آراء حرة ….
بقلم : رشاد أبوشاور – الاردن …
جماعة ما يسمّى ب( الرياض)_ أي جماعة السعودية_ وهم تخفيفا للعار الذي يلتصق بهم يوصفون بمنصة الرياض، حضروا إلى جنيف مندفعين، وفي عجلة من أمرهم للشروع في خطوات تسلّم السلطة في سورية، برعاية المستهبل ديمستورا، الذي ربما يجهل مع هؤلاء معنى صمود سورية بدولتها وشعبها، وجيشها، على امتداد ست سنوات، وإلحاقها الهزائم المتلاحقة في كل أدوات العمالة : داعش والنصرة وأحرار الشام، والسلطان مراد، وجيش الإسلام وجيش الفتح..وكل المشتقات، والتوابع، وبكل لحاهم، في ميادين المواجهة، وها آخرها في تدمر، وشرقي حلب، وفي غوطتي دمشق الشرقية والغربية، وعلى الحدود مع الأردن في حوران، وعلى تخوم الجولان رغم الدعم والرعاية الصهيونية…
أين كنّا، وأين صرنا؟! كانت فصائل الإرهاب تخنق دمشق، وتنتزع نصف حلب، وتخنق بقية أحيائها، وتهيمن على حمص، وتضرب في كل مكان من سورية، وها قد باتت ملاحقة تنزف دما وسخا من مال السحت، بينما سورية تتعافى وتنهض من تحت الموت، وتنبعث حيّة بكبرياء وأنفة، وعنفوان، وبوحدة وطنية تتنامى وتترسخ يوميا ، ولكن جماعة السعودية لا يريدون أن يروا جيش سورية العظيم وهو يكتسح كل قوى الشر الممولة قطريا وسعوديا، والمفتوحة لها حدود تركيا، والأردن، والمرعية أمريكيا وصهيونيا…
انتهى الدرس أيها الأغبياء، وفصول المؤامرة مزّقتها أقدام أبطال سورية، وأنتم ليس لكم سوى البقاء لاجئين معلوفين على مذاود آل سعود، وما حضوركم إلى جنيف إلاّ من قبيل لإقرار الهزيمة، وليس لتحاوروا..فباسم من تحاورون؟ ومن تمثلون؟ ومن يأبه بكم، ويسمع بكم في سورية التي خرّبتم مدنها، ودمرتم مؤسساتها، وأحرقتم نفطها وغازها، ونهبتم مصانعها ونقلتموها لتركيا؟!
كيف لكم عيون تنظر في الكاميرات، وأفواه تنطق بالمطالبة ببنود، وحذف بنود، وطرح شروط؟!
أمركم يفتضح في جنيف، وأنتم ترفضون وضع بند محاربة الإرهاب ضمن البنود المطروحة، لأنكم تتلطون بهذا الإرهاب، ولأن مموليكم ورعاتكم هم من يمولون هذا الإرهاب الذي زُرع لتدمير سورية العربية، وانتزاع دورها، واستتباعها، وجرها لمصالحة الكيان الصهيوني، ورفع رايته في قلب دمشق العروبة.
جماعة منصة الرياض، منصة إطلاقهم السعودية تغرق في اليمن، ويفتضح أمرها وتلعن في البحرين، وينفر منها شعب مصر العظيم بعد اكتشافه أنها تريد لمصر وجيشها أن يكون منفذا لمؤامرات آل سعود…
آل سعود يحوصون الآن، مضروبين على رؤوسهم، وهم يكابرون، وأمورهم ومقاليدهم في أيدي أولادهم الزعران الطائشين….
من لا يريد أن يحارب الإرهاب في سورية، ويريد أن يأخذ انتصارات في جنيف، جاهل وغائب عن الوعي، وهو يراهن، ما يزال، على الاستقواء بأمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والكيان الصهيوني، والعثماني، وهذا الرهان خاب على امتداد ست سنوات، والمعركة ما زالت مفتوحة، في مواجهة سورية أقوى، وجيش عربي سوري أشد إصرارا وعزيمة، وحضورا في الميادين التي تتسع حتى تصير بحجم كل سورية الحرّة، وبحجم رهانات كل العرب الأحرار الذين يلتفون يوميا حول سورية، ويؤيدونها، ويرفعون رايتها التي هي راية كل العرب الأحرار الشرفاء.
ليس في جنيف يتقرر مصير سورية، ولكن على الأرض السورية، وسورية ليست مجرّد سلطة يتنازع عليها: سورية وطن، ودولة، وقيادة، وجيش، وخيارات وطنية وقومية وحضارية..فعودوا إلى الرياض منصة إطلاقكم الخائبة وابقوا هناك، لأنكم غير جديرين بالمواطنة العربية السورية.