سياسة اخبار …آراء حرة …
بقلم : مياح غانم العنزي ….
كان العرب يعرفون قضيتهم الأولى ، وقد خاضوا حروبا من اجلها في 1967 فأصيبوا بنكسه واختلطت الدماء العربيه من كافة الدول دفاعا عن الارض في فلسطين والمسجد الأقصى ،ثم خاضوا حرب 1973 وحققوا نصرا اعادوا بعض مما تم احتلاله،وإستمر الأفراد العرب والجماعات في مشاركة اخوانهم بالمقاومه الفلسطينيه الذود عن الأقصى واستمرت الدماء العربيه تختلط وتبذل مجتمعه لأجل محاربة الإحتلال ،بعد ذلك بدأ شيئا غريبا يكبر ويتطور ،حيث كلام اصحاب القرار العرب وتصريحاتهم كانت تدل على انهم يعرفون قضيتهم لكن فعلهم على الأرض يناقض ذلك ،اختفت فزعة السلاح والرجال وبقيت فزعة الكلام والمال،وحتى هذه الأخيره هناك مؤشرات على انه يراد الإنسحاب منها لكن بإنتظار استيراد التكتيك المناسب الذي لاحت طلائعه في الأشهر الأخيره ، سابقا على سبيل المثال لا الحصر كان الجيش العراقي اوله في الاردن واخره في بغداد فزعة للاشقاء ومقبره الشهداء العراقيين في الأردن خير شاهد ،وكان اوله في سوريا واخره في بغداد فزعة للاشقاء ومقبره الشهداء العراقيين في درعا خير شاهد ،كذلك كانت كل الدول العربيه بتلك الفتره ترسل الرجال ليبذلوا الغالي والنفيس والدماء من أجل الدفاع عن الارض والمقدسات العربيه ،الحكام الحاليون يفتخرون بما فعله اسلافهم واجدادهم من تضحيات بالدم وفزعة لإبن العم والمقدسات ،والسؤال : ما الذي جعلكم لا تسيرون على نفس هذا النهج الشجاع والتاريخ المشرف ؟ هل اوصاكم السلف (اجدادكم) بعدم اتباع شجاعتهم وشهامتهم ودفاعهم عن ارضهم ومقدساتهم ودينهم وقوميتهم وعن عرض اخوانهم ؟ حتما لا
هل العيب في البوصله ؟ حتما لا ، حيث انها لا زالت تشير وبوضوح لطريق تحرير القدس والجولان السالك الذي حافظ عليه شعب الجبارين في صموده ومقاومته حيث انتفاضة الحجاره 1987 ثم انتفاضة الأقصى 2000 المستمره الى الآن بالرغم من غدرهم له في عام 1981 و 1982 حيث اقترفت الكتائب والميليشيات جريمتها في لبنان (صبرا وشاتيلا) خدمة للمحتل شارون الذي تعفن جسده فلا هو ميت ولا هو حي ثم حرب المخيمات 1984-1986 ، وتذكرت في سياق وقوف البعض مع المحتل ضد مقاومة الشعب الفلسطيني ان الذي حارب الكيان المحتل في 1973 وعبر قناة السويس بمساعدة اخوانه العرب اغلق معبر رفح وحاصر الفلسطينيين لسنين وقطع عنهم شريان الحياه الوحيد ولا زال يخنقهم خدمة للمحتل ،يفتخر حكام العرب بإرث الأجداد الذين دافعوا بأرواحهم لكنهم لا يسيرون على نهج ما يفتخرون به ، فبدلا من ارسال الرجال والأسلحه للمقاومه المشروعه دوليا وسماويا وانسانيا في فلسطين لطرد المحتل الصهيوني ،يرسلونهم ليقاتلون في بلاد عربيه شقيقه اخرى ،يقتلوا شعبها ويحرقوا ارضها ويسرقوا خيراتها ويدمروا وحدتها ويمزقوا نسيجها الإجتماعي والديني ،ايها الأفريقي العربي الذي أتيت من قارة الى اخرى لتقاتل اليمني العربي ،ايها الآسيوي العربي الذي اتيت من قارة الى اخرى لتقاتل الليبي العربي ، أيها العرب الذين تركتم طريق القدس وذهبتم لمقاتلة اخوانكم في سوريا والعراق،أيها الجيران العرب الذين تركتم العدو وتتأمرون على بعض ،ايها الحكام العرب الذين تدفعون المليارات وترسلون احدث وافتك الاسلحه الى الدول العربيه لقتل شعوبها وتدميرها ،أيعقل انكم احفاد واولاد من استشهد دفاعا عن الاقصى وفلسطين واختلط دمه بدم اخوانه من العرب في جبهات العز والشرف دفاعا عن القدس ،ومن وقف في وجه ابتزاز امريكا ورفض الذل واعلن الجهاد في سبيل الله دفاعا عن ارض العرب ومقدساتها المحتله ؟ ايها الفرد العربي ،كيف ارتضيت على نفسك وضميرك ودينك ان تكون سلعه رخيصه في يد العصابات والميليشيات يرسلونك لتقتل عربي اخر في بلاده ؟ بل وتظن واهلك انك ستموت شهيد ! والقرآن يقول لك ان ذلك ليس بصحيح ، إن اردت الشهاده فهي طريق جدك وابيك واسلافك الذي استشهدوا دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات ( الدين ) سواء بلدهم او في فلسطين او سيناء او الجولان او بمواجهات الكيان المحتل الغادر في الاردن او سوريا ،غريب امر شعوب من بلدان ذات تاريخ عريق مشرف تقودها كالقطعان ميليشيات او اجندات او عصابات حتى ان بعضها اجنبي او من حكموا في غفلة من الزمن ، عصوا ربهم وخانوا قوميتهم ،
مقاومة المحتل هو حق كفله القانون الدولي وبالتالي دعم تلك المقاومه قانونيا ومشرف دينيا وقوميا ، اما ترك الأرض المحتله والمقدسات والذهاب للموت في سبيل قتل عربي( اختلف مع مواطنين في بلاده ) لتنفيذ اجندات او سرقة ثروات فهذه ليست شهاده في سبيل الله بل في سبيل الشيطان ،ومع احترامي وتقديري لغير العرب من المسلمين الذين لم نراهم فزعوا لإشقائهم المسلمين في حرب 67 و 73 وما تلاها بالرجال والسلاح ووقفوا معهم في خندق واحد دفاعا عن أقصى المسلمين جميعا ، نراهم الآن يرفعون شعار يوم القدس العالمي وشعارات اخرى تمجد تحرير الاقصى وما الى ذلك لكن على ارض الواقع فإن قواتهم وميليشياتهم في سوريا على مرمى حجر من الجولان والأقصى لكنها توجه فوهات بنادقها وبراميلها المتفجره وصواريخها للشعب السوري وليس المحتلين الإسرائيليين منذ عقود ، ايها المسلمون غير العرب ان الكيان المحتل تعرفون مكانه جيدا وانتم قريبون منه وقادرون على مواجهته ،لكنكم ترسلون جنودكم وميليشياتكم لمقاتلة الشعوب العراقيه واليمنيه والليبيه والسوريه او على اقل تقدير مساعدتها على الإقتتال بينها،منذ إحتلال فلسطين(80 عام) لو رمت كل دوله عربيه واسلاميه حجرا كل يوم على الكيان المحتل لتحررت فلسطين والدليل ان انتفاضة الحجاره في فلسطين انتزعت الضفه وغزه بظرف زمني قصير ،نصيحتي الى اصحاب القرار اوقفوا الحروب والأزمات بينكم وعودوا لطريق الشهداء اجدادكم وهو طريق الشرف والعز والشهاده، طريق تحرير القدس والارض العربيه الطريق الذي اختلطت في الدماء العربيه في صورة عظيمه تدل على عظمة هذه الأمه التي اختير منها خاتم الأنبياء الذي جاء ليهدي البشريه جمعاء واختيرت لغتها لتكون لغة القرآن الكريم،إن الدنيا دواره والله يمهل ولا يهمل ، تأملوا زمن كورونا هذا ، كل شيئ انهار بقدرة الجبار ، ترون ما كسبتم وبنيتم وسرقتم امامكم يتحطم ، ترون ما اعتمدتم عليه من نفط اصبح نقمه بعد نعمه ، ونصيحتى للشعوب العربيه التي لا تملك إلا القرار على انفسها ، خلقكم الله احرار فلا تجعلوا انفسكم عبيد لبشر ،خلقكم لتعبدوه وليس لتقتلوا اخ شقيق آمن في بلاده حرم الله قتله ،لا تقادوا كالقطعان التي كل فتره يشتهي فيها طعاما لذيذا ، يقوم الراعي بذبح واكل لحم احدها ،لا تبيعوا دينكم وعرضكم وقوميتكم من اجل العوز والفقر فالرزق على الله والموت سواء جوعا او سجنا او تعذيبا او قتلا بكرامه ومخافة الله وبدون جريمه افضل من العيش بخزي وارتكاب جرائم شنيعه يعاقب عليها الله عقابا شديدا ، او تقتل في ساحات قتال خارج بلادك من أجل اجندات ويستغفلك وعاظ السلاطين وشيوخ الفتنة والنفاق يقولون لك انك ان قتلت ستنال الشهاده
العيب ليس في البوصله ، اعيدوا ضبط عقولكم