على أبواب “سيّدنا” – بقلم : يزيد الراشد الخزاعي

اراء حرة ….
بقلم : يزيد الراشد الخزاعي ….
الآن وبعد أن إنتهت مسرحية الإنتخابات النيابية الأردنية لمجلس النواب الأردني الثامن عشر عام 2016، لا بد من الإشارة بأن ما جرى يعتبر دليلاً واضحاً وبرهاناً على إنعدام شرعية عبد الله الثاني وحكمه الآيل للسقوط.
إن مسرحية الإنتخابات النيابية الأردنية التي جرت قبل أيام ما هي إلا محاولة مفضوحة لإضفاء الشرعية المفقودة لنظام عبد الله الثاني وشلله التي لا تمت لإرادة الشعب الأردني بأي صلة أو وجهة أو حتى شرعية.
هنا نطرح سؤالابرسم الإجابة: أين هي الديمقراطية الأردنية وهناك ما يسمى بنظام “الكوتا” في النظام الإنتخابي الأردني الذي فرضه نظام عبد الله الثاني الأمني؟ نعم نقول الأمني وكل الأردنيون يعلمون جيداً القبضة الأمنية التي يمارسها النظام الأردني ضد أحرار وأبناء الشعب الأردني.
إن الإنتخاب الحقيقي والديمقراطي يجب أن يكون غير فئوي أو نسبي ولا ينبغي أن يوجد فيه ما يسمى بنظام الكوتا فمن يختاره وينتخبه الشعب الأردني هو من يجب أن يُمثله فالعملية الإنتخابية يجب أن تنبع من إرادة الشعب وحده بلا فئوية أو جهوية أو محاصصة وهذا ما هو متبع حالياً في كل أنظمة العالم الديمقراطي إلا في النظام الأردني الملكي الشمولي.
وتجدر الإشارة إلى أنه في كل المجالس النيابية الأردنية السابقة كان كل نائب فيها ذكراً كان أم أنثى قد خرج من تحت قبة مجلس الأمة بثروات ومنافع ومكاسب شخصية واضحة وكل النساء اللاتي جئن تحت غطاء ما يسمى “نظام الكوتا” كل تلك النساء الأعضاء بلا إستثناء خرجن بمنافع شخصية وإعلامية وتكسبية من تحت ظلال الدوائر الأمنية المليشوية التي أرسى قواعدها عبد الله الثاني وملكته رانيا الطائرة في كل أنحاء العالم والمتسوقة في أغلى مراكز التسوق من شرق العالم إلى غربه في الوقت الذي لا يملك فيه المواطن الأردني حتى قوت يومه.
حاولت وسائل الإعلام الأردنية بائسة وفاشلة التغطية على جريمة ذبح الديمقراطية الأردنية والتي جرت مؤخراً من خلال الترويج لنزاهة العملية الإنتخابية ونجاحها المزعوم علماً بأن كل العالم يعلم بأن الديمقراطية وحرية الرأي مفقودة في الأردن المُحتل من قبل عبد الله الثاني ورانيته وشللهم الذين دمروا ونهبوا مقدرات الأردن وكرامة الأردنيين علماً بأن نسبة التصويت الحقيقية في مسرحية الإنتخابات الأردنية لم تتجاوز 25%، بالإضافة لما حصل من سرقة وإختفاء الصناديق المخصصة للإنتخاب في منطقة البادية الوسطى بإعتراف النظام الأردني نفسه، فعلاً وضع أردني مضحك ومحزن في آن معاً.
كان الأشرف والأجدى أن يُطل علينا عبد الله الثاني من خلال شاشة التلفزيون الأردني الرسمي ليعتذر علناً أمام الأردنيين عن مديونية تجاوزت مبلغ 35 مليار دولار أمريكي والتي سببها للأردن بنهبه وإستغلاله لثروات الأردن ومقدراته بدلا من إستمرار هروبه والإختفاء الدائم له ولحاشيته بالسفر والرفاه في دول العالم، هذه هي الشجاعة السياسية التي يجب أن يتحلى بها قادة الأمة والتي يفتقدها للأسف الأردن الحالي في ظل حكم ملكي أهلك الحرث والنسل.
لم يعتذر عبد الله الثاني عن سياسة تكميم الأفواه التي إتبعها ومازال يتبعها، لم يعتذر عن الإعتقالات والتعذيب والملاحقات الممنهجة للأحرار والنُخب الأردنية، ولم يعتذر عن تدمير صوت الأردنيين الحرّ وبكل وقاحة وصلف يستمر في النهب وإستحقار الشعب الأردني والمضي في الإستعراضات والأسفار الهوليودية والتشبيح.
في عصر التكنولوجيا والثورة الرقمية، وفي إنتهاء عهد القرون الوسطى والعبودية منذ أمد بعيد، وفي ظلال ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يبقى منظر الأردن الحالي ورهطٌ من شعبه مازالوا يطرقون إما جهلاً، أو عِوزاً، أو خوفا،ً أو تبعية مازالوا يطرقون ويقفون “على أبواب سيِّدنا كما يقولون” ليمُّن ويتفضل عليهم سيّدهم عبد الله الثاني ويلقي عليهم من فتات ما يجود به من ما يسميه مكرمات هي في الأصل من ممتلكات وموارد الشعب الأردني نفسه!
فمن مملكة الخوف الأردني ومن عبودية “سيّدنا” سينهض الأردنيون الأحرار لبناء أردنٍ جديد بخارطة طريق تعيد الكرامة للشعب الأردني المنكوب، أردنٍ بحريّة حقيقية للرأي لا مكان فيها للعبد ولا حكم فيها للسيّد، ذلك الأردن المنشود بلا قمع أو إرهاب ملكي يرتدي أثواباً ملائكية.
vipyazeed@gmail.com