الرابط : القصة (::::)
سحر فوزي – مصر (::::)
نظرت في مرآتها متفحصة ملامح وجهها الذي رسم عليه الزمن علاماته.. معلنا تجاوزها الثلاثين من عمرها..تذكرت أن مثيلاتها رغم أنها تفوقهن جمالا.. قد تزوجن وأنجبن ، وأنها مازالت على حالها بلا بيت ، ولا زوج ، ولا أبناء…وان عليها الموافقة بلا قيد أو شرط على العريس الذي سيأتي في المساء، مهما كانت صفاته أو طباعه أو حتى ظروفه…. متناسية الصورة التي رسمتها في خيالها لشريك عمرها..و التي انتظرت من أجلها طويلا ….كانت نظرات كل من حولها سهام تصيب كبرياءها وأنوثتها ، وكلماتهم طعنات تجرح مشاعرها الرقيقة ، وكرامتها.. فلم يتركوا لها مجالا ، لأي تفكير أو اختيار.. فلابد أن يتم الزواج في أسرع وقت ممكن ..حتى لا يفوتها قطار زواج …..فتضطر إلى انتظار قطار آخر من جديد.. ربما لا يأتي …وبعد أيام من زفافها .. أدركت أن القطار الذي لحقت به على عجل… بخيلا حتى في مشاعره.. غليظ القلب .. لا يعرف الحنان والحب ..متبلد المشاعر..متسلط إلى حد العبودية..غيور إلى حد الشك .. متباهي بنفسه إلى حد الغرور ..أناني لايقدر مشاعرها ، ولا أنوثتها ..لا يحترم كبرياءها ولا كرامتها ..جلست في زنزانتها التي حدد فيها إقامتها ، بعد أن اشترط عليها ترك عملها ..متذكرة حلمها الضائع مع هذا الرجل ، الذي لم تمر صفاته ، ولا ملامحه ، ولا طباعه ، على خيالها…. وقتها تمنت لو أن قطار الزواج قد فاتها .. و قضت باقي أيام عمرها في انتظار.. قطار الأحلام !! بقلم/ سحر فوزي/ كاتبة وقاصة مصرية /1/3/2013