فلسطين: وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر. – بقلم : طلال قديح

أراء حرة …
طلال قديح – كاتب فلسطيني يقيم في السعودية …
أجل ، وبكل الفخر والاعتزاز، وبكل الشموخ والإباء، حُقَ لكل فلسطيني أن يعلن بأعلى صوته وبإيمان لا يتزعزع وإرادة صلبة لا تلين: أنا فلسطيني، وفلسطيني أنا..وعربي عربي مهما كانت التحديات ومهما بلغت المؤامرات التي تحاك صباح مساء  بخبث وخديعة ودهاء..!!
إن معركة الأقصى الأخيرة التى خاضها الفلسطينيون ضد العدو الغادر والمغتصب الفاجر، أذهلت  العالم كله وأثبتت أن شعب الجبارين هو هو لا يستكين ولا يلين مهما كان بطش المحتلين. واستقطبت كل وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية ، فكانت صحوة ضمير بعد طول سبات ،فزالت الغشاوة عن العيون إلى الحد الذي أجبر الكثيرين على مناصرة الحق الذي غُيّب طويلا طويلا..لكن مهما طال الظلام واشتد فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر..هذه سنة الحياة، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
كل ذوي الأقلام الحرة والضمائر الحية شرعوا في الإشادة بالفلسطيني أينما حل وأقام، فلم يكن أبدا عالة على غيره بل وجده الجميع عاملا بتفان  وإخلاص وتنافس شريف حتى بلغوا الأوج في كل الميادين العلمية من طب وهندسة واختراع يشهد لهم بطول الباع، و كذلك الاقتصادية ليتبوؤا مراتب عالية في عالم البنوك والتجارة والصناعة بل والزراعة أيضا .
ولكننا لا ولن نذهب بعيدا بالقول: إن الفلسطيني كان قدوة  لكل حركات التحرر ضد الغزاة المحتلين لأوطانهم وظل أنموذجا يُحتذى في العالم كله .
ولما كان عالمنا العربي يمر بحال غير مسبوقة في كثير من أقطاره تتمثل في  تحديات أمنية وفوضوية أضرت بمصالح البلاد والعباد- أدرك الحكماء حاجتنا لمثل ذاك الجيل الصلب المعطاء من أهل فلسطين الأوفياء.
لذا شرع الكثير من ذوي الرأي أقلامهم وأبوا إلا أن يشيدوا بالدور الفلسطيني في التعليم بكل مراحله في كل
العالم العربي ، وهم الذين تتلمذوا على أيديهم ونهلوا من نبع علومهم ومعارفهم وأدركوا إخلاصهم وتفانيهم بلا نفاق أو رياء بل بكل رجولة وإباء.
حقيقة لا يتسع المجال لذكر نماذج لما تفضل به الكثيرون من الكتاب في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والندوات والمحاضرات، حول الدور الفلسطيني في كل المجالات عطاء وبناء وإعمارا مما يؤكده طلابهم على مستوى العالم، الذين نالوا أعلى الدرجات العلمية لكنهم لم ينسوا الفلسطيني أبدا ولن ينسوه وسيظل اسمه منقوشا في الذاكرة بأحرف من نور تتلألأ على الدوام ونبراسا هاديا للأجيال. عاشت فلسطين وعاش أهلها مناضلين أحرارا  ، وأبطالا أباة.. وحُق لها أن تفخر وتباهي بأبنائها هاتفة بأعلى صوتها: هؤلاء أبنائي فجئني بمثلهم..!! ولكن،  هيهات هيهات في زمن  كثرت فيه التحديات، وخبت فيه جذوة المروءات..؟!
وللتأمل وقفة ..
الخلاصة أن الحياة كرّ وفرّ، وأخذ وعطاء، وشدة ورخاء، والعاقل من عمل بفطنة وذكاء لغد مشرق وضّاء واتعظ بغيره صباح مساء ليعيش في سعادة وهناء..فاعتبروا يا أولي الألباب.

*كاتب ومفكر عربي
*24/8/2017م