كلمة رئيس التحرير ….
بقلم : وليد رباح …..
افكر دائما .. هل يعاقبنا الله سبحانه عندما يول علينا زعماء مثل هؤلاء الذين يجتمعون ويقررون كالجبناء ويشربون كالبهائم ويأكلون كالمسعورين ثم من بعد فض المولد يذهبون الى من يستقبلهم بالزعاريد والتهليل لانهم حققوا ما لم يستطع تحقيقه انبياء الله مجتمعين ..
ان كان العقاب من الله فاننا نقبله لاننا لا نستطيع الاعتراض على حكم الله .. وان كان منا فيجب ان نضع انفسنا تحت المشرحة لان ايدينا اهترأت من التصفيق لهذا وذاك مع انهم جميعا لا يساوون مسمارا في نعل شارون المقبور او نتنياهو الذي ما زال حيا .. وأطعمنا الاخيران من الروث والوحول ما يعجز الانسان عن وصفه تحت سمع وبصر اولئك الملاعين الذين ارسلهم الله لعقابنا ولحكمنا . بحجة ان الله فوضهم والله بعيد عنهم بعد الارض عن السماء ..
ومع اننا لا نلقي اللوم عليهم جميعا لاننا مشتركون فيما هم فيه من صلف وقلة حيلة فان كلا منا ان كان تصفيقه للصفيق ان يبحث عن اقرب برميل للزبالة ليلقي نفسه فيه غير آبه بما يحتويه من دود يأكل الاجساد ويشرب الدماء .. فكل ذلك اهون من ان يمتص دمك مثيلك في الخلق وان يأكل لحمك من هو على شاكلتك في الخلقة فقط .
الف عام مرت ونحن نصفق لهذا و ( نبعبص) لذاك .. من كان منا نحن ان كنا بشرا .. يستفيد من بارات الحاكم لقاء مدحه فهو في جنة الحاكم .. ومن كان ضده ولا يستفيد من باراته فهو في ناره .. اما الله فهو محيد عند هذا وذاك .. ومع هذا فان من يستفيد ومن لا يستفيد مصيره قبرا يطوى على جسده وفي غضون ايام او اسابيع يغدو الجسد منخلا تخترقه كل آفات الارض جزاء وفاقا لما قدمت يداه .
الف عام وهذا الوطن الذي يسمى مسلما مجازا وعربيا رياء يخترعون لهم آية على غير معناها (اطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم ) وتفسيرها عندي ان من اطاع الله منهم فاطعه .. ومن لم يطعه فلا تطعه ومزقه اربا .. وعندي ايضا ان احدا من هؤلاء الذين يحكمون رقابنا اليوم لم يطع الله طيلة عمره يوما واحدا .. حتى وان صام وصلى وزعم انه مسلم .. . حتى الاحزاب التي تدعي انها دينية في هذا الوطن وانها تحكم ان حكمت بما انزل الله لا تصدقوهم .. انهم يبحثون عن المناصب والكراسي وفي كليتها احزاب سياسية .. وهم يبحثون عن تلك المناصب كما تبحثون انتم عن الطعام والشراب لكي تظلوا احياء ترزقون .. فاذا اردت ان تعرفهم فابحث ما تحت ملابسهم فسوف لن تجد الله الا بين ثنايا السنتهم دون عقولهم ..فهم يسعون للرزق اما انتم فلا يجب ان تأكلوا الا المتعفن من الطعام او حتى لا ترزقونه .
