اراء حرة …..
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …
أحياناً الفكرة تأتي فجأة وتلح ، أحيانا المناسبة هي التي تدفع الفكرة دفعاً ، وقبل أن استعرض الفكرة من جميع جوانبها ولأنها تتعلق بالبابا شنودة وأنا أقدر هذا الرجل كل تقدير سواء قبل رحيله أو بعد رحيله ، أثمن شخصيته الجميلة بكل المقاييس ، الرجل كان أديباً وشاعراً ومفكراً قبل أن يكون رجل دين . لكن ما سأتوقف عنده لا يُعني أنني أنتقص منه ، سأتوقف عنده كحرية التعبير عن الرأي . قرار الباب بمنع المسيحيين من زيارة القدس والأماكن المقدسة هناك وإن كان يعبر عن وطنيته وعن مؤازرته للقضية الفلسطينية إلا أنني حقيقة لم أهضمه منذ صدوره وخاصة أنه دعم القرار بعقوبة على كل من يخالفه بمنعه من طقس من طقوس الكنيسة يمكن القول بأنه قد يمثل الأساس في العقيدة المسيحية ، هذا القرار أنظر إليه وبوجهة نظر شخصية أنه من مساويء لعبة الدين مع السياسة أو العكس لعبة السياسة مع الدين ، القرار ليس له أبعاداً تخص القضية الفلسطينية بل على العكس يمكن أن يكون سلبياً ، باطل الأباطيل أن نتوقف على الهامش دائماً فيما يخص القضية الفلسطينية ولا نحاول أن ندخل إلى منتصف الصفحة ، القضية الفلسطينية لن تحل إلا إذا استيقظ الضمير العالمي وضمير العالم العربي قبله ، أعلم جيداً أن لا أحد في كامل الدول العربية لديه النية الآن أن يفرقع رصاصة فشنك في وجه إسرائيل فلماذا نتوقف عند قرارات وأقوال مضحكة وساخرة ، أسمع كلمات في مصر عن ” التطبيع ” وتشنجات كمريض الصرع ، أي تطبيع هذا الذي يتحدثون عنه لست أعلم ، إذا كانت إسرائيل بأكملها موجودة داخل مصر ، حتى متى نسخر من أنفسنا ونفتح الباب للعالم كي يسخر منا ، الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو أن يضعها الجميع في قلب الضمير أما إذا كانت الضمائر قد ماتت ودفنت ولا رحمة عليها فالعوض على الله في القضية الفلسطينية ، عودة إلى قرار البابا شنودة وامتداده إلى البابا الحالي ، لن أجامل لأنه بالفعل ينطق باللا معنى ، لست أرى فيه سوى خدمة لإسرائيل أكثر منه للقضية الفلسطينية ، المقدسات هناك سواء المسيحية أو الإسلامية لو طالت إسرائيل لسكبت عليها جميعاً وفي وقت واحد كل ما هو قابل للاشتعال وألقت عليه بعود ثقاب ليصبح الجميع كومة من الرماد ، المقدسات المسيحية هناك هي منغصات لهم لأنها تدينهم وزيارتها يمثل التنغيص الأكبر ، إن زيارة المقدسات سواء الإسلامية أو المسيحية هناك رسالة إلى إسرائيل بأنه لا مكان لك في هذه الأرض ، لأنها ملك لفلسطين وشعبها المسلم المسيحي وأن من يأتون إلى هذه الأماكن ليس لسواد عينيها لكن من أجل أخذ بركة هذه الأماكن ، ومن هذه النقطة أقول للبابا شنوده يا سيدي إذا كان قرارك للمجاملة فالمجاملة لا تكون على حساب الإيمان ببركة هذه الأماكن وأن زيارتها أو عدم زيارتها لن يقدم أو يؤخر في حل القضية الفلسطينية حتى ولو من باب المعنويات ، وأن قرارك بمنع من يخالف هذا القرار بحرمانه من أحد الطقوس الكنسية الهامة فالجواب عليه بأنه يجب أن يطاع الله أكثر من البشر ، أعتقد أنني سأذهب لزيارة هذه الأماكن المقدسة وهذا لن ينزع مناصرتي للقضية الفلسطينية من عقلي وقلبي وقلمي وكل وجداني ، لا يجب أن نُطلق الوهم ونعيش فيه !!!!! .
edwardgirges@yahoo.com