الخال إليه تنسب أنبل السجايا وأسمى الخصال..؟؟!! بقلم : طلال قديح

منوعات ….
بقلم : طلال قديح  ….
العرب يعتزون بالنسب كل الاعتزاز، به يفاخرون وعليه يعوّلون في علاقاتهم وانتماءاتهم وهو مصدر مباهاتهم الأصيل، وويل لمن يجرؤ على المساس به من قريب أو بعيد، فلا تهاون ولا تسامح، من أجله يحتدم القتال وتسل السيوف وتسيل الدماء.
وفي قمة النسب يتربع الخال بشموخ عال ليكون أهلا للاعتزاز به في عيون الأجيال على مدار الزمان.ومن هنا نعرف سبب التنافس بالخال والقول بعزة وكبرياء: هذا خالي! أو التساؤل: قل لي من خالك أقل لك من أنت؟، والخال والد.
ومن معاني الخال الشامة في الوجه فتضفي عليه جمالا أخاذا طالما تغنى به الشعراء وأشادوا به في وجوه الغيد الحسان، ومن هذا أبيات شهيرة لابن ياقوت تغنى بها المطرب العظيم ناظم الغزالي فأضفى عليها كل سمات الجمال:
له خال على صفحات خد   كنقطة عنبر في صحن مرمر
وألحاظ كأسياف تنادي  على عاصي الهوى الله أكبر
وقال شاعر آخر:
وخال على خديك يبدو كأنه  سنا البدر في دعجاء باد دجونها
والخال في النسب هو شقيق الأم بالنسبة لأبنائها، كما تكون شقيقتها خالتهم وتدعى خالة، ويعتز العرب بأخوالهم ونسبهم دلالة على أصالة معدنهم وطيب عرقهم.
ولا يقتصر الخال على إخوة الأم من أسرتها ، بل ينسحب ذلك على كل إخوانها وأقربائها ولو كانوا من قبيلة أخرى أو بلد آخر.
لذا قالت العرب: ثلثا الولد لخاله! وإذا أراد العربي أن يتعرف على آخر يسأله :من خالك؟ وقالوا في الثناء على شخص: كان مُعمّا مُخولا، دلالة على أنه جمع أصالة النسب من طرفيه.
وفي النسب فالخال يضر وينفع، ويحط ويرفع ، يعلو به الرأس ويشتد به البأس ، به تقوى العزيمة وتسمو الخلال الكريمة.
وهكذا  فالفخر بالخال يظل هو المقدم والأهم ،ومن هنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يرى سعد بن أبي وقاص يقول باعتزاز: هذا خالي ، فليُرني امرؤ خاله؟!
ويكفي أن يحظى الخال بهذه المكرمة العظيمة من نبينا محمد سيد الخلق أجمعين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ويبقى العرب عربا ما داموا يتمسكون بالإرث الذي خلفه الجيل العظيم من الأجداد ممن يشار إليهم بالبنان، ويظل نبراسا متلألئا هاديا على مر الزمان.