بين السياسة والدين : الازهر يقف متفرجا – بقلم : وليد رباح
بقلم : رئيس التحرير
قبل ان اكتب حرفا واحدا اريد ان اصرح انني احترم الشيوخ كافة وفي المقابل فاني احترم القسس والرهبان والرابايات ولا اجمل لان الكثيرأو البعض من اولئك قد ابتعدوا عن عرض الدنيا واقروا في انفسهم ان يخدموا ربهم سواء كان مولاهم الله او الرب اويهوه .. وطبيعي ان يكون هناك اختلاف باسمه الاعظم لان كل تلك الاسماء تؤدي الى نتيجة واحدة .. ولكني لا آلوا جهدا في نقد ما يقوم به بعضهم من تجاهل لآلامنا والبحث في أمور دينية اشبعت دراسة على مدى العصور وغدا الآمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة يعي ويفهم اصول دينه , الا من وضع اسم الله على قلوبهم غشاوة فهم لا يريدون الفهم ولا حتى السماع .. لأن امور الدنيا اخذتهم بعيدا فاتجهوا نحو العيش واللقمة والعمل المضني في سبيل تأمين الحياة لذراريهم ..
وبما انني مسلم بالوراثة واليقين .. فاني لا اعرف الكثير عن القسس والرابايات الا اكتسابا وبالقدر الذي لا اكون فيه أميا .. ولكني اعرف الكثير عن الدين الذي اورثنيه ابي رغم انني لا اقوم بواجباتي نحوه كما يجب ان يكون .. فمهما فعلت للالتصاق به فان الثغرات لا تزال تحيط بي فافكر كثيرا قبل ان اكتب كلمة عنه حتى لا يفهمني البعض خطأ فيظنون اني اهاجم وانقد هذا وابتعد عن ذاك لانني امي لا افهمه .. او لا افهم ما يقول .. او على الاقل كانت دراستي علمانية فيتهمني البعض بالابتعاد عن الروح والالتصاق بالجسد .. وتلك مثلبة في نظر الكثير ..
وبما انني اؤمن بالمسيحية واليهودية ايضا كما هو مدرج في كتابي ولا يكتمل ايماني الا بالاعتراف والايمان بها .. فاني لا القي بالا للذين يقولون ان هذا صحيح وذاك مزور .. لان الصحيح من عند الله والمزور من عند الانسان .. وعقلي (غربال) يقبل هذا ويعزف عن ذاك .. لذا فاني اؤمن بما جاء به الله ولا اؤمن بما يقوله الانسان الذي اجتهد لغاية في نفسه الا بعد تمحيص وتدقيق لكي يقبله عقلي.. تماما مثلما يؤمن البعض بما اقول ولا يؤمن البعض الاخر .. فالوزر يقع على الانسان وليس على الله او الرب او يهوه .. وبمعنى آخر .. فان ما يقبله عقلي يقبله ديني .. فالدين عقل وليس عاطفة او وراثة . أو هكذا اعتقد .
ولست في هذه الكلمة اجمل الكل في سلة واحدة .. لاني لا اغوص بما لا اعرف .. ولكني لا اتجه الى الفرد بل اتجه الى المؤسسة .. والاتجاه في هذه الكلمة نحو الازهر الشريف الذي احترم تاريخه ومؤسساته ولكني اقف حائرا ازاء شيوخه على مدار التاريخ .. بكامله .. الذين او بعضهم التصقوا بالسياسة التصاقا جعلهم يفضلون السياسة على الدين .. او حتى المواءمة ما بينهما .. وهذا لا يعني انني افهم الكثير عن المؤسسة .. ولكني طوال قراآتي عن الازهر .. رأيت ان الكثير من شيوخه يلتصقون بالساسة في عملية مداهنة خشية او خوفا او محافظة على الرزق من العزل والتغيير .. الا من رحم ربي ..
