سخرية كالبكاء …
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي ..
وقفت في الصباح كما العاده .. اعطي زوجتي مصروف البيت مشددا على ضرورة الاقتصاد وربط الحزام والبعد عن الجزارين اولاد الحرام منهم .. فهم يأخذون لحومهم من المحلات الامريكية ويكتبون على يفطهم انها لحوم حلال ..وقد رأيت ان اعطيها درسا اضافيا في اصول التدبير المنزلي عندما صرخت فجأة في وجهي : كفايه .. قرفت حياتي معك .. انا رايحة اشكوك للرئيس ترامب .
ارتعدت فرائصي فيمكن ان تعملها ابنة الحلال .. فالرئيس لا عمل له في بيته الابيض سوى ان يفكر بدعم اسرائيل وفي الوقت نفسه يكسب ثقة كل العرب بما فيهم حرامي الحرمين الشريفين ولا وقت لديه لكي يؤنبني او يتدخل في شئوني ولكني اقولها صراحة اني خفت واصابني الرعب .. فمن يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق يمكن ان يفعلها فيسحب جنسيتي الامريكية او يصيبني العفن في سجونه .. اما القضايا المنزلية فيحيلها الى وزير دفاعه ان كان قد يتدخل في الخلافات الزوجية فيسرع في تحريك الدبابات والقذائف والطائرات لايقاف الخلاف بالقوة . وبالطبع فالرئيس ثانية مشغول بعد الدولارات التي تأتيه من وراء مشاريعه الاستثمارية وخاصة في اتلانتك ستي . لذا فقد اضاف الى تأييد اسرائيل عد الدولارات التي تأتيه خببا من تلك المشاريع
وتأكيدا .. فان منصب الرئيس قد اصبح مشاعا لمن يرغب .. فمن يمتلك المال ينجح .. ومن لا يمتلكه يسقط سقوطا ذريعا كما حدث مع السيدة كلينتون التي لم تصرف كما يجب .. فنجح بذلك الرئيس الحالي .
ما لنا وللاسهاب في هذا الموضوع .. فقلت لزوجتي .. علي الطلاق لاشكوك لشيوخ المساجد .. فهم اقدر الناس على ان يؤلبوا المصلين على ترامب وقراراته .. ضحكت وقالت : انت ترمي بهمومك على ( حيطه مايله ) فالشيوخ يسيرون مع التيار .. ولا يأبهون لما تقول .. انهم يخافون على امتيازاتهم التي تأتيهم من الامامة والقبض والصرف من المتبرعين .. اضافت زوجتي .. سوف احرضهم على الدعوة عليك بان يأخذك الله اخذ عزيز مقتدر .. قلت لها : دعاؤهم يخرج من اللسان ولكنه لا يصل الى القلب .. الم تري منهم في زمان مضى قد دعوا على اسرائيل قدر الجبال ولكنها كانت تزداد قوة ..هل رأيت مثلا شيخا منهم قد انتفض للقدس في هذه الايام .. كأن الحادث الجلل لم يهز فيهم شعرة واحدة .. وكانت جل خطبهم عن الصلاة والوضوء ومسح الاست جيدا بعد الاستنجاء وكيفية الخروج من ( الجنابة) .. فمن لم يمتلك منهم الكرين كارت يسعى اليه ويكذب في كل ما يقدمه من وثائق بانه مضطهد وهارب من الوطن .. ومن امتلكه فانه يطمح في ان يأخذ الجنسية .. ومن امتلك الجنسية يطمح في ان يزيد من حجم التبرعات .. ومن قنع بذلك فانه يبني مسجدا آخر ليس فيه من المصلين سوى عدد اصابع اليد الواحدة .. ولقد حضرت مسجدا في نيويورك الجمعة الاخيرة هذه فكان درس الشيخ عن الطهارة والنجاسة عند الوضوء والصلاة .. واضاف اليها معلومة جديدة عن نجاسة لحم الخنزير ومشتقاته .. ثم كبر بصوت كأنه الرعد فتبعه المصلون بالتكبير .. وكأن الرئيس ترامب لم يقل شيئا في الاسبوع الماضي او ما قبله عن اهداء القدس لاسرائيل .. وللتدليل فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم .. انها للعرب جميعا .. مسلمين ومسيحيين .. مقمين فيها وغائبين عنها . قالت : بلاش فلسفة .. فان رأيت ان تزيد المصروف فاني اعزف عن الشكوى واترك الرئيس في حاله .. وان لم تزده فالرئيس اولى بان يحل المشاكل الزوجية ..
كانت نتيجة الخلاف بيني وبين زوجتي ان احتد الامر فطلبت الطلاق .. وزادت ( حمرقتي ) فقلت لها .. روحي وانت …. صرخت .. لا تكمل .. لن اذهب للرئيس .. ولن اذهب للشيوخ .. فهما من طينة واحدة .. فكلاهما يخاف على امتيازاته .. وهكذا افقت من النوم ايها السادة .. وايتها السيدات .. وتصبحون على اورشليم .