15مايو/ أيار.. ذكرى كلها دم ونار ودمار.بقلم : طلال قديح

فلسطين ….
طلال قديح – كاتب فلسطيني يقيم في السعودية ….
68  عاماً مضت على اغتصاب فلسطين، وتشريد أهلها بعيدا عن الوطن الذي توارثوه عن الآباء والأجداد، وظل حبه بل عشقه تنبض به قلوبهم صباح مساء، ولا يطيب لهم عيش سعيد إلا على أرضه المعطاء، التي كرمها الله لتكون مهدا للأنبياء، ومعراجاً لخاتم الرسل إلى السماء، محمد بن عبدالله-صلى الله عليه وسلم.
15 مايو / أيار 1948م ، شهد ارتكاب الاستعمار الغربي أبشع الجرائم على مر التاريخ، فأعطى من لا يملك لمن لا يستحق، وينتزع الوطن من أهله ويمنحه لآخرين لا حق لهم فيه أبداً،وكل ادعاءاتهم إنما هي ترهات وأضاليل لا تستند لبرهان أو دليل .
أرادت بريطانيا أن تزرع في فلسطين كيانا دخيلا، يدور في فلكها ويخدم سياستها الاستعمارية، ويجسد أطماعها في قلب الوطن العربي الزاخر بالخيرات، وذي الموقع الاستراتيجي في ملتقى القارات..ولا هم لها إلا مصلحتها، ولتبقى المنطقة مضطربة لا تعرف الأمن والاستقرار ولا تلتفت إلى البناء والإعمار الذي يشكل خطرا على أطماع الاستعمار.
إنها ذكرى كلها خراب ودمار، كلها مذابح ودماء ، بل هي سبب ما حل بالعرب من المحيط إلى الخليج، من حروب ذهب ضحيتها الملايين من الأبرياء، أطفالا ورجالا ونساء.
خاض العرب عدة حروب ضد العدو الغاصب ، وبذلوا الغالي والنفيس فضلا عن تضحيات أبنائهم الميامين الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء، فأصبحوا مثالا يحتذى لكل الثوار ضد الاستعمار قي كل الأقطار. أسفرت النكبة عن تشريد معظم الفلسطينيين ليصبحوا لاجئين في كل بلاد العالم يقاسون شظف العيش، ويعانون آلم البعد عن الوطن والديار.
لكن المؤامرة أبعد مما نتصور، كان الغرب وما يزال يجند طاقاته خدمة لربيبته..يمدها بالمال والسلاح ويفتح أبوابه على مصاريعها لكل احتياجاتها مما يدفعها للغلو في بطشها وتحديها لكل مبادرات السلام مهما كانت أهدافها ونوايا أصحابها.
ومما يؤسف له ويملأ النفس أسى وحسرة أن واقعنا العربي اليوم لا يسر صديقا ولا يغيظ عدواً..فكل بلد فيه من المشكلات ما لا يسمح له بأن يهب لنجدة أخيه ، بل لا يستطيع أن يلتقط أنفاسه، ليظل قادرا على البقاء.
أنى اتجهت في العالم العربي ، شرقا وغربا، تجده يعني ويقاسي أعمالا إرهابية أضرت بالبلاد والعباد، وأحرقت الأخضر واليابس، بل وقوضت الإعمار لينتشر الدمار في سابقة غير مألوفة..وهذا بالطبع أثلج قلوب الأعداء، وحفزهم للكيد للعرب بكل ما يملكون من وسائل التخريب والدمار.
وجد دعاة الفتنة وعصابات الإرهاب المناخ ملائما، فنفثوا سمومهم على امتداد العالم العربي من المحيط إلى الخليج، حتى أصبحت ظاهرة التفجير والتدمير خبرا مألوفا ننام ونصحو عليه..وفي هذا الجو، كيف يمكن للعرب أن يتفرغوا لقضاياهم وفي طليعتها أم القضايا فلسطين؟!
ومما لا شك فيه أن الأعداء أسعد ما يكونون  اليوم من أي وقت ممضى، فأمنوا التهديد والوعيد فضلا عن توحيد الطاقات والقدرات في وجه المحتلين والمغتصبين الغزاة.
يا عرب..يا أهل النخوة والنجدة: هبوا من غفلتكم واصحوا من غفوتكم.. عودوا إلى تضامنكم،  فلا مجال للتسويف أو التأجيل، شمروا عن سواعدكم ووحدوا جهودكم، تخيفوا عدوكم وتحرروا المغتصب من أرضكم، وتعيشوا أحرارا سعداء، وتواصلوا التطور والنماء.                                                     وأمام الواقع المرير، تعددت القضايا، وتضاعفت البلايا، وتشتت النوايا..اللهم سلّم..سلّم.وانصرنا على الأعداء لنعيش أحرارا سعداء..