الدواعش يلفظون انفاسهم الاخيرة – بقلم : رئيس التحرير

كلمة رئيس التحرير …
بقلم : وليد رباح ….
قال احد المحللين العسكريين الامريكيين .. ان النيران التي اطلقت على الدواعش بمختلف انواعها في العراق وسوريا ولبنان.. تضاهي في كثافتها تلك التي اطلقت على المانيا في الحرب العالمية الثانية .. مع الفارق بالتأثير .. اذ لم تكن في الحرب العالمية تلك التكنولوجيا العسكرية التي تستخدم هذه الايام .. وليس فيما اطلقه المحلل العسكري بيت القصيد .. ولكن الاهم ان الهبة والنقد الذي ووجه من قبل المعارضة اللبنانية والحكومة العراقية وغيرهما .. عن السماح للدواعش ان ينقلوا نشاطهم من لبنان الى سوريا .. قد لاقى الصراخ والعويل والمعارضة للسماح لاولئك بالرحيل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية .. واتهام من نفذوا هذه الاتفاقية انهم لا يعرفون شيئا عن الاستراتيجية العسكرية .. ومدى فعاليتها عندما يحشر الدواعش في مكان واحد .. دون ان تتفرق النيران على عدة بلدان يتواجدون فيها .

هذا اولا .. اما ثانيا .. وللحقيقة .. فان الاتفاق الذي عقد بين الدواعش وحزب الله اللبناني .. لم يكن بمحض اختيار الحزب وحيدا .. وانما نسق مع الجيش اللبناني في هذا الامر .. ولو ان الجيش يدعي عكس ذلك .. عكس ما يدعيه كافة المعارضين لتلك الاتفاقية .. حتى ان الرئيس اللبناني عندما القى خطابه عن انتصار الجيش .. وانه الوحيد الذي انتصر على الدواعش وهذا من الخطل .. لم يتطرق للاتفاقية بشىء من المعارضة .. ذلك ان الرئيس كان عسكريا ويعرف مدى ان يتجمع العدو في مكان واحد .. دون ان تتفرق قطعاته على عدة محاور .
ولنستعرض بعض المؤثرات التي حدثت بعد رحيل الدواعش من لبنان الى سوريا على الحدود العراقية .. فان ذلك يمكن ان يعطينا مؤشرا عن العمليات العسكرية في مقبل الايام ..

اولا – ان المناطق اللبنانية التي رحل عنها تنظيم داعش .. مناطق خالية من السكان تقريبا .. فهي في جرود لبنان .. فالخسائر التي يمكن ان تصيب الجيش اللبناني نتيجة زرع الالغام والارض المكشوفة واستخدام السيارات المفخخة .. يمكن ان تجعل الخسائر بين الجيش اللبناني باهظة ..
ثانيا – ان تجميع العدو في اي معركة تحدث .. يعني ان الخسائر في صفوفه سوف تصيبة بالانهاك .. ولسوف تكون الضربات العسكرية مكثفة بشكل لا يخلو كيلو متر واحد من تلك الكثافة وهذا يعني ان الخسائر في صفوف التنظيم سوف تكون كبيرة ومؤثرة .
ثالثا – لم يكن حزب الله فقط هو صاحب القرار .. فخروج داعش من الاراضي اللبنانية كان بتنسيق مع الجيش السوري ومع القوات الروسية وطيرانها بحيث يؤثر تجمعهم على قدراتهم القتالية نتيجة كثافة النيران.
رابعا – ان الحصار الذي يمكن ان يفرض على تنظيم داعش من كافة الجهات المقاتلة ضده .. اوقع واجدى من ان يكون التنظيم منفلشا في اراض واسعة .. لا تؤثر فيها الاسلحة الحديثة تأثيرا كبيرا ..
خامسا –  ان تحصين المواقع في العراق ورفدها بالجيش العراقي على الحدود .. يمكن ان يجعل نشاط الدواعش اقل قيمة خاصة وان الحصار يمكن ان يؤثر بواسطة كثافة النيران كما اسلفنا .. اضافة الى تطويق التنظيم من كافة الجهات .. وهذا يعني عدم السماح للدواعش ان يتلقوا النجدات من اماكن اخرى .. كما يعني ايضا  في العرف العسكري تجويعا واغلاق طرق امداد الاسلحة والافراد ومنع النجدة عن المحاصرين منهم
سادسا – ان كافة المنتقدين لما جرى .. هم من المدنيين .. ومن الجهات المعارضة لحزب الله وسوريا الا بعض العسكريين الذين تأتي بهم الفضائيات المعارضة للحكم السوري .. لتسفيه الاتفاق .. ولست فيما اكتب هذا التحليل مع جهة دون الاخرى .. فاهل مكة ادرى بشعابها .
سابعا –  لسوف نرى في مقبل الايام التأثير العسكري الذي يمكن ان يحدثه هذا الاتفاق ..

وبما انني لست عسكريا .. ولكن التجارب التي يمكن ان ينظر اليها الانسان والتمعن في هذا الاتفاق .. يجعلني اقر بانه اتفاق كان في مصلحة لبنان وسوريا والعراق معا .. فالعراق مثلا .. قد اصبح شبه خال من الدواعش الا بعض الجيوب .. ولسوف تمنع تلك الجيوب من الالتحاق بالدواعش ودخول سوريا .. كما ان الطيران الحربي سواء كان سوريا او روسيا  او تحالفيا.. سوف يقطع طرق القوافل سواء كانت تموينية او تسليحية عن التنظيم واجباره على القتال في منطقة ضيقة لا يستطيع فيها ان يوسع استراتيجيته العسكرية ويجعله في موقع الدفاع عن النفس دون التمدد ..

لكل هذا .. فاني ابشر بان الدواعش يلفظون انفاسهم الاخيرة .. وليس لهم من مجال سوى الاستسلام او الموت .. مع علمي بانهم يقاتلون قتالا يائسا .. فالظواهر تدل على ان التنظيم في اواخر الانفاس .. ولسوف ترون النتائج قريبا .. عندما نتخلص من هذا السرطان الذي داهمنا في عقر ديارنا نتيجة تهاون الانظمة التي سمحت للدواعش ان يتمددوا في ارض العراق وسوريا ولبنان .. وانا لمنتظرون .