اراء حرة …
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك
وسط هذا الزخم من الأحداث في العالم كله عامة وفي مصر خاصة ، أحداث مضحكة ، أحداث مبكية ، أحداث مثيرة للدهشة ، أحداث مثيرة للسخرية ، قال القلم قولته بأن هذه الأحداث أصبحت هي السمة الآن في كل مكان وإن كان يغلب عليها المثير للجنون ، ترك هذا كله وذهب إلى مرثية لفتت انتباهه وأيدته بحقيقة كونها مرثية ، مقولة قالها ” نذار القباني ” مررت عليها مرور الكرام لكن القلم جذبني بشدة وأغلق أبوابه عن كل ما كنت أنوي الكتابة عنه . قال ” نذار ” : يقولون في مجتمعاتنا أن عقل المرأة أنقص من عقل الرجل .. لكنني لم أسمع يوماً بامرأة فقدت عقلها لرؤيتها سيقان رجل !! . كتجربة شمرت عن ساقي وارتديت بنطالاً قصيراً وخرجت خارج المنزل أستعرضعهما أمام حسان المنطقة وذهبت وجئت وجئت وذهبت وأنا أرقب بطرف عيني إن كانت واحدة منهن ستفقد رشدها فأتلقاها بين ذراعي بحجة إسعافها ، فشلت التجربة وعدت بخفي حنين وأنا أترحم على ” نذار ” وقررت أن أضع مقولته موضع التقدير والاحترام ، يقولون في بلادنا أن عقل المرأة أنقص من عقل الرجل ، نعم هذه الحقيقة ، يقولها الرجال وأغلبيتهم عقولهم قد تنقص عن عقول الدجاج ، لم أقل الديوك لأن الديك يحمل صفة التذكير اما الدجاجة فتحمل صفة التأنيث وبالتالي فعقول هؤلاء لم تتساوى حتى مع عقول إناث الدجاج . حقيقة فكرت كثيراً عما يزيده الرجل عن المرأة أو ماذا تنقص المرأة عن الرجل ، والسؤال الذي يمكن أن يخرس لسان أي رجل ولا يجد له إجابة ، لماذا دائماً يحاول الرجل أن يُجبر نقائصه على حساب المرأة ؟ لماذا يلهث الرجل وهو يجري خلف المرأة كحمار في نهاية مرتفع ثم بعد ذلك يضع فيها عريضة من الاتهامات أقلها نقصان العقل ، الحقيقة أن المرأة سبقت الرجل في جميع الميادين ، حتى القوة التي يتباهي بها ” سي السيد ” أصبحت كصفر على الشمال أمام قدرة المرأة ، ألم يسأل أي رجل نفسه عن هذه القدرة التي حبى الله بها المرأة في شهور الحمل المتعبة فتذهب إلى العمل ثم تعود إلى المنزل لتقوم بواجباتها المنزلية وسي السيد ينظر إلى كرشها المنتفخ متباهياً بأنه من انتاجه بالرغم من أن العملية كلها لا تزيد عن دقائق في ليلة مظلمة ولو فكر قليلاً لعلم أن الفأر ينتج أكثر منه !!!! ، ألم تثبت المرأة بأنها أقوى منه حين قطعت زوجها إرباً ووضعته في أكياس سوداء وألقت به في صناديق القمامة في كل شارع وحارة ، أستنكر حكم القاضي حتى لو حكم عليها بيوم واحد داخل الزنزانة لأنه من المفروض أن يسألها أولاً كيف تجرأت وقامت بهذه الجريمة ، سيجد من الدوافع ما يكفي لقتله ثانية وثالثة ورابعة إن أمكن ، حتى لو قتلته من أجل عشيق ، أبداً المرأة لا تتجه للخيانة إلا لأسباب قهرية ، إما لأن سيادته يقوم كالثور الهائج ويقضي وطره دون مراعاة لمشاعرها ويتركها تتقلب فوق الفراش حتى يأتي اليوم الذي تفقد فيه أعصابها ، أو أن البيه الكامل العقل لا يعرف كيف يقوم بواجبه كرجل ، فتطلب منه الانفصال أو الطلاق فيرفض وكأنه الحاكم بأمر الله ، فلم تجد أمامها سوى الأكياس السوداء .
edwardgirges@yahoo.com