الف عام .. ولقد جاءنا على طول الزمان فئات اسلامية قلنا انها منحرفة وقالوا عنا اننا نحن المنحرفون .. جاء السنة وجاء الشيعة وجاء الاباضية وغيرهم ثم انقسمت تلك الطوائف شذرا حسب الاجتهاد الى مالكية وحنفية وشافعية وحنبلية في السنة والى مذاهب الجعفرية والاسماعيلية والزيدية والامامية والنزارية والموحدون عند الشيعة والاحمديون فرادى ومن ثم جاء الخوارج فمنهم القراؤون ومنهم البهرة .. وقس على ذلك انقسام المقسم حتى بتنا شذرا لا ندري ما الصحيح من الخطأ .. ثم اختلط علينا الامر فجاءت الاحزاب بعثية وتحريرية وقومية واخوانا وسلفيين ومشعوذين وشيوعية حتى اتحفنا المجتمع الاسلامي الحديث بعبدة الشيطان من دون الله . واخيرا ونتيجة للذبح والمسالخ التي تقام للفقراء منا اصبح العديد العديد من الشباب غير ذوات دين فانضموا للالحاد .. فصرنا كمزبلة تحوي من الافات ما يعجز الانسان عن وصفها .. وتحتار انت كمسلم اي الجهات تتبع .. ثم يقولون لك اينما اتجهت اهتديت .. مع ان الفئات الاسلامية قيل فيها سواء كان حديثا صحيحا او موضوعا ان المسلمين انقسموا الى واحد وسبعين فرقة سبعون منها في النار واحداها في الجنة .. ولقد قال كل الذين انقسموا وتقاسموا الحكم ومن يتبعوهم انهم هم الذين سيدخلون الجنة .. فاذا ما صدقناهم فان الحديث المعني غير صحيح ويجب لفظه .
الف عام ونحن نتقاتل على احداث جرت في الزمان السحيق من نشوء الاسلام هذا حق وذاك باطل .. نذبح بعضنا بعضا ونحول الحق الى باطل والباطل الى حق .. ومن مصيبة الدهر ان شيوخنا ومن يتنطعون من رجال الدين فينا يكفرونك لاتفه الاسباب لانك لا تصلي او لا تصوم او لا تزكي او لا تتبرع خيفة ان يجوعوا او يعطشوا او لا يجدون اللقمة .. فان تبرعت او زكيت او صمت حتى مرائيا فانت مسلم .. والا فانت في النار .. وما يدريك ما النار .. وما يدريك ايها الشيخ انك في النار قبل ان تصم الناس بما ليس فيهم .. او فيهم ولكنهم يعبدون الله على طريقتهم فلا يأكلون اموال الناس بالباطل .
الف عام ونحن نشرب دماء بعضنا بعضا بحجة ان هذا اسلامه صحيح والاخر اسلامه مزيف .. وكأن الله سبحانه قد وضع فينا الحكمة فلا نخطىء او نجانب الصواب .. فنصف هذا بالعفة وذاك بالقذارة .. هذا بالكرم لانه يفنرغ جيبة وذاك بالبخل لانه لا يجد ما يعتاش به .. هذا مجاهد والاخر عميل للاجنبي .. هذا جاسوس والاخر وطني والثالث نفعي والرابع مسمار في نعش الوطن مع انهم جميعا ضمن الفئات السبعين التي ذكرناها ان كنتم لا تزالون تذكرونها ..
الف عام ونحن مثل البقر .. نأكل .. نخرأ .. نتفشخر .. نبني ونهدم معا .. نتزوج بمحبة ونطلق لاتقه الاسباب .. وبيننا وبين انفسنا نعلن لها اننا وحوش بشرية .. اما عندما يصمنا البعض بالوحوش فاننا نستل كل السكاكين التي في مطابخنا لكي ننحره سواء فعليا او كلاما ..
ايها الناس .. لا ينصلح حال هذه الامة الا اذا صلح حكامها .. ولا ينصلح حالها الا اذا كانت النوايا لله وليس لشيخ القبيلة ولا لشيخ المسجد ولا للامير او الوزير او المتنفذ في الحكم ..
المداهنون كذابون .. كلهم يكرهون الحكم والحاكم .. ولكنهم مع الاسف مداهنون كذابون .. انهم يصفقون ولكنهم في قراراة انفسهم . مراءون .. وربما كانوا من المجرمين .. او من عبدة القرش والدينار والدولار .. فكلهم مع الشيطان .. بل ان الشيطان احسن منهم حالا يوم الدينونة .. وسلام الله عليكم .