التصنيف : القصة (:::)
سحر فوزي – مصر (:::)
(أتوسل إليكم ان تدعو لزوجتى بالشفاء…فهى عمري ولاحياة لى بدونها ).. قرأت الزوجة المنكوبة كلماته على موقع التواصل الإجتماعى وتوجهت بالدعاء لهذا الزوج المخلص الوفى ، الذى تذكر زوجته بكل خير ، وإعترف بفضلها عليه وعلى اولاده ، حسدتها لأن عمرها وصحتها لم يذهبا هباء ، بل ان حب زوجها لها واعترافه على الملأ بفضلها عليه وعلى أبنائه وعرفانه بجميلها كانوا بمثابة شهادة تقدير ووسام يكفياها للإنتقال من جنة الزوجية إلى جنة الخلد مع مرتبة الشرف .. إستمرت تفكر في هذا الزوج المخلص الوفي لزوجته وفي هذه الزوجة التي نالت هذا التكريم ، فتملكها الشعور بالغيرة و الفضول اللذان دفعاها دون تردد لسؤاله عن سر دعواته وحزنه على مرضها ..فأجاب على رسالتها مستنكرا سؤالها : وهل ما أفعله بالأمر الغريب ؟ كيف لاأحزن عليها وهى عشرة عمرى ورفيقة حياتي بحلوها ومرها ، فبعد مرور هذه الاعوام صارت لي الام والاخت والصديقة ، وبفقدتها اكون قد فقدت حياتي بأكملها …اندهشت من كلماته القليلة المعبرة عن عمر جميل ، والتي كانت دليلا على منتهى الوفاء ، والإخلاص والحب ، والتى ذكرتها بزوجها الذى لم يحتمل مرضها وراح يلهث وراء من تعيد إليه شبابه ، متناسيا تضحياتها ورعايتها له ولأسرتها التي إستنفذت كل مالديها من صحة ، لم تبخل بها يوما عليهم ، وأنها عاشت تنتظر مكافأة نهاية خدمتها هي الأخرى ، حتى ولو كانت قليلا من الحب والعطف و الحنان ، أو حتى كلمة شكر وعرفان بالجميل ، فما كان منه إلا أن جعل منها مادة خصبة لسخرية غريمتها ، وقدم حكاية مرضها قربانا لها علها ترضى ، وكافأها في نهاية مشوارها بفيض من الصفعات والإهانات التي دمرت كبرياءها وكرامتها ، وأضحى مرضها الحجة التي ينفذ بها إلى عالمه الجديد الذي بات منتهى غايته في الحياة ، فباتت تشعر بأنه يتمنى موتها الذي سينقله من حالة الضيق والإختناق إلى عالم الحرية ، والإنطلاق وأن وجودها يمنعه من ممارسة حقه في العيش بجانب من أحب ، حتى وإن كانت إمرأة سيئة السمعة…وتذكرت أنها حاولت جاهدة أن تحتفظ بشئ من معزته في قلبها ، يعينها على تحمله إذا ماأصابه مكروه ، لكن جحوده ، وسوء معاملته لها ، وعبوسه الدائم في وجهها ، كانوا معولا لهدم كل ماتبقى لديها من معزة وحب ..وأنه لم يعد لديها حيلة سوى مناجاة ربها متضرعة وباكية : صدقت ياربي في قولك الكريم ( ان كل شئ خلقناه بقدر)… فهذه زوجته وهو قدرها وما أجمله ، وهذا زوجي وقدري ورغم عنى أتحمله.
بقلم / الكاتبة الصحفية سحر فوزى