آراء حرة …..
قلم : د. إبراهيم حمّامي …
•منذ اللحظات الأولى للعدوان الروسي على أوكرانيا بدأ الغرب في اتخاذا خطوات كشفت عن وجه قبيح هو خليط من الأنانية والانتهازية والعنصرية
•سقطت دعوات الإنسانية والحرية والحضارة بشكل غير مسبوق، ليظهر جلياً حجم النفاق والكيل بمكيالين لكن هذه المرة بلا خجل أو رتوش
•لا شك أننا كشعوب مظلومة تعرضت وما زالت للعدوان نرفض أي عدوان على الغير ونشعر أكثر من غيرنا بحجم المعاناة الذي يصيب الشعوب من قتل وتشريد وتهجير ولجوء كما يحدث اليوم في أوكرانيا
•ولإظهار بعض هذه الخطوات والممارسات اللاأخلاقية نرصد التالي:
oفجأة أصبح القتال ضد العدوان بطولة وحامل “المولوتوف” ثوري بطل لكنه في فلسطين مجرم إرهابي
oمن الممكن في الغرب اليوم جمع الأموال والسلاح والتطوع للقتال في أوكرانيا وبتشجيع مباشر من الحكومات، لكن دعم الشعب الفلسطيني ولو بالكلام جريمة لها عقوبة منصوص عليها
oمقاطعة روسيا وصلت حد منع صور القطط الروسية من المشاركة في الإعلانات، مع الضغط لفرضها، أما ال BDS لمقاطعة الاحتلال فهي عير مقبولة وتعرض صاحبها للمساءلة
oلا نسمع اليوم إلا نسخة واحدة للأحداث مع فرض حصار ومنع لأي وسيلة إعلامية تنقل وجهة النظر الأخرى، وكله في إطار حرية الإعلام
oاللجوء مسموح فقط للأوربيين أما أصحاب البشرة السمراء أو الشعور السوداء أو العيون غير الزرقاء فلا يسمح لهم بعبور الحدود وإن عبروا يتم إنزالهم من القطارات
oالقوانين في دول الغرب تم تعديلها وتغيرها لتسمح بلم شمل العائلات ووصول اللاجئين لأقاربهم في تلك الدول خلال أيام، بينما آخرون ينتظرون منذ سنوات أن يجتمعوا بأبنائهم وأزواجهم
oالمحاكم الدولية عقدت جلساتها خلال أيام لمناقشة جرائم الحرب في أوكرانيا، لكنها وبعد قرابة العقد من الزمان من ارتكاب جرائم أبشع وأشنع ومن قبل روسيا ايضاً في الشيشان وسوريا وليبيا لم تجتمع ولو لمرة واحدة
oتحرك العالم بعد أيام لتوثيق ووقف الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها روسيا في أوكرانيا، لمن ذات العالم لم يتحرك بعد أكثر من 70 عاماً ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة يومياً
oعوقب أكثر من لاعب رياضي لرفضه مواجهة لاعبين أو فرق من دولة الاحتلال واعتبر ذلك خلطاً للرياضة بالسياسة، واليوم نرى الرياضة وهي تتحول “قسراً” خدمة للسياسة ويتم الثناء على من يفعل
والقائمة تطول…
لكن ولتكتمل الصورة ومن باب الإنصاف…
الغرب يتجند لنصرة بني جلدته الذين يشتركون معه في العرق واللون والدين والجغرافيا…
أما نحن ورغم المآسي والكوارث التي حلت بأمتنا في العقود الأخيرة نجد:
•الشماتة لا التعاطف
•الشيطنة بدل الإنصاف
•الوقوف مع المجرم ضد الضحية
•إقفال الحدود في وجه من يطلب النجدة
•معاملة اللاجئين أسوأ معاملة على الإطلاق – هذا إن وصلوا
•تحريض إعلامي لا يتوقف ضد “الأخ والشقيق”
•لا دين ولا أخلاق ولا إنسانية عندما يتعلق الأمر بنصرة المظلوم
هذا وللأسف الوضع، قبلاً والآن، وأمثلته تحتاج لمجلدات لتوثيقها!
مختصر القول أن الغرب وبالفعل يكيل بمكيالين ويضرب بعرض الحائط كل شعارات الحضارة والإنسانية والحرية التي رفعها بحثاً عن مصالحه ومن طلق أناني، وإن كان هذا ليس بالأمر الجديد إلا أنه أصبح بشكل وقح وفج دون حياء…
وبالمقابل فإن مكيالنا واحد لا يتغير ولا يتبدل!
لا نامت أعين الجبناء