آراء حرة ….
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …
قال أحمد شوقي : ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت :: فأن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
لم أر أفضل من هذه الكلمات الفاضلة لأبدأ بها هذه الرواية غير الفاضلة ، والتي تعكس انهيار الأخلاق عند إناس المفروض أن يكونوا قد تحلوا بالأخلاق ولو مظهرياً قبل أن يجلسوا تحت قبة المفروض أنها تعمل من أجل الشعب ، لكنها أصبحت تجمع تحت سقفها البعض الذين يأخذون من حصانة المقعد وسيلة لحماية أنفسهم وما داخلها من وضاعات ، وحتى لا نخلط الحق بالباطل نقول أن لكل قاعدة شواذ . ارتفعت اليد الخسيئة اللا أخلاقية لعضو مجلس الشعب لتصفع موظفة بسيطة تعمل في أمن الجامعة ليس لسبب سوى أنها منعت ابنته من دخول الحرم الجامعي لأنها لا تحمل ” الكارنيه ” أي بطاقة الاثبات بأنها تنتمي لهذا المجتمع . خط السير العادي أن الموضوع يتحول للقضاء لأن الموظفة أُهينت وهي تؤدي عملها حتى لو كان رئيس الجمهوري هو الذي أهانها ” كما يحدث في بلاد الحرية والديمقراطية ” ، لكن ما حدث هو العكس ، ضغطت الانهزامية وأحد أطرافها مدير الجامعة التي تعمل فيها موظفة من ضمن موظفيها وضغوط أخرى بالطبع تحمل التهديد المستتر تقدمه في صورة مزينة تحت بند ” الصلح خير ” ، هل القانون في بلادنا أخذ الصورة الزئبقية التي تستعصى على الفقراء والضعفاء الإمساك بها فتضيع حقوقهم ويبتعلون إهانتهم لمجرد أن الطرف الجاني هو الأقوى؟! ، وهل الحصانة التي يحملها هذا النائب المتجرد من الأخلاقيات وُضِعت في يده ليستخدمها حماية لموبقاته . هذه الواقعة فجرت أمامي سفاهة ما ارتكبه العديد من النواب مع ما مُنِح لهم من تأشيرات الحج فاستكثروا أن يذهبوا لزيارة الأماكن المقدسة فباعوها بمبالغ طائلة ، وقلت في نفسي أن الشيطان الذي كانوا من المفروض أن يرجموه من ضمن شعائر الحج سيركبهم ، وها تحقق ما خمنته ودفع الشيطان هذا النائب إلى فعلته الخسيسة والأخس منها أن يضغط على الفتاة لتبتلع إهانتها وسؤال أعلم إجابته جيداً لكن سأطرحه لمجرد الإشارة أو التأكيد بأن الضعيف في بلادنا معرض أن تأكله أمنا الغولة في أي لحظة ، ماذا لو حدث العكس وأن الفتاة هي التي صفعت النائب ؟؟!! ، وكان يا ما كان والعوض على الله فيها وممكن يمتد إلى عائلتها وليس الأمر بمستبعد عن كلمات تنعيها . حقيقي وليس من باب التهكم أقف أمام المرآة وأسأل نفسي ، ماذا فعلت هذه المجالس منذ تأسيسها تحت عنوان مجلس الأمة زمن عبد الناصر وحتى الآن ؟! ، هربت قبل أن أُشير بإشارة قبيحة وتتهمني المرآة بسوء الأدب ، على استعداد أن أناقش الشيطان نفسه لو أفترى وقال أنها قدمت فائدة واحدة للبلد ، مجموعة من المصلحجية يتقاتلون من أجل كلمة ” حضرة النائب ” وحصانته ويخسرون الملايين في الدعاية الانتخابية من أجل المصالح الشخصية وتعويض ما خسروه في الحملة الانتخابية أضعافا مضاعفة . طريقان لا ثالث لهما لو أن الدولة تعمل من أجل الوطن والشعب ، الأول أن تُلحق مجلس الشعب بسابقه مجلس الشورى ، في الحقيقة أستصعب هذا الطريق لأن الدولة ومن باب المظهريات فقط تريد أن تظهر امام العالم المسرح الهزلي للديمقراطية ، الأسهل هو الطريق الثاني وهو نزع الحصانة ، وقتها لن يجلس تحت القبة سوى الشرفاء .
edwardgirges@yahoo.com