خزان البنزين – شعر : خليل ناصيف

الشعر ….
خليل ناصيف – فلسطين المحتلة ….
بخزان بنزين نصف ممتليء
خرجنا نبحث عن آخر محطة وقود في العالم
على سفح التل حطّم خنزير ٌغطاء المحرك
في أعلى التل ثقبت رصاصة صياد العجلَ الأيمن
إنحدرنا الى الوادي
السائق خائف
المرأة خائفة
الرجل الذي ذبح خادمه خائف.
وأنا
في المقعد الخلفي
اشرب الانخاب مع رأس الخادم
وأشاهد الخنازير تطير فوق الوادي
لماذا الرفاق خائفون ؟.
في عالم تحلّق فيه خنازيرٌ مجنّحة
لابد أن تتحطم السيارات بسلام
لكن يا زجاجات الخمر الفارغة
أين عظامي؟

2
رؤوس الاوز

أنحني لأقطفَ زهرة
يا إلهي
إنها ليست زهرة بل رأس إوزة
وقفتُ
نظرتُ حولي
الليل مليء بأجنحة تَرِف
مشيتُ
في العتمة لاحقتني إوزات بدون رؤوس
طاردتني حتى وصلتُ حديقة جاري
أدق الباب
الجار يفتح النافذة
يقول للإوزات إذهبن الى الجحيم
عشرون عاما وجاري العقيم يربي الإوز
ويدعو الله أن يصرن بناتا له
جاري تزوج امرأة شابة
أنجبَت له طفلا قبل سنة
عرفتُ الان من يقطع رؤوس الإوز
الجزّار الشاب
عشيق زوجة الجار
يحب لحم الإوز بالبرتقال
ينسى أن يشحَذَ السكين
فتتجول الاوزات كل ليلة
عمياء ونصف ميّته
ورؤوسها الصغيرة
أزهار حزينة
في شَعر أيلول
*******
طيور الحجل
يطلقون النار على طيور الحجل .
أحدهم وضع بندقيته جانبا وبدأ يعزف مزمار القربة
إمرأة وزَّعت أكواب الشاي .
الرصاصات تخرج باردة من فوهات البنادق
تفجّر الطيور وتنثرها زجاجا أحمر .
مزمار القربة يسعل موسيقى ميته
والشاي ثقيل وفاتر
أنتِ
الكائن الحي الوحيد هنا
رقصُكِ الخفيف ينفض الثلج عن الجبل
ترقصين
وتحرسين العالم
من الموت برداً
وتمنحين حُلمي
مزيدا من الوقت