مبروك اسرائيل مبروك زعماؤنا العرب.. مبروك عليكم القدس – بقلم : عدنان الروسان – الاردن

الجريمة …
بقلم : عدنان الروسان – الاردن …
نقل السفارة الأمريكية اليوم إلى القدس أثبت أن العرب ليسوا عربا ، و أن كل السبعين سنة التي مضت لم تكن سبعين سنة من النكبة بل سبعون سنة من الضحك على ذقوننا ، لقد كانت حروب الكذب العربي في الثمانية و أربعين مسرحية من مسرحيات لورنس العرب ، و حرب السبعة و ستين كانت مهزلة المهازل ، و حرب أكتوبر كانت أكذوبة السادات و كل حياة العرب السياسية كانت عبارة عن تمثيل رسمي عربي حتى يوصلوا الشعوب إلى ما  وصلت إليه ، و ها قد وصلنا
نشكر الزعماء العرب فردا فردا و نهنئهم أنهم كانوا تلاميذ نجباء للورنس و مكماهون و بوش و اليوم لترامب ، نشكر الزعماء العرب من قضى منهم و من ينتظر و لن يبدلوا تبديلا ، فنحن نعرفهم و نعرف لماذا يعيشون و على ماذا يقتاتون ، نشكر الزعماء العرب الذين فضلوا تحرير اليمن و حصار قطر و تدمير سوريا  على تحرير فلسطين ، نشكر الزعماء العرب الذين فضلوا أن يعطوا كل ثرواتنا للأمريكيين يتنعموا بها و يحسنوا مرافقهم الصحية و التعليمية بينما نحن نموت من الجوع و نتسول على أبواب المساجد نشكر الزعماء العرب على مؤتمرات القمة و الشكوى لمجلس الأمن و منع الحركات الإسلامية ، و فتح الكنائس في مكة المكرمة و التطبيع مع إسرائيل الصديقة ، و التنازل عن القدس و القبول بأن يكونوا عبيدا للقردة و الخنازير ، نشكر الزعماء العرب الذين صرفوا ثلاثة تريليونات على السلاح و لم يقتلوا به يهوديا واحدا بينما قتلوا فيه ملايين المسلمين ، نشكر الزعماء العرب الذين ساروا في جنازة الذين شتموا لرسول محمد صلى الله عليه و سلم و لم يكترثوا بكل جنازات الفلسطينيين و العرب و المسلمين.
ما يحدث في الإقليم ليس فوضى مجردة كما يعتقد كثيرون أو كما يريدنا البعض أن نعتقد إنها خطة مدروسة بعناية فائقة بكافة التفاصيل و إذا أراد البعض أن يسميها فوضى فهي إذا الفوضى الخلاقة التي أراد المخططون لها أن تكون الخلفية التي تغطي على ما يحدث في الحقيقة ، و ما يحدث في الحقيقة هو شيء يقارب الخيال إلا انه واقع يتحقق كل يوم جزء منه و بثبات و عزم.
السعودية لا تحتاج بالضرورة لتنويع استثماراتها في هذا الوقت بالذات كي تبيع حصة في أرامكو و تدرج أسهمها في البورصة الأمريكية ، أرامكو دجاجة تبيض ذهبا فلماذا تبيع جزءا من الجاجة بدل أن تستثمر الذهب الذي تبيضه كل يوم ، إنها ذريعة كي يسرق الغرب أموالها و نفطها ، و اليمن لا تحتاج إلى تحالف عربي أو دولي لإعادة الشرعية فيه  لأنه لم يكن فيه شرعية مثله مثل باقي الدول العربية كلها تقريبا منذ أمد بعيد و ليبيا لم تكن بحاجة إلى تحالف الغرب لينقذها من القذافي فالقذافي كان موجودا منذ اثنين و أربعين عاما و كان صديق الغرب كله و ما دعم ساركوزي بالإتخابات الرئاسية عنا ببعيد.
و الإمارات ليست بحاجة إلى التموضع في اليمن أو القرن الأفريقي فهي ليست دولة عظمى و لا تحتاج إلى مجال حيوي بهذا الاتساع كي تحمي مصالحها الوطنية ، كما أن مصر لم تكن بذلك السوء التي هي فيه الآن زمن مرسي حتى ينقلب الغرب على مرسي و يقتل المصريين في الشوارع و تموت مصر موتا بطيئا من الجوع و الخوف ، و الأردن لم يفعل شيئا يعاقب عليه حتى يجوع أبناءه بهذه الطريقة الفجة التي يعانونها و هو أي الأردن حليف أمين لأمريكا و بريطانيا منذ نشأته كما أنه لا يخل بأي اتفاق امني أو سياسي مع إسرائيل.
نحن هنا لا نحاول بأي صورة من الصور أن نعري أحدا أو نجرحه بل أن نبكي على حالنا ليتكم تبنون لنا حائط مبكى كحائط اليهود نحج اليه فنحن بحاجة الى أن نرثي حالنا حتى يأتي أمر الله فيخسف هذه الأمة التي صار علماؤها يلعبون القمار و زعمائها يبيعون فلسطين و شعوبها تنافق حتى تلحق لقمة الخبز و نساؤها يبعن شرفهن بعضهن حتى لا يموت الأولاد جوعا ..
شكرا ايها الزعماء شكرا لكم فقد كفيتم و وفيتم