حقيقة ُ العيد

الشعر (:::)

شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر (:::)

العيد ُ ليس لأنّ الصوم َ قد ذهبا

لكنه ُ من عطايا الله ِ إذ وهَبا

هُنا الهُتافُ , هنا التهليل ُ يجرف ُ مَن في حُزنه ِ

ابتل َّ صمتاً أينما اقتربا

عيد ٌ هنا , حاجة ٌ للعيد ِ ضائعة ٌ

من الأصابع ترعى الجهد َ و التعبا

فما جديد ُ ثياب ٍ رد َّ أرملة ً

لزوجها أو يتيماً كي ْ يُصيب َأبا

هناك للقدس ِ أنات ٌ مسامعُنا

لحُزنها وتَر ٌ بالآهةِ التهبا

هناك بالمسلمين الأرض ُ هاربة ٌ

من التنادي ليأس ٍ هم َّ فانقلبا

هناك مَن كانت الأيام ُ تطلبه ُ

لعلمه ِ في طِلاب ِ الهمّة ِ اضطربا

و الجهل ُ خُذ ْ عندك ِ , الأعلام ُ كل ُّ يد ٍ

لها لسان ٌ يقول ُ : استقطِعي الكبِدا

ضاعت ْ على طمع ِ الأيام هَيبتُنا

مُشتتين بأرض ِ الذكريات ِ نبا

نقول ُ : قال رسول ُ الله ِ , أين لنا

رسالة ٌ رسّخت ْ في كونِنا الأدبا ؟

و كان قولهم ُ و الفعل ُ يسبقه ُ                      

       إلى الكريم وفاءً للعلا سببا

نور ُ على نور ِ , الظلماء ُ تغلبه ُ            

   متى و كيف , فيا حُزنا و يا غضبا

لكي نمر َّ فُرادَى مَن يُجمِّعُنا          

                 لكي نعود َ جراداً يأكل ُالحطبا

عدوُّنا صار منا بعدما سحبت ْ           

         دم َ الهُدى أمم ُ الطاغوت ِ أين حبا

قرآننا بين أيدينا يُثبِّتُنا                  

           و نحن ُ في صَمم ٍ نستعذب ُ الهرَبا

و بعضُنا بعضُنا أضحى تجارتَه ُ      

               ينسى خسارته ُ ذكراً لِما كسبا

يدٌ فأين يد ٌ أخرى تصافحُها           

          لنبدأ َ السعي َ , إنّ السعي َ قد وجبا

و هذه الأرض ُ أرض ُ الله ِ مكّننا    

            منها لننصره ُ , و الناصر ُاحتجبا

فأين نذهب ُلو خُنّا أمانته ُ                    

         و نترك ُ النار َ للباغين مُنقلبا ؟