آراء حرة ….
كتبت / سحر فوزي – مصر
اعترف ان قدري لم يكن كله شر .. فمحنتي كانت فوق تحملي..عندما خارت قواي من المرض اللعين واصبحت لا املك سوى الوهن والعوز لمن ياخذ بيدي لانهض من مرقدي واسير خطوات معدودة اترنح يمينا ويسارا ،اكاد اسقط من فرط ضعفي وقلة حيلتي . دمائي الممزوجة بهذا الخبيث تجري كاللهب في عروقي .. تدفعني الى سكب المزيد من الماء البارد فوق رأسي لتهدأ وارتاح قليلا.. افتح نافذتي اطل منها لاستنشق بعض الهواء في خلسة منه وكأني اهرب من عدو جاثم على قلبي ، ولكن هيهات أن تمر دمائي بما جمعته من هواء الى رئتاي ، فهو يسكنها وينهم منها كيفما شاء ، احاول مرات ومرات ان تمر انفاسي دون علمه لكنه يأبى أن أعيش، شبح الموت يطاردني وينذرني بقرب موعد الرحيل، استجمع قواي ابحث عن اسطوانة الاكسجين في محاولة للعودة الى الحياة، ربما فلحت، وربما لم أفلح ، وفي كلتا الحالتين سأشعر بالمزيد من الراحة ،
الآن أود أن اعترف اني اكتشفت كل من حولي ..اعترف ان هناك من يدعمني بافعاله الجميلة النبيلة ، ومن يحنوا علي بكلماته المبشرة بالخير، ومن ذكرني بالشكر والعرفان فكان نصيبي منه الدعاء بالشفاء بظهر الغيب وقراءة ماتيسر من القرآن ، وهناك من داوم على السؤال عني ، ومن ظهر بعد غياب ليمطرني بكلماته الطيبة ومشاعره الصادقة ، الآن فقط تقابلت مع اقارب واصدقاء العمر الجميل ، زياراتهم ومهاتفاتهم المستمرة لي ومتابعاتهم لحالتي، كانت الشمعة التي أضاءت ظلام حياتي الجديدة القاتمة، ودعمهم لي في بداية مشواري المظلم كانت النور الذي بعث الأمل في روحي المتعبة من جديد ، اشعر بمزيد من الحب والعطف والاهتمام الذي يمدني بالمزيد من العزم والمثابرة على تحمل الآلام .. فالابتسامة في وجهي كان لها مفعول السحر ، والكلمات الطيبة كانت تزيد يقيني أني بخير، وابتهالهم إلى الله أن يمن علي بالشفاء انستني محنتي واعادت إلي تفاؤلي وقوت عزيمتي ..الآن أعترف أن القدر ليس كله شر لأن الله بدل قدري بمن حولي من الطيبين إلى كل الخير.
يقول النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم