استخبارات وجاسوسية …
بقلم : بكر السباتين …
بين كبرياء القرنفل والدب الصهيوني
جاء مؤخراً في نشرة (إنتلجنس أون لان) الفرنسية الشهيرة ذات الصبغة الاستخباراتية، بأن الإمارات العربية أبرمت بالسر تعاقداً بقيمة ١٥٠ مليون دولار مع شركة تجسس إسرائيلة مختصة بالتجسس الإلكتروني، (تأسست في إحدى المستعمرات الإسرائيلية ولها مكتب في أمريكا) يناط بها وفق الاتفاق مراقبة الرسائل الخاصة في البريد الإلكتروني لكل المقيمين في دولة الإمارات العربية وليس مستبعدً أن يشمل هذا الاتفاق بعض دول الجوار مثل قطر وعمان والكويت والسعودية، بشكل أكثر فاعلية مما هو معمول به.
ومثل شركة الاتصالات الإماراتية في هذه الاتفاقية المهندس جاسم الزعابي، وذكرت النشرة في سياق الخبر ما هو مستهجن إذ اشترط الجانب الإماراتي على الشركة الإسرائيلية أن لا تقوم بتوظيف أي عربي في هذا المشروع الخطير من باب عدم الثقة.
وهذا يذكرنا بما حصل مع الصحفي الأردني تيسير النجار الذي التقطت له رسالة وهو في أبو ظلي كان يعبر من خلالها لزوجته المقيمة في عمان، بالامتعاض إزاء قيام فريق الإمارات الطبي بدور تجسسي لصالح جيش العدو الإسرائيلي إبان عدوانه الغاشم على قطاع غزة فيما بات يعرف بالجرف الصامد. فتم اعتقاله على ألفور ، وبعد العام من التوقيف الإداري؛ حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات من غرامة بقيمة ١٠٠ ألف دولار.
وهي مناسبة أن أحيي فيها رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم من جديد الذي هاجم وفد الكنيست الإسرائيلي وطرده من اجتماع البرلمانيين الدولي في بروسيا بتأييد من أمير الكويت، فتحول إلى بطل قومي برهن من خلال ذلك أن للشعوب الخليجية موقف رافض لسياسات التطبيع مع العدو الصهيوني، وهذا ينطبق على الشعب الإماراتي بدلالة أن الدولة تستعين بالكيان الإسرائيلي ذاته للتسلل إلى عقل المواطن الإماراتي المغبون لعد أنفاسه عليه، وقراءة أفكاره. وفصله عن تاريخه العربي والإسلامي وقضاياه.
مرزوق وكبرياء القرنفل وأريج الكرامة تمازجا في موقف لم يتجاوز الدقائق لكنه صنع منه بطلاً قومياً باقتدار.. فيما تجلب الإمارات الدب الصهيوني إلى كرمها المشاع