الاحتناك الصهيو – أمريكي بالقضية الفلسطينية – بقلم : محمد عياش

سياسة واخبار ….
محمد عياش – كاتب ومحلل سياسي ….
تزداد العلاقة الأمريكية الإسرائيلية يوما بعد يوم , بل وتتطور باتجاه تثبيت القوة الإسرائيلية وضمان تفوقها على محيطها , وحتى لا نعود بالزمن لمرحلة التوقيع الاستراتيجي بينهما , نكتفي بالتذكير بآخر رئيس مغادر البيت الأبيض وأقصد باراك أوباما , الذي أنهى مسيرته بتقديم هدية من العيار الثقيل للكيان الصهيوني عندما قدم له أكثر من ثلاثين طائرة  مقاتلة من نوع ( F35) , فخر الصناعة الأمريكية آنذاك .
فالولايات المتحدة تعتبر من وجهة النظر الاستراتيجية إسرائيل بـ ‘‘ الكنز الحقيقي ’’ , وبالقاعدة المتقدمة لها في منطقة ‘‘ الشرق الأوسط ’’ الأكثر استثمارا ً لاستمرار الهيمنة الأمريكية , وبالتالي فإن أي عملية سياسية تخص المنطقة لا بد من إطلاع إسرائيل عليها والأخذ بعين الاعتبار المصالح الجيو _ سياسة  , ومن هذا المنطق الاستعماري فإن إسرائيل تعتبر أي أزمة أو ما شابه من ذلك يضر أو ينفع وبالتالي فإن التحرك الأمريكي والدولي يجب أن يكون وفق الرؤية الصهيونية , ولما لا وقد كرّست لهذه الاستراتيجية كل المجالس التي ينطلق منها القرارات الدولية ذات الصلة , وأبقت على الجمعية العامة للأمم المتحدة بأخذ القرارات الحماسية الغير ملزمة والاكتفاء بالتصفيق فقط  والذي ينتهي بمجرد خروج الوفود من القاعة الكبيرة .
مناسبة الحديث عن الاحتناك الصهيو – أمريكي , التضييق الخانق على الفلسطينيين ولا أقصد القيادة الفلسطينية فقط , بل القضية برمتها , والالتفاف الثعباني على القرارات الدولية المتخذة, والتي تطلب بوضوح إعادة اللاجئين وقيام دولة فلسطين على خط الرابع من حزيران عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية , والذي يجري اليوم عكس كل هذه المعاهدات والتفاهمات فالقدس تم إعلانها من جانب الرئيس الأمريكي عاصمة أبدية للكيان الغاصب , وعن الأرض المتبقية سوى 10% , ويدور الحديث في أروقة البيت الأبيض والكونغرس عن تقليل عدد اللاجئين إلى 400 ألف فقط من أصل ستة ملايين , والقرار أصبح شبه جاهز .
والكيان الصهيوني وانسجاما ً والاحتناك الأمريكي , أعلن قانون يهودية الدولة , قاطعا ً كل الطرق عن المحاولات القانونية والاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية , الأمر الذي يستوجب صهيونيا ً البت بالقوانين الملزمة وتطهير كل فلسطين من سكانها الأصليين وإغرائهم بالسفر للخارج أو نقلهم للدول العربية المجاورة , وإسرائيل هي من تطلب من واشنطن ممارسة الضغط على الفلسطينيين سواء ً بقطع المساعدات للسلطة , أو بوقف تمويل وكالة الغوث لتشغيل الفلسطينيين وليس آخرها طرد السفير الفلسطيني من واشنطن , وبالتالي فإن العملية تسير وفق رسم بياني صهيو – أمريكي بتناغم وانسجام  .
لكن ما غفلت عنه تلك الطغمة الدوغمائية , هو الشعب الفلسطيني الرقم الصعب بالمعادلة , ما هو موقفه من هذه القرارات ؟  هل الشعب الفلسطيني يفتقد العمق وبالتالي من السهل نقله بيسر إلى أماكن العيش الرغيد ! وماذا عن جذوره وتجذره على أرض الآباء والأجداد ؟ وهل اقتنعت الولايات المتحدة وإسرائيل أن الشعب الفلسطيني تم تدجينه وتخذيره ؟ كل المعطيات تدل على نهوض الشعب الفلسطيني من جديد وبطرق لم يتوقعها العدو الصهيوني , وأعتقد أن الاحتناك الصهيو – أمريكي سيعيد القضية الفلسطينية إلى مجدها الأول وسيسطر الإنسان الفلسطيني أروع الصور البطولية وسعتئذ لن يقبل بأي قرارات فيما يخص التنازل عن أي شبر من فلسطين ويدور الحديث عن قبوله لأفواج اليهود لزيارة الأماكن المقدسة .