثروات شعوبهم؛ ليكدسوها في أعتى بنوك العالم الغربي، الذي يكيل بعدة مكاييل حسب المصلحة، كفى أرهقتمونا بظلالكم وظلمكم للشعوب التواقة للحرية للعيش الكريم والحياة السليمة.
أتحدى هذه المنظمات أن توقف مسئولًا فاسدًا نهب شعبه، أتحدى هذه المنظمات أن تعيد أموال الشعوب المقهورة التي تقدر بمئات المليارات التي تكتنزها بنوك أوروبا وأمريكا، وتحقق منها عوائد ضريبية بعشرات المليارات، دون أن تستفيد الشعوب الكادحة المطحونة، بل غير قادرة على العيش بربع مستوى معيشة الشعوب الغربية، وغير قادرة حتى على معرفة حسابتها التي نهبها مسئولوها المحميون من هذه الدول المنافقة الكاذبة، التي تدّعي العدالة والحريّة والديمقراطية وحقوق الإنسان… إلخ.
كلام هراطقة كاذبين أفاقين؛ شعوب العالم تمر بحالة من الضياع بسبب سياساتكم في معظم دول العالم ليأتي كبيرهم الذي علمهم السحر، ليقول تُمنع الهجرة للولايات المتحدة وبالتالي؛ يتم منع الهجرة لأوروبا، لماذا تهاجر شعوب العالم لبلدانكم التي تحتفي بالعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة للإنسان؟!
لأنكم أنتم من أوصل هذه الأمم والشعوب لهذا الحال السيئ جدًّا؛ تدخلكم في شئون تلك الدول، وحمايتكم لعملائكم في هذه الدول، الذين يتلقوا توجيهاتكم وتعليماتكم وينهبون شعوبهم تحت وصاية وحماية بنوككم السرية، تتحدثون عن إيران وتدخلها في شئون العديد من دول الشرق الأوسط، وتتناسوا من عَلَّم إيران هذه الآفة، والتدخل في شئون الآخرين؛ لمزيد من السيطرة والاحتلال ونهب ثروات الأمم، لإفقارها وتجويعها، كفى كفى.. لم يعد أحد يصدق كلامكم وكذبكم المفضوح، إن لكل شعوب العالم حقوقًا، وللإنسان الفرد، فأين هي حقوق الشعب؟!
إن العالم بحاجة لنظام عالمي جديد، بعيدًا عن النظام الرأسمالي المقيت الذي يمجد الفرد، بحاجة لنظام يراعي العدل والإنصاف للشعوب، نظام ينظر للمصلحة العامة لا لمصلحة الفرد، فالوضع لم يعد يحتمل شعوبًا بأكملها تباد، وتقاد للمحرقة؛ من أجل أهواء ورغبات عند البعض بالاستحواذ والنهب والسيطرة، فالنظام العالمي الحالي غير عادل، يكرس الطبقية بين الأغنياء والفقراء، بين الأقوياء والضعفاء، فالغني يزداد غنى على حساب فقر وعوز وجوع الفقراء، والقوي يزيد من بطشه، ويزيد في التنكيل بشعبه لرغبات وأهواء تافه، وفارغة المحتوى، في ظل هذا النظام العالمي.