مهدي سردانه .. الحانه اججت الثورة الفلسطينية – بقلم : وليد رباح

فضاءات عربية …..
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي ….
في معظمنا لم يكن من يعرفه .. لكننا كنا نعرف الحانه التي كانت تؤجج فينا الحماس ومواصلة النضال .. كنا نستمع اليها فتحملنا الالحان بعيدا الى الوطن .. حيث بيارات البرتقال والنرجس والورود والبندقية .. مذ كنا شبابا اسرتنا تلك الموسيقى التي لم تعتد عليها الاذن مذ فارقنا البلاد .. كنا ننتظرها من إذاعة صوت العاصفة من القاهرة في برنامج فلسطين .. وكنا نرقص وندبك مع جمالية الكلمة وروعة اللحن .. نذوب شوقا لسماعها وننتظرها مثلما ينتظر المريض جرعة الدواء التي يؤمن انها ستشفيه من كل امراضه .. ويصدح الصوت للمجموعة .. ولكن مهدي سردانه لم يكن فيها .. كنا نحسه في جنبات اللحن وروعة الكلمه .. من هذا الذي يقف خلف هذا اللحن الرائع الذي يستفزنا حتى العظام ويجبرنا على ان نقول فلسطين ولاده .. من هو الذي يسافر مع عذوبة الأداء لكي يقول لنا .. انتم هناك .. ونحن هنا .. ولكننا سنلتقي يوما ..
لم يكن مهدي سوى ذلك الجندي المجهول الذي قدم لفلسطين أروع الالحان التي لم تزل حية حتى يومنا هذا .. لقد كانت عيوننا تدمع وافئدتنا ترقص عندما نستمع الى (طل سلاحي من جراحي) أو ( ع الرباعية) او غيرهما .. كانت هذه الأغاني دافعا للمزيد من المقاتلين الذين انضووا الى الثورة الفلسطينية لتحقيق الحلم الذي طال سنوات حتى تحقق تفجر الثورة ..
في السنوات الأخيرة من عمر الملحن مهدي سردانه .. تكالب عليه المرض .. واصابته الهموم وركن الى المستشفيات والأطباء .. ودام ذلك وقتا خاله دهرا مع آلامه واحزانه .. لكن الاخبار أتت هذه الأيام بانه رحل الى رحمة الله بعد ان امتعنا وطهر عروقنا بالدواء الذي كان احد أسباب مواصلة الثورة .
رحمك الله يا مهدي .. واسكنك فسيح جناته ..