آراء حرة ….
بقلم : د. كاظم ناصر – كاتب فلسطيني …
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رجل مال وأعمال وابتزاز وفضائح جنسيّة وأخلاقيّة، جاهل في السياسة، لا يستطيع قراءة الوضع الدولي ودور الولايات المتحدة كقوة عظمى قراءة صحيحة، ويعتمد في إدارته على مجموعة من العنصريين من أهمّهم الثلاثي الوقح: ماتيس وبولتون وبومبيو، والثلاثي اليهودي المتصهين: ابنته إفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلانت الذين يتصوّرون أنهم قادرون على بسط الهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط، وخاصّة الدول الخليجيّة ” البقرة الحلوب ” كما وصفها ترامب.
جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي الملقب بالكلب المسعور” The mad dog”، حارب في العراق وأفغانستان؛ لقد سمّي بالكلب المسعور نسبة إلى أسلوبه الفظ والبذيء في تعامله مع الجنود وحبّه للحروب والقتل؛ فهو يقول ” كن مؤدّبا، كن مهنيّا، ولكن يجب أن تكون لديك خطّة لتقتل كلّ من تقابله “Be polite, be professional, but have a plan to kill everyone you meet.
وجون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي من الحافظين الجدد ويصفونه “بالشيطان” لدهائه وقذارته؛ خدم في عدّة إدارات جمهورية، وعمل سفيرا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وكان مشاركا بارزا في العديد من الجماعات المحافظة مثل مشروع القرن الأمريكي الجديد، والمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، ولجنة السلام والأمن في الخليج، ولعب دورا هامّا في الغاء قرار الأمم المتحدة الذي ساوى بين الصهيونيّة والعنصريّة، ودعم غزو العراق.
أما وزير خارجية ترامب الجديد مايك بومبيو فمعروف بعدائه الشديد للدول العربية، وحقده على الإسلام، وتحمّسه لضرب إيران، ودعمه الغير محدود لإسرائيل؛ فبعد وصوله إلى تل أبيب في أول زيارة يقوم بها للمنطقة قال لنتنياهو ” أنتم شركاء هامون للغاية وهناك مكان خاص في قلبي مخصّص لكم.”
وفي أول خطاب رسمي له بعد تسلّمه منصبه كوزير للخارجية الأمريكية، أعلن الخطة “ب” للتعامل مع إيران بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي؛ الخطة تحتوي على مشروع فرض عقوبات اقتصاديّة ودبلوماسيّة على إيران وصفها بومبيو بأنها ” خارطة طريق ديبلوماسيّة، تضمّ عقوبات ستفرض على طهران وستكون الأقوى من نوعها في التاريخ، داعيا طهران لتنفيذ 12 طلبا بدأها بالكشف عن كافّة تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، ووقف إنتاج الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية، والإفراج عن الأمريكيين المعتقلين في إيران، وإنهاء دعم إيران لحزب الله وحركتا حماس والجهاد الإسلامي، وسحب القوات الإيرانية من جميع انحاء سوريا، إضافة الى وقف نشاطات فيلق القدس خارج الأراضي الإيرانية.”
هذا الثلاثي المكوّن من ” ماتيس وبولتون وبومبيو ” يقوم بدور محوري في تشكيل سياسة ترامب العسكريّة والخارجية، ويحدّد أعداء وأصدقاء الولايات المتحدة في العالم، ويخطّط لقلب نظام الحكم في إيران وبسط الهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط، ونهب ثروات الخليج؛ وينسّق مع إيفانكا ترامب وزوجها كوشنر وغرينبلات لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، ودعم إسرائيل وحمايتها سياسيا وعسكريا وفتح المجال لها ” لتسرح وتمرح ” في المنطقة كما تشاء، وتتمكّن من تخريب ما تبقّى من بيوت العرب بدعم من” أولياء الأمر” العرب! ” والأمة العربية التي” ضحكت من جهلها الأمم ” ما زالت تغطّ في سبات عميق!