ما بين قرار 2216 /الفصل السابع والحوار الوطني في اليمن”السعيد”

سياسة واخبار (:::)
بقلم : بكر السباتين * الاردن (:::)
أنا مع إعادة الأمل إلى ربوع اليمن الذي تكالبت عليه الجماعات المتناحرة والنتيجة أن اليمن لم يعد سعيداً.. الرئيس السابق الذي سلب أموال بلاده وحولها إلى البنوك الإجنبية لا يريد أن يهنأ اليمن من بعده بالسلام المنشود والمفتقد. أنانية مفرطة حولت البلاد إلى حريق كبير يصعب إطفاؤه.
قبل أسابيع أعلن المتحدث الرسمي باسم “عاصفة الحزم” أحمد عسيري انتهاء تلك العملية (عاصفة الحزم) وبدء عملية “إعادة الأمل”.وتم ربطها بالقرار 2216 لعام 2015 الذي صدر تحت الفصل السابع وبتصويت 14 دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن فيما امتنعت روسيا عن التصويت، ينص في أهم بنوده أنه يفرض عقوبات على زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي ونجل الرئيس السابق أحمد علي صالح وفرض حظر على توريد السلاح لجماعتيهما (الحوثيين والعسكريين الموالين لصالح) ودعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتفتيش السفن المتوجهة إلى اليمن.
كما دعا القرار جماعة الحوثي والموالين لصالح للانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بما فيها العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح للدولة، ووقف العنف في اليمن، وتلبية الدعوة الخليجية للحوار في الرياض تحت سقف المبادرة الخليجية.
هذا التدخل الإيجابي كاد يرتب للحل الذي سيعيد الابتسامة لهذا البلد الأشد فقراً منذ عقود.. لكن الرهانات على (الحوثيين والعسكريين الموالين لصالح) باءت بالفشل بسبب الخروقات الميدانية من قبل قواتهما.. ومحاولة عنونة الأزمة على أساس مقاومة داعش وجماعة القاعدة (الإرهابية) في جنتوب اليمن للحصول على دعم دولي لمشروعهم وعدم قياسه بمعايير القرار الأممي 2216 الذي يجيز التعامل مع جماعة الحوثي عسكرياً إذا استرعت الظروف.
الحوثيون من جهتم يريدون الاستمرار في الحوار الوطني كما صرح به سابقاً الناطق الرسمي للجماعة ” محمد عبدالسلام” في بيان منوهاً إلى أن جهود الأمم المتحدة في اليمن جهود إيجابية، ومواقفها المعلنة ظلت الى جانب دعم الحوار الوطني ولقاءات التفاهم.
وأشار إلى أن ما وصفه بالعدوان السعودي (دون الإشارة للدور الإيراني الداعم لهم) هو الذي أوقف الحوار الوطني بالتنسيق مع الرئيس هادي قد اغرق البلاد في فراغ دستوري.
مؤكداً على أن اتفاق السلم والشراكة والذي تم التوافق عليه من قبل كل الأطراف السياسية وبرعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن يمثل إتفاقا مهما فيما يخص معالجة الاختلالات والتجاوزات لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والذي تضمن معالجات مهمة في إطار السلم والشراكة وشكل الدولة وغيرها من القضايا ذات البعد الوطني .
لكنه أيضاً دخل في سياق المناورة حينما قال بأن الصراع مع تنظيم القاعدة لا يحكمه حوار ولا اتفاقات ولا معاهدات وسيظل الشعب اليمني يواجه هذا الخطر لأنه يمثل تهديدا لليمن ولأمنه واستقراره، وقد ثبت بالتجربة قدرة الجيش والأمن واللجان الشعبية على مواجهة ذلك الخطر بكل كفاءة واقتدار.
لكن مبعث سوء النوايا يبدأ باتهام المتحدث باسم جماعة الحوثي الطرف الآخر في الحوار المنشود والذي من المفروض أن تجمعهم طاولة واحدة بإشراف أممي؛ بأنهم الداعمون لداعش والقاعدة في معاقلهم بجنوب اليمن مدعياً بأن “الشرفاء من أبناء الجنوب” يقفون الى جانب القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في مواجهة الخطر المحدق بهم وبالوطن لمواجهة تحرك القاعدة في ساحاتهم منوهاً إلى أن مرونة الحركة والتنقل للقاعدة في مناطق الجنوب ليس لأن أبناء الجنوب يرحبون او يحتضنون هذه العناصر الإجرامية أو يقبلون بها أو يرضون بأعمالها، بل بإرادة وبتنسيق وتواطؤ من هادي وجماعة الإصلاح وحلفائهم في الخارج ولهذا فإن (الحوثيين والعسكريين الموالين لصالح) يؤكدون كما ورد في الخطاب الاخير لعبد الملك الحوثي استعدادهم للتنسيق مع الجنوبيين لتسوية أوضاع وإدارة شئون المحافظات الجنوبية بما يحقق الأمن والإستقرار وعدم ترك الساحة للقاعدة .
إذن المراوغة ما زالت تكمن في بيانات جماعة الحوثيين في محاولتهم عنونة الصراع على أساس محاربة الإرهاب باعتبار أن الطرف الآخر في الحوار الوطني هم من يدعمون “أعداء اليمن”. وهذا سيدخل اليمن من جديد في دوامة الحوارات الوطنية الفاشلة التي ستوفر الوقت اللازم للعودة إلى الحريق ولغة الحرب..

من هنا أجد بأن حسم الموقف لا بد أن يكون من بوابة القرار الأممي الأخير الذي سينظم هجمات التحالف وفق بيانات ما يجري على الأرض لفرض القانون وتفعيل الدستور اليمني على الأرض من بوابة المبادرة الخليجية وسحب البساط من تحت أقدام الأطماع الإقليمية المتمثلة بإيران وفق ما يرى المحللون الاستراتيجيون ولسد الظريق أما داعش التي لديها أيضاً مشروعها في اليمن الذي بات الملتقى الخصب لكافة الأجندات المحلية والدولية وأولهم الصهيونية العالمية التي ما لبثت تتحين الفرص لتفتيت الوطن العربي كي توفر للكيان الإسرائيلي أسباب البقاء.. والرهان يعتمد على صد النوايا في التعامل مع الملف اليمني الشائك.

__________________________________________________

*فلسطيني من(الأردن)
رابط المؤلف:
http://www.bakeralsabatean.com/cms/component/option,com_frontpage/Itemid,1/