قرار مجلس الامن بشأن المستوطنات الاسرائيلية ( طز ) – بقلم : وليد رباح

كلمة رئيس التحرير ….
بقلم : وليد رباح  ….
فرح الكثير من الفلسطينيين وبعض العرب بقرار مجلس الامن بشأن عدم شرعية المستوطنات الاسرائيلية التي تقام على الاراضي الفلسطينية .. وقامت القيامة بالمؤتمرات الصحافية والعنتريات التي نعهدها والدبكة التي انتشرت في انحاء فلسطين .. وكأنما عادت فلسطين لاهلها وان مجلس الامن بقضه وقضيضه يقف مع الشعب الفلسطيني .. مع أن عصبة الامم  ومجلس الامن طيلة مدة خدماتهما منذ الحرب العالمية الثانية وما بعدها .. لم يقيما للفلسطينيين وزنا حتى ولا للعرب .. ذلك ان المجلس يعتبر العرب وجودهم مثل قلته .. ولذا فان هذا المجلس وذيله الامم المتحدة هو الذي وافق ووافقت على انشاء الدولة العبرية وقامت بالاعتراف بها ومدها بالسلاح والعتاد وفي الاصل فان العبريين قاموا باحتلال فلسطين بناء على وعد بلفور الشهير الذي ترك فلسطين لقمة صائغة للعبريين وترك اهلها يجابهون مصيرهم مع وجود الفلسطينيين تحت حماية جنود بريطانيا (الصغرى) التي قامت بتسليم كل اسلحتها عند خروجها للصهاينة الذين قاموا بترحيل مليونين من الفلسطينيين الى خارج ارضهم  بعد الاستيلاء عليها .. ومع هذا تجد الكثير من المسئولين الفلسطينيين يقولون بانهم سيقاضون بريطانيا ويملأون الدنيا صراخا ولا يفعلون شيئا .
واذا ما عدنا الى قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ضد اسرائيل .. وخاصة قرار التقسيم الذي رفضه العرب في وقت لم يكونوا يمتلكون رصاصة حتى فارغة .. فان كل تلك القرارات كانت لمصلحة اسرائيل .. عدا عن قرارين او ثلاثة ذكر فيها الفلسطينيون على انهم لاجئين وبحاجة للمساعدة في مخيماتهم في البلاد العربية .. فقامت الامم المتحدة بتزويدهم بالطحين المتعفن والبقج التي تعتبر من مخلفات الشعوب . وكأنى انتقلنا من املاكنا في فلسطين الى عبوات البقج التي تحمل رائحة امريكا وبريطانيا ودول حلف الاطلسي .. حتى الدول العربية تبرعت وقتها ويا ليتها لم تتبرع بالكثير من التمر الذي كان يلقى في الزبالة بعد كساده وعدم شرائه من قبل الدول المستوردة .
وخلال تلك القرارات التي اجازبعضها للشعب الفلسطيني بان يكون شيئا في هذا العالم .. كانت اسرائيل تدوس عليها وتضحك في وجه العالم الذي لم يستطع شيئا تجاه عدم تنفيذ تلك القرارات .. واهمها قرار 242 الذي اعتبر ما احتله اسرائيل سنة 67 غير شرعي .. تماما مثلما هو القرار الحالي .. فطزطزت اسرائيل لكل هذا العالم .. وظلت في الاراضي المحتلة حتى خضعت الدول العربية فقامت مصر بالتوقيع على اتفاقية كمب ديفيد وخرجت من سيناء بناء على تلك الاتفاقية وليس بناء على توصيات الامم المتحدة ومجلس الامن .. كما قامت الاردن بتوقيع اتفاقية وادي عربة بالصلح مع اسرائيل مع انها لم تعد حتى ولا شبرا واحدا من الضفة الغربية التي احتلتها ..  مما يعني انني انا كاتب هذه السطور .. اثمن ما يقوم به نتنياهو من (تفصيع ) للقرار .. ويقوم بمهاجمة امريكا التي بنت عظامه ولحمه من عائدات الضريبة التي يدفعها الامريكيون .. وآخرها الموافقة على اعطاء اسرائيل معدات من ضمنها العسكرية بقيمة خمسة وعشرين مليارا من الدولارات لثلاث سنوات قادمة .
ونحن لا نلوم اسرائيل عندما تفصع لقرارات مجلس الامن .. فالدول العربية تصالح اسرائيل سرا وتعاديها جهرا .. وكأنما تقول لنا : ايها الحمير .. مصلحتنا هي مع اسرائيل .. وليس مع الارض العربية المحتلة .. فتقيم معها الاتفاقيات التجارية في وقت تقوم المنظمات الاهلية في اوربا بمقاطعة البضائع الاسرائيلية التي تصنع في المستوطنات الاسرائيلية .. تلك التي ورد ذكرها في قرار مجلس الامن الاخير .
كل ذلك (كوم) وفرحة عباس بن فرناس ( كوم ) آخر .. فهو يهدد ويتوعد أنه سيذهب لمحكمة العدل الدولية للشكوى .. ويبدو انه يطير في الهواء مثلما فعل عباس بن فرناس الاصلي فاندقت عنقه .. وقد نسى او تناسى ان القاضي الرئيس في المحكمة الدولية صهيوني ابن صهيوني .. وانه يتلقى اوامره من امريكا واسرائيل مباشرة .. واذا كان فيها بعض الاضاءات في الاحكام .. فهي اضاءات لاخراس العالم الذي يرى في تلك المحكمة مصالح اسرائيل فقط .
أقول لكم .. اني احترم ما يقوم به نتنياهو .. لانه رجل يساوي مليون عربي من الزعماء .. انه يحترم شعبه ويقوم بما تمليه عليه مصلحة وظيفته .. ويا ليت فينا نحن العرب زعيما مثل نتنياهو .. فهو لا يألو جهدا في خدمة شعبه الذي كان متشردا في انحاء الارض ثم صنع اوائل الصهاينة له وطنا وجاء نتنياهو لكي يكمل المشوار .. ابمثل هذا ( البني آدم ) لا يحترم . ؟  عوضا عن انه يسب علنا الرئيس الامريكي الذي يمثل امريكا .. وهي التي قامت بوهبه الحياة طيلة ما يقرب من خمسة وستين عاما ..
دلوني على زعيم عربي واحد استطاع ان يشتم امريكا الا في الاعلام من بعد استشارة اساطين الادارة الامريكية ان ذلك (بكش ) لارضاء الشعب العربي .. مهزلة والله .
ان القرار الذي اصدره مجلس الامن سوف يمر كما مرت عشرات القرارات التي مضت ولم تأبه لها اسرائيل .. ذلك ان الحق للقوة .. فمن يمتلك القوة يمتلك الحق .. اما نحن .. فاننا مثل الايتام على موائد اللئام .. نسترضي هذا وذاك .. مع انه يدس اصابعه بكاملها في استنا .. ولا اعرف جمعا للكلمة الاخيرة .. وللمناسبة ايها المثقفون ( دلوني على جمع كلمة است ) ولكم العزاء