كلمة رئيس التحرير (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي
يحلو للبعض ان يشبه الرئيس السيسي بجمال عبد الناصر من ناحية سياسية .. بحيث يوردون الانجازات ويتجاهلون السلبيات.. ولا اريد الانجازات الاقتصادية فذلك موضوع آخر .. رغم ان اولئك البعض يتخذون الدين حصانا يركبونه للوصول الى اغراضهم ..ورغم انني احب كليهما السيسي وعبد الناصر وعلى رؤوس الاشهاد .. رغم معارضة الاخوان لي وللفكر الذي احمله .. ومرة اخرى نكاية بهم لانهم على مدار تاريخهم لم يحققوا انجازا واحدا ووحيدا رغم مرور ما يقرب من قرن على تأسيسهم .. رغم ان معظم اصدقائي منهم .. وربما شتموني تارة واحتضنوني تارة اخرى بحب صادق . فالرأي لا يفسد للود قضيه … فدعونا نبحر قليلا في اوجه الشبه بين هذا وذاك .. واوجه الاختلاف من حيث الانتماء القومي .. لا حبا بدولارات الخليج ودعمه .. ولا مصلحة لانتماء الرئيس لهذه الامة التي يسمونها (عربية اسلامية ) .. ولا كرها بالاخوان او المحبة لهم .. فهم جزء من نسيجنا سواء كرهنا او احببنا .. او كرها ببعض تفاهات الاعلام المصري على الفضائيات ومن ظنوا انفسهم جهابذة الاعلام في هذا العالم بحيث يدسون لك السم في الدسم .. ويخلطون السكر بالملح في معظم الاحيان . فيسيرون خلف الحاكم طمعا في العظام التي تجرد من لحمها ويدهنونها بدولارات النفط تارة والنفاق تارة اخرى . وبالالاف المؤلفة التي تنالها جيوبهم لسب هذا او لتأييد ذاك .
ولا اريد ان اغوص في الاعلام فتلك امثولة اخرى .. واني لاتمثل قول (غوبلز) وزير اعلام هتلر الذي كان يقول على رؤوس الاشهاد .. اكذب .. اكذب .. حتى يصدقك الناس .. وبعدها يمكن ان تصدق نفسك . وهذا ديدن الاعلام المصري الخاص . فقد كرهنا الاعلام الذي يصفق للحاكم دوما سواء اخطأ او اصاب .. ولنبحث في اوجه الشبه والاختلاف بين الرئيسين في دعم فلسطين وكل بلد محتل في عالمنا العربي سواء من قبل حكامه او من قبل الاجنبي . وصولا الى ما يجري في مصر .. ووصولا الى خنق غزة المقاتلة ولا القي بالا لكل التفاهات التي تضع الفيتو على كل من يستلم الحكم الا هــم فان اصبحوا حكاما فانهم يصمون انفسهم بالملائكه .. اما ان استلمه غيرهم فهو من الشياطين .. ولا اعني الدعم المادي فنحن نعرف ظروف مصر ماضيا وحاضرا .. ولتتذكروا كل ما مضى .. وما سيأتي ..
وباختصار .. كانت هموم الوطن العربي بكامله في دم عبد الناصر .. رغم الاخطاء التي ارتكبت ابان حكمه .. وقد يقول البعض انه النفاق السياسي وركوب موجة الجماهير لتأييده .. ولكن .. دلوني على حاكم عربي واحد لم يرتكب اثما بحق هذه الجماهير .. ونحن لا نفرق بين حاكم عربي وآخر من حيث السوء .. بل نثمن ما قام عبد الناصر من تأييد للجزائر وفلسطين واليمن وغيرهم دون ركوب موجة الدين التي نشهدها هذه الايام .. والتي قادتنا الى مذابح يعجز القلم عن وصفها . بحيث نسي الكثيرون ما قام به من انجازات عملاقة للاقتصاد المصري الذي لا نبحثه في هذه الكلمه . وفي الوقت نفسه لا ننسى فيه ما استنزفه عبد الناصر من الاقتصاد المصري في سبيل ذلك .. وكما يقول المثل ( الجود من الموجود ) فانه تجاوز الحدود في الاعطاء بلا عقلانيه .. مما اوصل الشعب المصري في اخريات ايام حكمه الى حال لا يحسدون عليه . ومع كل ما عاناه الشعب المصري فان الصورة المثلى التي تظل في اذهاننا .. انه بنى اسس الدولة بعد سقوط الملكية سواء كان هذا التأسيس سلبيا ام ايجابيا .. فالذي يعمل هو الذي يخطىء .. ومن لا يعمل لا تنوشه العيوب ولا الاخطاء .. خاصة واننا كعرب لا يعجبنا العجب او الصيام في رجب .. فان كنا نحكم فنحن ملائكه .. وان حكم غيرنا فهو من جملة الشياطين .
