دراسات ….
بقلم : فهمي هويدي …..
نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية حوارا مثيرا مع المؤرخ الأمريكي البارز رونالد فينمان ذكر فيه أن الرئيس دونالد ترامب قد يجبر على الاستقالة خلال أسابيع،
وفي أحسن الأحوال فإن عمره في الرئاسة لن يتجاوز ستة أشهر،
ورجح فينمان الذي يدرس التاريخ بجامعة الأطلسي في فلوريدا أن يجبر الكونجرس ترامب على الاستقالة، إذا لم يتحرك من جانبه لإقالته خلال أسابيع.
ومما قاله «إن فترة ترامب لن تتجاوز فترة الـ١٩٩ يوما لرئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمس غارفيلد الذي اغتيل عام ١٨٨١،
واعتبر أن «الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء في صدمة من سلوك ترامب ولغته غير اللائقة كلما تحدث في مكان عام أو كتب تغريدة، ومن عدم استقراره وطيشه».
أضافت الصحيفة في التقرير الذي بثه «موقع عربي ٢١» في ٢٥/٢ أنه رغم اعتقاد البعض أن الإقالة هي السبيل الوحيد لإنهاء حكم ترامب، إلا أن البند الرابع من التعديل رقم ٢٥ للدستور الأمريكي الذي تم التصديق عليه عام ١٩٦٧، يوفر فرصة أخرى لعزله، بخلاف النص الذي يستوجب إقالته في حال ثبوت خيانته لأمريكا أو تلقية رشوة.
ووفقا لذلك التعديل يقوم نائب الرئيس وغالبية وزراء الحكومة بتوقيع خطاب إلى رئيس مجلسي الشيوخ والنواب لإبلاغهم أنهم لا يثقون في قدرة الرئيس على القيام بمهامه على أكمل وجه، وفي هذه الحالة يصبح نائب الرئيس قائما بأعماله.
أثار انتباهي أن الفكرة ذاتها عبر عنها موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في ١٨/٢٢.
إذ نشرت تحليلا عن الرئيس الأمريكي لم يستبعد أن ينتهي مصيره إلى السجن بسبب السمات الجنائية لطابع العلاقات التي تربطه بالروس،
أضاف في هذا الصدد أن أجهزة الاستخبارات أعلنت الحرب عليه، وتلمح بأنها تعرف عنه الكثير من المعلومات المحرجة،
وأن الأمر لن ينتهي بمستشاره للأمن القومي مايكل فلين (الذي تمت إقالته بسبب علاقاته بالسفير الروسي).
ولم تستبعد الصحيفة أن تتطور المواجهة بين ترامب والمجمع الاستخباري إلى درجة تقديم معلومات وأدلة تصلح لإدانته بالخيانة.
وختمت بقولها إنه إذا لم يتمكن من العثور على طريقة للتفاهم مع الاستخبارات فإن مصيره سينحصر بالإحالة إلى السجن.
أما ما أثار دهشتي أنه في حين لا يستبشر قطاع عريض من النخب داخل الولايات المتحدة وأوروبا بظهور رئيس غريب الأطوار مثل ترامب في البيت الأبيض، وتتم السخرية منه وتسفيهه بصورة شبه يومية في وسائل الإعلام.
فإن الترحيب به ملحوظ في أغلب العواصم العربية.
ومن أغرب ما وقعت عليه في هذا الصدد حوار مع أحد أساتذة الفلسفة المصريين المخضرمين بثته القناة الأولى المصرية، تحدث فيه بانبهار عن الرئيس الأمريكي وقال إن الله أرسله لكي ينقذ الحضارة من كارثة الخلافة الإسلامية!
وهو ما يعني أن أغلب عناصر النخبة في العالم الغربي تعتبر الرجل نقمة حلت بالقيم والسياسة الأمريكية،
في حين أن البعض في بلادنا ــ وفي «إسرائيل» أيضا ــ يعتبرونه هدية ونعمة.
أما النقد الذي قيل بحقه في «إسرائيل» فلم نقرأ له مثيلا في العالم الغربي.
أما أطرف ما وقعت عليه، فكان حملة السحرة والساحرات في الولايات المتحدة لإخراج ترامب من البيت الأبيض، التي رفعت شعار «المقاومة بالسحر»،
وقد خصصوا ليلة أقاموا فيها بعض الطقوس والتعاويذ لذلك الغرض.
وهو ما أغضب تحالف المسيحيين القوميين الذين اتهموا السحرة بشن «حرب روحية» ضد ترامب،
وخصصوا ليلة أقاموا فيها صلواتهم لإبطال مفعول السحر!
………………..