الجالية العربية ….
بقلم : وليد رباح – الولايات المتحده – نيوجرسي
قال لي احدهم ممن في بيته ثلاث بنات في سن الزواج .. كبراهن تطلب مني ان ابحث لها عن عريس .. فهل هناك عيب في ذلك .. قلت له .. كبرى بناتك يا سيدي عاقلة ومثقفة وتخاف الله حتما .. ولو أنها لم تطلب اليك ذلك لشككت في عقلها .
****
لن نعيد ما قلناه في اعداد سابقة من صوت العروبة .. ولكننا كجالية عربية لم نزل نحمل افكارا بالية نتمسك بها وتكون ضحيتها بناتنا .. ومن المؤكد ان تلك الافكار والعادات الباليه تجعل الفتاة تخجل من نفسها ان تطلب عريسا .. مع اننا كلنا نؤمن ان سنة الحياة تطلب هذا الامر بقوة كما هو الطعام والماء .. فبناء الاسرة والانجاب محفورة في جسد الفتاة منذ ان تصبح يافعه .. انها تحلم ان تكون اما للحفاظ على نوعها ..
وقد يختلف البعض في ذلك .. ويراها سبة وشتيمة ان يبحث لابنته عن عريس مناسب .. واخرون يعزفون بحجة العادات وخشية ( كلام الناس ) .. ولكن الناس .. اي ناس .. لا يهمهم امر الفتاة التي تنتظر الزواج في شىء .. فالكثير من الناس (يحكون) على الفتاة التي تزوجت .. كما ( يحكون ) على الفتاة التي لم تتزوج .. واخرون ( يحكون ) ايضا برقيع الكلام على النساء سواء كن متزوجات او غير ذلك .. واذا ما انتظرنا ان يحل ( الناس ) تلك المشكله فلن نصل الى نتيجة .. وتزداد العنوسة في بيوتنا ..
ما المانع ان تشكل لجان في مساجدنا وكنائسنا تهدف الى تجاوز العادات السيئه وان تسجل اسماء من يرغبن في الزواج ومن يرغبون بذلك .. ما المانع ان يكون لنا ثقافة محترمه بحيث ننشىء لجانا حتى بعيدا عن المساجد والكنائس لحل هذا الامر .. ما هو المانع الذي يجعل الفتاة تبلغ الاربعين من عمرها وهي تنتظر من يأتي لخطبتها او زواجها .. بعد كل تلك السنين تفقد الفتاة الامل في ان يكون لها بيت وزوج واولاد .. اليس هذا مدعاة للتساؤل ..
ان احد الاسباب التي تمنع ذلك هم الرجال انفسهم .. فبالقدر الذي يتمنى فيه ان يجد عريسا لابنته تقيده العادات والتقاليد بشىء من التخلف يجعله يعزف عن البحث عن عريس .. ولا ادري من هو الذي قال اخطب لابنتك قبل ان تخطب لابنك .. انه حتما انسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ..
جاءتني فتاة الى مكتبي وفي وجهها كآبة وحزن ظاهر .. قالت لي بكل جرأة انها تتمنى ان تكون اما وزوجه .. قلت لها وما المانع في ذلك .. قالت انه ابي .. فانا في السادسة والثلاثين واعمل في مصرف امريكي واتقاضى راتبا محترما اعطيه لابي .. وهو لا يعمل اطلاقا .. انه يمضي اوقاته في المقاهي الليلية حتى الصباح .. وكلما جاءني من يخطبني غالى في طلبه ومثل ذلك امي .. وهأنذا قد بلغت العمر الافتراضي للزواج .. فهل انجب بعد هذه السن .. الا يتقي ابي الله بي .. لم اجد نصيبحة اسديها سوى كتابة هذه الكلمه ..
قد يعزف الرجل عن تزويج ابنته بحجة ان الشباب في امريكا لا يعرف لهم اصلا .. فلو كانوا في البلاد لتأكد من صلاحهم .. وقد جاءني من يقول لي انها مغامرة : فقلت له مثلا شعبيا نتداوله في البلاد : الزواج مثل البطيخه .. تشتريها وعندما تفتحها في منزلك قد تكون بيضاء او حمراء .. وكل له في هذه الحياة نصيب ..
فيا ايها الناس .. رفقا بالقوارير .. قالها صلى الله عليه وسلم ولكننا تناسيناها .. فالقوارير في نظرهم هي اوعية الفخار .. اما عند من يفهم .. فالقوارير هن النساء اللواتي عناهن الرسول (ص) في حديثه .. فهن يتكسرن بشىء او كثير من الشفافيه .. وبانتظار ان تفتح او نفتتح جمعية تقوم بهذا الامر لنا أمل ان تنصلح احوال هذه الجاليه وتترك ما هو سيىء الى الاحسن .. ودمتم بخير .