والتاريخ ليس بعيدا لكي يعلمنا ان شيخ الازهر ابان الاحتلال الفرنسي لمصر قد خلع عمامته وثبتها فوق رأس نابليون الغازي لمجرد ان نابليون خدعه بايمانه بالاسلام .. هكذا .. ونصبه اماما للمسلمين جميعا .. فمن الذي اعطاه الاذن بما فعل ..؟ وبالخصوص ان نابليون كان يقول دوما لمن حوله ( كل النساء عاهرات الا امي ) ولقد تبين بعد نفيه ان لا اب معروف له .. فكيف يكون الزنديق اماما للمسلمين ؟ هذا اضافة الى انه محتل يجب مقاومته .. وفي حكم الفاطميين لمصر .. اولئك الذين بنوا وانشأوا الازهر الشريف تحول شيخه ومن حوله من الشيوخ الى المذهب الشيعي او الفاطمي .. على طريقة ان من يتزوج امي فهو عمي .. ولا ينكر احد أن المعز لدين الله الفاطمي حالكم مصر آنذاك له اياد بيضاء في انشاء الازهر وفي نهضة مصر والعدل الذي نشره رغم تشويه صورته من قبل اعدائه .. وهذا يعني ايضا التصاقا بالساسة والسياسة بل وحتى تغيير المذهب لمجرد المنفعة الحياتية .. سواء كان منفعة او خشية من العقاب .. ولا يقلل ما أقول من الطوائف الاسلامية في ذلك الزمان .. فكل له عقله الذي يدله على ما هو صحيح .. ولا يقبل الخطأ في نظره .
ويحدثنا التاريخ ان شيخ الازهر دعم محمد علي واسرته رغم انه اعلن العلمانية في حكمه .. وأمم اوقاف الازهر منفعة الحاكم .. بل اكثر من هذا اطلق على محمد علي لقب عزيز مصر .. وكيف الازهر كافة الفتاوي لمصلحة الحاكم وكفر خصومه .. وامتد الامر في الزمن شبه الحديث الى تكفير طه حسين ومن بعده علي عبد الرزاق لحساب الملك فؤاد الذي سيطر على الازهر وعين رجاله وليس كرامة للدين كما زعموا .. وهناك الكثير نعزف عن نشره لانه ينال من جامعة الازهر كبناء ومؤسسة علمية دينية ولكنه يصنف بعض شيوخة على انهم على شفا حفرة من النفاق .
ثم نأتي الى الزمن الحاضر .. مع كل ما يحدث في اوطاننا من قتل وذبح وتقطيع رؤوس وعرضها على الشاشات والمقابر الجماعية واستخدام الدين لمصلحة السياسة .. اليس من الاجدر بالازهر مع احترامنا لشيوخه ان لايقفوا على الحياد فيما يجري .. فموقف الازهر من داعش لم يزل مائعا .. اذ لم يصدر حتى اليوم رغم رؤاه الرؤوس تقطع والدم يجري الى تكفير تلك الفئة الضالة المضللة .. بحجة ان من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قد عصم دمه .. فما ادرى شيخ الازهر ان ما قيل كان نفاقا .. هل اطلع الشيخ على قلوبهم .. هل علم بما في عقولهم .. رغم ان المحسوس مما يفعلونه يعيدنا الى مقولة نابليون انه امام للمسلمين .. او ليس كل ما يجري مدعاة لاصدار فتوى بتكفير تلك الفئة التي تستحم بدماء الناس الابرياء ..
هناك الكثير الكثير .. ولا نريد ان نخوض اكثر حتى لا يتهمنا البعض باننا اتجهنا نحو السياسة ونسينا الدين .. ولكني اقول لهم .. ان الدين والسياسة متلازمان ان كانا في مصلحة المجتمع .. اما ان كان غير ذلك .. فلا سياسة تنفع .. ولا دينا يشفع .. فبأي آلاء ربكما تكذبان !!!
ومع كل ذلك .. فان الازهر (القديم ) كانت له مواقف مشرفة من الاحتلال الذي اجتاح الوطن العربي فيما مضى فالهب العقول والقلوب .. وهب الناس للدفاع عن اوطانهم ودينهم .. وكان الازهر فيها هو المبادر .. اما في هذا الزمان .. فاننا نعيد الكلمة التي قلناها سابقا .. لا بأس في ذلك .. فمن يتزوج امي فهو عمي .