آراء حرة ……
بقلم : وليد رباح – الولايات المتحدة الامريكية ….
لست ممن يحسدون بعض الناس على غناهم .. ولست ممن لا ينفرط قلبه على بعض الناس من فقرهم .. فتلك ارزاق مقسمة على العباد مكتوبه .. وسواء كان بعض الاغنياء يتبعون وسائل غير اخلاقية في الجمع ..فان هذا لا يعني ان بعض الفقراء لا يلجأون الى تلك الوسائل .. ولكني اشعر بان الاول قد استخدم مكره ودهاءه واسقط مثله واخلاقه في سبيل الدولار .. اما الثاني فلم يستخدم عقله ودهاءه وظن انه افهم الناس في عملية الخداع فلم ينجح وظل فقيرا .. ولكنها (اعني الغنى والفقر) مكتوبة كما اسلفنا .. فمهما بلغ الانسان من الفهم والتخطيط والخديعة بل وحتى تشدقه بعدم اكله لقمة الحرام .. فلن يصل الى ابعد ما قسمه الله له .. وتلك من آيات الله .
لذا فان بعض الاغنياء الذين اغتنوا بطرق غير مشروعة لا يهمهم ان كان المال حلالا ام حراما .. ضمنه لقمة الزقوم ام لفة الكباب .. فهم في هذه الطريق سائرون .. لا تردعهم مواعظ او نصائح .. فقد اغلقوا آذانهم وعيونهم عما يجري حتى ان البعض يطلب من أهل بيته ان تعمل وان تأتي بالنقود حتى عن اي طريق .. ولا يسألها في ذلك .. ما هو مهم ان يعد النقود التي احضرتها في آخر الاسبوع ثم يقول لك ان ليس للنقود رائحه .. فاذا ما جاء الدولار عن اي طريق فلا يختلف ذلك الدولار عن اقرانه الذين تكدسوا في البنوك .. وهذه حقيقة فليس للنقود رائحه .. ولكن من يملك انفا حساسا فانه يشم رائحة متعفنة لا تنفع معها كل عطور الدنيا ..
بعضهم اختار طريق النصب والاحتيال على الناس حتى على القانون .. فكدس الاموال الفا اثر آخر حتى وصلت المبالغ المكدسة الى الملايين .. فاختار ان يطعم نفسه واهله لقمة الحرام .. والبعض الاخر اغتنى ولكن عن طريق شريف فلا تهمه كلمات الحاسدين ومواعظهم .. فهو يعرف ماذا يأكل .. وماذا يشرب .. وماذا يوفر لاولاده عندما ينفرد جسده على محفة مساقا الى المقبرة ولا يمتلك في تلك الساعة سوى كفنا ليس له جيوب لكي يخبىء فيها النقود .. ومع كل ذلك فهو في قبره مرتاح الضمير .. وفي حياته يفخر انه جاء بالنقود عن طريق الحلال .. وهو صادق في ذلك ..
وبما ان هذه الكلمة ليست موعظة نسوقها الى الناس .. وليست توجيها الى البعض فان من يمتلك القدرة على ضبط حياته وتنظيمها سواء كان فقيرا او غنيا .. فان ذلك يعني حياة مستقره .. فان اتبع المثل الشعبي العربي الذي يقول : على قد لحافك مد رجليك .. فانه لا يعيش الازمات .. اما ان تجاوزت رجلاه لحافه او مرتبته فانه سيواجه المشاكل .. وكم من اولئك من اصابته لوثة نتيجة تبذيره وهو في الحقيقة لا يمتلك شروى نقير .. وكم منهم من تأبط العنطزة وحب الظهور ولكنه في نهاية المطاف شهد الويلات نتيجة لذلك ..
ما هو مهم في هذه الكلمة هو التذكير .. أنت يا من تحبذ الحرام تجنبه لانه سيصيب اولادك سواء كانوا صغارا او كبارا بازمات الحياة وينطبق عليهم ما يقال : الاباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون ..
هل نقول لهؤلاء واولئك : اعتصموا بحبل الدولار ولا تفرقوا .. كلا .. ولكننا نقول .
انت يا من رمتك الحياة بسهمها هذا هو رزقك .. فتدبر امرك ولا تسرف .. واترك لاولادك سمعة طيبة فهي احسن من كل كنوز الدنيا .. وتلك ايضا .. آية من آيات الله .. ولكم في الحياة قصاص يا اولي الالباب ..