العرب ؟ وسباق التسلح بين ايران وإسرائيل

دراسات (:::)
بقلم : رابح بوكريش – الجزائر (::::::)
دخل سباق التسلح بين ايران وإسرائيل مرحلة جد متقدمة .. حيث أن إيران
طورت من قدراتها في مجال الفضاء الإلكتروني الدفاعي و إنتاج  سلاح ذري
ورؤوس صاروخية نووية تمكنها من ضرب إسرائيل وتدميرها على حد سواء، الأمر
الذي جعل إسرائيل تدخل في تحد من أجل تحقيق التفوق النوعي على خصومها في
هذا المجال.. ولهذا الغرد  وغيره  تم إنشاء هيئة الدفاع الوطنية للأمن ”
السيبراني ” وإنتاج جيل جديد من الأسلحة المتطورة هي عبارة عن قنبلة
نووية كهرومغناطيسية يبلغ مداها 64 ألف كيلو متر، وتتسبب في شلل عام
للدولة الايرانية وتدمير كل المفاعلات النووية فيها في حالة نشوب حرب
بينهما. هذا معناه أن البلدين دخلا في ما يسمى الحروب الباردة. ” لا يمكن
لإسرائيل أن تدخل في مغامرة مع ايران، والعكس صحيح أيضا “. هذه الأمور
تدفع إلى القول أن كل ما يقال عن ضرب اسرائيل للمنشأة الايرانية هو مجرد
تغريدات الهدف منه دفن القضية الفلسطينية . ايران، لم يعد يخفها أي تهديد
! بعدما اكملت استعدادها لكل مفرط ومساومة. والسؤال الافتراضي هنا هو :
اين العرب من كل هذا ؟ . إن مشهد واقعنا العربي الآن في العام 2015 يكشف
لنا عمق فشلنا وتخلفنا ، إذ اصبحنا أشبه بذلك الشخص الذي يصعد فوق
الممرات المتحرك آليا في الاتجاه العكسي لسير الممر! فنراه يهرول مذهولا
كأنه سكران !! فقد أخفقت الدول العربية في وضع أسس يعتد بها لبناء قوة
عسكرية  يفتخر به العرب هنا أو هناك على نحو ما نراه في ايران واسرائيل
الآن، فالإنسان العربي الذي تسبقه عبارة “الحروب الطائفية  “إلى أي مكان
يذهب إليه في الدول العربية  ينحني  رأسه ، وهو يسمع هذه العبارة  يوما
بعد يوم . وهذا ولا شك أمر محزن ومؤسف ـ لأنه يدل على أن واقع العرب الآن
لا يتفق وأحكام التطور في كل المجالات.. أي انهم   خارج اللعبة السياسية
في العالم .لأنهم في الغالب تخلوا عن الالتزام بمبادئ العلم
والتكنولوجيا.. ولن يصلح حالهم إلا اذا قاموا بثورة ثقافية كتلك التي
قامت بها الصين . والطريق الى ذلك هو ان تقوم اليد الناعمة العربية اولا
بثورة حقيقية ضد الطائفية .. وتتخذ الحكومات العربية الاجراءات الممكنة
لذلك. في هذه الحالة فقط نستطيع القول اننا انتهجنا نهجة الصين وحذونا
حذوها حتى نصبح من العمالقة مثلها .
رابح بوكريش – الجزائر