الشعر…
شعر عبد الرحيم الماسخ – مصر
تأكيد
لمّا كان الوطن ُ الأكبر ْ
مِن دَنس ِ الأعداء مُحرَر ْ
كان الأطفال ُ بقريتِنا
يأتون مع الليل ِ لِنسهر ْ
فإذا طلع القمر ُ , و هبّت ْ
نسمات ٌ أبداً تتعطر ْ
و تخيّلت ُ الفاروق َ و قد
فتح القدس َ فلم يتجبّر ْ
و هدَى كل َّ الناس ِ أماناً
مهما عبدوا و بنى و عذر ْ
فحكيت ُ لهم عنه ُ فأصغوا
في فرح ٍ , و القول ُ مُكرَر ْ .
أخوّة
أمّاه ُ أين بطّتي لم ألقها بين اللعب ْ ؟
قالتْ : كفاك ِ يا ابنتي حُب ٌّ أتي دون تعب ْ
ذاك اليتيم ُ جارُنا إذ كان ضيفاً عندنا
في لهفة ٍ دار َ , انحنى و ضمّها ثم ذهب ْ
فرِحْت ُ , قلت ُ ربما يرضى الإله ُ في السما
و زرته ُ و زارني لأنه ُ و أنني
أخوّة ٌ لا تنحني أمام َ سعد ٍ أو غضب ْ .
خطبة
بسم الله ِ , نعَمْ يا ساده ْ وقت ُ الناس يكون ُ عباده ْ
لو أخلص كل ٌّ في عملِه ْ
و بلا سعي ٍ بين الناس ِ بكلام ٍ كذب ٍ دسّاس ِ
يخلط ُ واقعَه ُ في جدلِه ْ
فجميع ُ الناس ِ بلا طمع ِ في خير ٍ كاف ٍ مُتّسع ِ
لا يُمسكُ أحداً عن أمله ْ
و لذلك كل ُّ الأديان ِ جاءت ْ لضمير الإنسان ِ
تهديه ِ لينجو من فشله ْ
فإذا نسي َ العبد ُ الخالق ْ و سعَى للشيطان ِ يُصادق ْ
كان اليأس ُ نهاية َ أجله ْ
فاعمل ْ للخالق ِ ما تعمل ْ بهُدى منه ُ لكي يتقبّل ْ
و يزيدك َ عَدَلاً من عَدَله ْ .
أمي
أمِّي – مَن لا يعرف ُ أمّه ْ – تضحية ٌ وصلت ْ للقِمّه ْ ؟
حملت ْ , وضعت ْ , أرضعت ِ , احتملت لتُربِّيني مُبتسِمه ْ
طول َ الوقت ِ تتابعُني , لا تعرف ُ في حُبي إهمالا
فإذا غبت ُ قليلاً عنها ملأت ْ عني الكون َ سؤالا
و كبرت ُ أخيراً , لكني ألمس ُ منها حسن َ الظن ِّ
تفهم ُ سعدي , تفهم ُ حُزني و أقرِّبُها و تقرِّبُني
فهي حياتي بعد الخالق ْ بمحَبَّتِها قلبي ناطق ْ
فإذا عظّمْت ُ رعايتها فلها فضل ُ الخير السابق ْ