الجامعة العربية .. فأر و حمار – بقلم : عدنان الروسان

آراء حرة ….
بقلم : عدنان الروسان – الاردن ….
سمعنا زئيرا عاليا ، ارتعدت فرائص الصهيوني و استبشر الفارس العربي بأنه ما يزال في الدنيا أسودا و لم تنقرض مع الديناصورات و ما انقرض غيرها و أضحت مستحثات تحولت إلى نفط و تحول النفط إلى نار يحرق بها العربي العربي ، و يصطلي بدفئها اليهودي و الصليبي ،  علا صوت الزئير فارتجت أرض الكنانة و الشام و بلاد ما بين النهرين ، و جال العربي بنظره من على فرسه ليستشرف الأسد الهزبر وإذا به فأر يزأر ، و سالت دموع الفارس العربي ، دموع ألم أم دموع ضحك هستيري على حال صار فيه الفأر أسدا  ، نادى الفارس على الفأر و قال له ، و يحك فأر و تزأر ، قال و لم لا أزأر قال الفارس و أين الأسد ، قال هو ذا خارج من الديار  و لحق الفارس بالأسد فوجده مطأطئا رأسه يسير مهموما و الدموع تملأ وجهه .
قال الفارس أيها الأسد ، ما بالك ، قال دعني ، قال بالله ما يبكيك ، قال الأسد أتاني الحمار يتوسل إلي أن اجعله يربطني و يشد وثاقي لدقيقتين حتى تراني رعيتي في الغابة فيهابون الحمار المستضعف دائما  و يحترمونه لأنه استطاع أن يقيد الأسد فشفقت عليه و سمحت له بذلك ، و ما أن وقعت فريسة تواضعي و هبلي تركني الحمار مقيدا و استأسد في الغابة و بقيت حتى مر بي فأر فسألني عن حالي فأخبرته بقصتي و طلبت منه أن يفكني فضحك و قال أفكك و تأكلني ، فقلت له لا حاجة لي بك و أنت تعلم وبقيت أتوسل إليه  و أعده أنني سأجعله مستشاري و صديقي حتى لانت قناته و أشفق علي و قطع الحبال بأسنانه و فكني ، و ها أنذا خارج مهاجر فلا أريد أن أبقى في بلاد يربط بها حمار و يحل بها فأر و تابع مسيره و بقي الفارس العربي واجما و هو يسمع الفأر يزأر من جديد.
حينما سمعنا زئير رؤساء الوفود العربية يوم أمس في اجتماع مجلس الجامعة العربية  ظننا أن البيان الختامي سيحتوي على الحد الأدنى مما يتطلع إليه الشعب العربي المقاطعة الاقتصادية ، أضعف الإيمان ، لا نطالب بما طالب به رئيس وزراء ماليزيا يوم أمس من ضرورة تحرير فلسطين عسكريا و وضع جيش بلاده بتصرف الدول العربية ، لم نتوقع من الجامعة العربية  بيانا بقوة تصريح رئيس كوريا الشمالية الذي قال أنه ليس هناك دولة اسمها إسرائيل حتى يكون لها عاصمة اسمها القدس ، لم نتوقع موقفا كمواقف صدام حسين و لكننا توقعنا مقاطعة اقتصادية و بيانا أقوى من هذا البيان الهزيل ، غير أن جامعة الدول العربية الهزيلة دائما كالبلد المضيف لها زأرت و كانت فأرا كما في كتاب كليلة و دمنة و كأن بيدبا الهندي كان يعرف الفأر العربي في زمن النفط منذ القرن الرابع للميلاد ، و لم نعرفه نحن عرب الردة إلا في القرن الأمريكي ، قرن أبي ايفانكا الذي يتخطم بين أبار النفط و يملأ خزينة بلاده بما يشاء بينما تموت الأسد في الغابات العربية جوعا و لحم الضأن العربي تأكله الكب اليهودية و الصليبية.
و إذا ما استثنينا واحدا أو اثنين يزيدون أو ينقصون فإن باقي الحكام العرب باتوا لا يستحون و لا يخجلون من مفردات خطابهم السياسي المكسر ، و لا يأبهون بضحك كل أمم العالم عليهم ، و لا يستحون من أطفال فلسطين و دعوات المصلين و نظرات الشامتين ، صاروا كل همهم أن لا يغضب ترامب و أن لا تغضب أمريكا ، و كأن ترام بالها في الأرض و أمريكا قدر محتوم لا فرار منه ، لقد كان موقف فقراء العرب أفضل آلف مرة من موقف الأغنياء الكبار المتخمين ، كان موقف الأردن قويا و موقف لبنان قويا و موقف قطر و العراق قويا و ربما كلام عمان كان في مكانه ثم انظر إلى المعربدين في الكواليس الذين منعوا لجنة الصياغة من التصعيد لأنهم منشغلون بشراء اللوحات و اليخوت و إقامة المتاحف بينما  تتنافخون شرفا و تغنون ” القدس عروس عروبتكم ، من أدخل كل زناة الأرض إلى حجرتها و وقفتم تسترقون السمع وراء الباب لفض بكارتها ، لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم  إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم ، كان مظفر النواب يحفظكم عن ظهر قلب.
ستتحرر القدس يوما ، و لكن الحمد لله أنها لن تتحرر على أيديكم ، فأنتم لا تستحقون هذا الشرف العظيم ، أنتم  ابقوا ضاحكين مستبشرين بما عندكم من أياقين و طائرات و يخوت و لوحات كلفة اللوحة الواحدة لو صرفت على المجاهدين في القدس لحرروها ، ابقوا تائهين في صحراء التيه العربي الممتد من تحت أقدام بلقيس و حتى مشارف موطئ أقدام ابن باديس ، تابعوا صلاتكم في قاعات كريستي و ثوسبي و قيام الليل في واشنطن و لندن و صلاة الفجر و انتم تشربون الدم اليمني و تفطرون على لحم أطفال سوريا  و تتعشون على أكل لحم أهل قطر غيبة و نميمة و كراهية ، تلذذوا بحياتكم فإن يوم النصر قريب و هناك سيزأر الأسد الحقيقي الذي حينما يزأر تتحر القدس و صفد و يافا و حيفا ، و حينما يزأر تعود الأمة ملتفة حول صلاح الدين و سنرى غبار الأرض خلفكم و انتم تضعون دشاديش الخزي بين أسنانكم بينما أطفال فلسطين يهللون و يكبرون