وباختصار ايضا .. فان الحكم على ما فعله السيسي من ناحية سياسية ايضا .. لا يجوز في هذه المرحلة لان المدة التي امضاها في الحكم لم تتجاوز السنة .. وحتما لا نريد ان نحكم على ما فعله الرئيس السابق محمد مرسي لان مدة حكمه كانت لسنة او اكثر من ذلك قليلا .. فلم يتسن له الوقت لكي نرى انجازاته او اخفاقاته .. ولكننا لا نغمطه حقه في وقوفه الى جانب فلسطين خاصة ايام الاعتداء الاخير على غزة .. وفتحه للمعابر التي اغلقت فيما بعد .. يوم حكم الرئيس السيسي مصر .. وقد يقول البعض ان محاربة الارهاب في عهد الرئيس السيسي واغلاقه للمعابر تارة وفتحها اخرى .. كانت من موجبات تهدئة الاوضاع على حدود مصر.. للمحافظة على امنها القومي .. ولكننا مع كل الحسرة لا بد ان نقر ان الارهاب لا يأتي من غزة .. رغم ما يروجه الاعلام المصري .. فلم يثبت حتى اليوم ان المحاكم المصرية التي شكلت بعد استلام الرئيس السيسي للحكم قد اثبتت ان غزة كانت ضمن الارهاب سوى اتهامها ( بالاخونة ) وبعضا من الافراد الذين لا عرقة لهم بغزة او حكمها اوتسميتها .. اما ترويج الاشاعات وايجاد الاسباب لخنق غزة .. فهي من موجبات التبريرات التي يقوم بها الاعلام الاخرق الذي يفرق بين الاخ واخيه .. ولا يفرق بين المناضل والارهابي ..
وبدلا من ان يقوم الرئيس السيسي باحتضان غزة لانها جزء من امن مصر القومي .. فان نظام الحكم يقوم بايجاد الذرائع لخنقها .. وفي ظنه ان حدوده مع اسرائيل سوف تكون آمنة اكثر من وجود الفلسطينيين على حدوده .. ومع كل ما نقول .. فانه لا يجوز لسيادة الرئيس السيسي ان يخنق غزه .. وكان اولى به ان يشارك في تنميتها لا من حيث المال .. بل من حيث فتح المعابر لعدم خنقها وايصالها الى حال من العوز والفاقه .. ومن اجل المصير الواحد .. فان سقطت غزة اصبحت حدود مصر مفتوحة مع الاسرائيليين الذين يخططون للعودة الى سيناء مرة اخرى لا سمح الله . ولسوف يطلق الاسرائيليون طلقتهم فتصيب كل المدن المصرية التي تقع على محاذاة قناة السويس ..
ومع كل ما نقول .. فان الرئيس السيسي كانت له اياد ناصعة في ارجاع مصر الى القها سياسيا بجولاته حول العالم ومحاولة ايقاظها اقتصاديا ..
ومع كل ما نقول ايضا : فاننا نوجه رسالة الى سيادة الرئيس .. يا سيادة الرئيس .. لا يجوز لك ان تخنق غزه .. فلو انك نظرت الى ما يعانيه الفلسطينيون هناك .. ترد بك الى اصلك العربي .. افتح المعابر ايها الرئيس وتعاون مع اهلها في محاربة الارهاب الذي نبع من صحراء سيناء .. ولا تنسى سيناء ايضا .. فمن ذاق الجوع في سيناء .. لا يمكنه الا ان يحمل السلاح لكي يجد الخبز .. وتذكر .. ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد اوقف الجزاء في عام الرماده .. ولم يقطع يد السارق لطعام .. ففي نهاية المطاف انت الامل في ان يظل الق فلسطين في ذهنك رغم ما تعانيه مصر من شظف العيش .. ومع هذا انت وشأنك .. فهذه نصيحة من مخلص يريد لك ان تظل في اذهان الفلسطينيين ذلك الرجل الذي بادر .. وانت وشأنك .